العقل كان سميعا بصيرا ولم يكن كذلك ومنها أن سياق الكلام يدل على غير ما قال وليس في الكلام لام كي وإنما سياق الكلام تعديد الله جل وعز نعمه علينا ودلالته إيانا على نعمه
منصوبان على الحال أي إنا خلقنا الإنسان شاكرا أو كفورا ومعنى إما أو وإن كانت تجيء في أول الكلام ليدل على المعنى ويدلك على ذلك قول أهل التفسير أن المعنى إنا هديناه السبيل إما شقيا وإما سعيدا والشقاء والسعادة بفرع منهما وهو في بطن أمه وهكذا خبر رسول الله ﷺ وقيل هي حال مقدرة وأجاز الفراء أن يكون ما ههنا زائدة وتكون أن للشرط والمجازاة على أن يكون المعنى إنا هديناه السبيل إن شكر أو كفر قال أبو جعفر وهذا القول ظاهره خطأ لأن ان التي للشرط لا تقع على الأسماء وليس في الآية إما شكر إنما فيها إما شاكرا وإما كفورا فهذان اسمان ولا يجازى بالأسماء عند أحد من النحويين
هذه قراءة أبي عمرو وحمزة بغير تنوين إلا أن الصحيح عن حمزة أنه كان يقف ( سلاسلا ) بالألف اتباعا للسواد لأنها في مصاحف أهل المدينة وأهل الكوفة بالألف وقراءة أهل المدينة وأهل الكوفة غير حمزة ( إنا

__________


الصفحة التالية
Icon