يعد مبدأ المساواة أحد المبادئ العامة التي أقرها الإسلام، وهي من المبادئ التي تساهم في بناء المجتمع المسلم، ولقد أقر هذا المبدأ وسبق به تشريعات وقوانين العصر الحاضر.
ومما ورد في القرآن الكريم تأكيدا لمبدأ المساواة قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات: ١٣].
وقال الرسول عليه الصلاة والسلام: «يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي، ولا أحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى»(١).
إن هذا المبدأ كان من أهم المبادئ التي جذبت الكثير من الشعوب قديما نحو الإسلام، فكان هذا المبدأ مصدرا من مصادر القوة للمسلمين الأولين(٢)، وليس المقصود بالمساواة هنا «المساواة العامة» بين الناس جميعا، في كل أمور الحياة، كما ينادي بعض المخدوعين ويرون ذلك عدلا(٣)، فالاختلاف في المواهب والقدرات، والتفاوت في الدرجات غاية من غايات الخلق(٤)، ولكن المقصود المساواة التي دعت إليها الشريعة الإسلامية، مساواة مقيدة بأحوال فيها التساوي، وليست مطلقة في جميع الأحوال(٥)، فالمساواة تأتي في معاملة الناس أمام الشرع والقضاء وكافة الأحكام الإسلامية، والحقوق العامة دون تفريق بسبب الأصل، أو الجنس، أو اللون، أو الثروة، أو الجاه، أو غيرها(٦).
(٢) انظر: مبادئ نظام الحكم في الإسلام، عبد الحميد متولي، ص٣٨٥.
(٣) انظر: الأخلاق الإسلامية وأسسها للميداني (١/٦٢٤).
(٤) انظر: فلسفة التربية الإسلامية، ماجد عرسان الكيلاني، ص١٧٩.
(٥) انظر: الثقافة الإسلامية وتحديات العصر، شوكت محمد، ص٣٠٨.
(٦) انظر: مبادئ علم الإدارة، محمد نور الدين، ص١١٦.