كما رجح في موضع آخر أنه في آخر شهر رمضان ولم يحدده بتاريخ فقال: ".. فيستفاد من ذلك أن يكون آخر شهر رمضان، وهو قول آخر يضاف لما تقدم ولعله أرجحها". (١) وجعل ابن حجر شهر رمضان زماناً لنزول القرآن جملة، ونزوله مفرقاً أيضاً، فقال عن حديث مدارسة جبريل عليه السلام للرسول ﷺ للقرآن ".. وفيه إشارة إلى أن ابتداء نزول القرآن كان في شهر رمضان لأن نزوله إلى السماء الدنيا جملة واحدة كان في رمضان كما ثبت من حديث ابن عباس.." (٢)
وذكر ابن عرفة في تفسيره مثل هذا التوجيه بعد أن ساق بعض الأقوال في معنى قوله تعالى: ﴿ أنزل فيه القرآن ﴾ قال: "قال الضحاك: أنزل القرآن في فرضه وتعظيمه، والحض عليه. وقيل: الذي أنزل القرآن فيه. قال ابن عرفة: ولا يبعد أن يراد الأمران فيكون أنزل القرآن فيه تعظيماً له وتشريفاً.. وقيل: أنزل فيه القرآن جملة إلى سماء الدنيا. قال ابن عرفة فالقرآن على هذا الاسم للكل، وعلى القول الثاني: بأنه أنزل فيه بعضه يكون القرآن اسم جنس يصدق على القليل والكثير" (٣)
وإلى مثل ذلك ذهب أبو شامة في تعليقه على ما نسب للشعبي من أن الله عز وجل ابتدأ إنزال القرآن في ليلة القدر فقال: "هو إشارة إلى ابتداء إنزال القرآن على النبي ﷺ فإن ذلك كان وهو متحنث بحراء في شهر رمضان - ثم قال - وقد بينت ذلك في شرح حديث المبعث وغيره. (٤)

(١) فتح الباري كتاب التعبير (١٢/٣٥٧).
(٢) فتح الباري، كتاب بدء الوحي (١/٣١).
(٣) تفسير ابن عرفة برواية تلميذه الأبي (٢/٥٣٩).
(٤) كتاب للمؤلف سماه في كتابه الذيل على الروضتين: شرح الحديث المقتفى في مبعث النبي المصطفى. انظر المرشد الوجيز (٢٠) حاشية (٢).


الصفحة التالية
Icon