هذه قراءة حمزة والكسائي وهي مروية عن الحسن وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي وأبو عمرو وأبو جعفر وشيبة ونافع ( كرها ) بفتح الكاف وعارض أبو حاتم السجستاني هذه القراءة بما لو صح لوجب اجتنابها لأنه زعم أن الكره الغضب والقهر وأن الكره المكروه واحتج بأن الجميع قرءوا ﴿ لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ﴾ وذكر أن بعض العلماء سمع رجلا يقرأ ( حملته أمه كرها ووضعته كرها ) فقال لو حملته كرها لرمت به يذهب إلى أن الكره القهر والغضب قال أبو جعفر في هذا طعن على من تثبت الحجة بقراءته وحكايته عن بعض العلماء لا حجة فيها لأنه لم يسمه ولا يعرف ولو عرف لما كان قوله حجة إلا بدليل وبرهان والحجة في هذا قول من يعرف ويقتدى به إن الكره والكره لغتان بمعنى واحد بل قد روي عن محمد بن يزيد أنه قال الكره أولى لأنه المصدر بعينه وقد حكى الخليل وسيبويه رحمهما الله أن كل فعل ثلاثي فمصدره فعل واستدلا على ذلك أنك إذا رددته إلى المرة الواحدة جاء مفتوحا نحو قام قومة وذهب ذهبة فإذا قلت ذهب ذهابا فإنما هو عندهما اسم للمصدر لا مصدر وكذلك الكره اسم للمصدر والكره المصدر ( وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ) التقدير وقت حمله مثل ﴿ واسأل القرية ﴾ وقرأ أبو رجاء وعاصم الجحدري ( وحمله وفصله ) فرويت عن الحسن بن أبي الحسن واحتج

__________


الصفحة التالية
Icon