صواب قال أبو جعفر فأما ما روي عن محمد بن يزيد فتحقيق هذا وهو أن الصواب عنده ترك الاستفهام فيقرأ أذهبتم وفيه معنى التقريع وإن كان خبرا والمعنى عنده أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا فذوقوا العذاب والاستفهام إذا قرأ أذهبتم فهو على التوبيخ والتقرير وإنما اختار أذهبتم بغير استفهام لأن الاستفهام إذا كان فيه معنى التقرير صار نفيا إذا كان موجبا كما قال جل وعز ﴿ أفرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه ﴾ وإن كان نفيا صار موجبا لأن نفي النفي إيجاب كما قال
( ألستم خير من ركب المطايا ** وأندى العالمين بطون راح ) إلا أنه من قرأ أذهبتم فليس يحمل معناه عنده على هذا ولكن تقديره أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا وتطلبون النجاة في الآخرة ( فاليوم تجزون عذاب الهون ) العامل في اليوم تجزون ينوى به التأخير ( بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون ) أي استكباركم وفسقكم وإذا كانت ما هكذا مصدرا لم تحتج إلى عائد
٢١
صرف عاد لأنه اسم للحي ولو جعل اسما للقبيلة لم ينصرف وإن كان على ثلاثة أحرف وكذا لو سميت امرأة بزيد لم ينصرف وإن سميتها بهند

__________


الصفحة التالية
Icon