إن العدل هو الدعامة الرئيسية في إقامة المجتمع الإسلامي والحكم الإسلامي فلا وجود للإسلام في مجتمع يسوده الظلم ولا يعرف العدل، ولذلك اهتم الإسلام بتقرير هذه القاعدة وتأسيسها وتدعيمها، فأكثر الحديث عنها في الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة مركز على أن الناس سواسية ومتساوون أمام الشرع.
إن إقامة العدل بين الناس أفرادا وجماعات ودولا، ليست من الأمور التطوعية التي تترك لمزاج الحاكم أو الأمير وهواه، بل إن إقامة العدل بين الناس في الدين الإسلامي تعد من أقدس الواجبات وأهمها، قد أجمعت الأمة على وجوب العدل، قال الفخر الرازي - رحمه الله -: «أجمعوا على أن من كان حاكما وجب عليه أن يحكم بالعدل »(١).
وهذا الحكم تؤيده النصوص من القرآن الكريم، والسنة النبوية، ومن هذه النصوص:
١- قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ﴾ [النحل: ٩٠] وأمر الله بفعل كما هو معلوم يقتضي وجوبه.
٢- وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يَأمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾ [النساء: ٥٨].
٣- وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ للهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَن تَعْدِلُوا وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ [النساء: ١٣٥].
٤- وقال تعالى: ﴿فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لأعْدِلَ بَيْنَكُمُ﴾ [الشورى: ١٥].

(١) تفسير الرازي (١٠/١٤١).


الصفحة التالية
Icon