أَيا مَولىً سَما في الفضلِ حتّى تَمَنَّتْ مثلَه شُهُبُ العَجُوزِ
(السماء)
إذا طاشَتْ حُلومُ ذَوِي عُقولٍ فحِلْمُكَ دُونَه طَوْدُ العَجُوزِ
(الأَرض)
فكَمْ قد جاءَ مُمْتَحِنٌ إليكُم فأُرْغمَ منه مُرتَفِعُ العَجُوزِ
(الأَنف)
إلى كَرَمٍ فإنْ سابَقْتَ قَوْماً سَبقْتَهمُ على أَجْرَى عَجُوزِ
(الفرس)
ففَضْلُكَ ليسَ يُحْصِيه مَديحٌ كما لم يُحْصَ أَعْدادُ العَجُوزِ
(الرمل)
مكانَتُكُم على هامِ الثُّرَيّا ومَنْ يَقلاكَ راضٍ بالعجوز
( الصومعة)
رَكِبْتَ إلى المَعالي طِرْفَ عَزْمٍ حَماهُ الله من شَيْنِ العَجُوزِ
( العرج) (١)
نخرج من ذلك كله بأن العجز هو عدم القدرة على الفعل، وما يخص القرآن هو العجز عن الإتيان بمثله، ومسايرة نظمه وتراكيبه، ومجاراة أسلوبه البديع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١- تاج العروس من جواهرالقاموس : السيد محمد مرتضى الزبيدي، بيروت، دار صادر، دط، ١٩٦٦م مادة عجز
الإعجاز القرآني :
يعدُّ القرآن الكريمُ بالإجماع معجزة النبي محمدٍ ﷺ الكبرى، وإن كان قد أُيِّد بمعجزات كثيرةٍ ؛ غير أن تلك المعجزات قامت في أوقات خاصة، وأحوال خاصة، أما القرآن الكريم فهو للناس عامة، وفي كل وقت وحين، فعن أبي هريرة قال : قال الني ﷺ :
؟ ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أُتيت وحياً أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة ؟ (١).