في الواو التقديم والتأخير في كل موضع قال الفراء معنى ( وما يهلكنا إلا الدهر ) أي طول الدهر ومر الأيام والليالي والشهور والسنين وتكلم جماعة في معنى الآية فقال بعضهم هؤلاء قوم لم يكونوا يعرفون الله جل وعز ولو عرفوه لعلموا أنه يهلكهم ويميتهم وقال قوم يجوز أن يكونوا يعرفون الله جل وعز وعندهم أن هذه الآفات التي تلحقهم إنما هي بعلل ودوران فلك يقولون هذا بغير حجة ولا علم وقال قوم هؤلاء جماعة من العرب يعرفون الله جل وعز يدل على قولهم ﴿ ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ﴾ وفيهم من يؤمن بالبعث قال زهير
( يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر ** ليوم الحساب أو يعجل فينقم ) غير أنهم كانوا جهلة لا يعلمون أن الآفات مقدرة من الله عز وجل وهذا أصح ما روي في الآية وأشبه بنسقها وقد قامت به الحجة بالظاهر ولأنه مروي عن ابن عباس أنه قال في قوله جل وعز ( وما لهم بذلك من علم ) قال قالوا لا نبعث بغير عليم فقال الله جل وعز ( وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون )
٢٥ خبر كان ( إلا أن قالوا ) اسمها ويجوز ما كان حجتهم بالرفع على أنه اسم كان لأن الحجة والاحتجاج واحد ويكون الخبر إلا أن قالوا أي إلا مقالتهم

__________


الصفحة التالية
Icon