جاز الصرف عند الخليل وسيبويه والكسائي والفراء إلا أن الاختيار عند الخليل وسيبويه ترك الصرف وعند الكسائي والفراء الأجود الصرف فأما أبو إسحاق فكان يقول إذا سميت امرأة بهند لم يجز الصرف البتة وهذا هو القياس لأنها مؤنثة وهي معرفة فأما قول بعض النحويين إنك إذا سميت بفعل ماض لم ينصرف فقد رده عليه سيبويه بالسماع من العرب خلاف ما قال وأن له نصيرا من الأسماء وكذا يقال كتبت أبا جاد بالصرف لا غير ( إذ أنذر قومه بالأحقاف ) قال مجاهد الأحقاف أرض وقال ابن أبي نعيم الأحقاف اسم أرض وقال وهب بن منبه الأحقاف باليمن الأصنام والأوثان وقد قهروا الناس بكثرتهم وقوتهم وقال محمد بن يزيد واحد الأحقاف حقف وهو رمل مكتنز ليس بالعظيم وفيه اعوجاج قال ويقال احقوقف الشيء إذا اعوج حتى كاد يلتقي طرفاه كما قال
( سماوة الهلال حتى احقوقفا ** ) وانصرف الأحقاف وإن كان اسم أرض لأن فيه ألفا ولاما قال سيبويه واعلم أن كل ما لا ينصرف إذا دخلته ألف ولام أو أضيف انصرف ( قد خلت النذر ) جمع نذير وهو الرسول ويجوز أن تكون النذر اسما للمصدر قال