تفسير سورة التحريم

إعراب القرآن للدعاس

تفسير سورة سورة التحريم من كتاب إعراب القرآن المعروف بـإعراب القرآن للدعاس.
لمؤلفه مجموعة من المؤلفين .

سورة التحريم
[سورة التحريم (٦٦) : آية ١]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١)
«يا أَيُّهَا» يا حرف نداء ومنادى نكرة مقصودة وها للتنبيه «النَّبِيُّ» بدل من أيّها «لِمَ» اللام حرف جر وما: اسم استفهام في محل جر باللام وهما متعلقان بالفعل بعدهما «تُحَرِّمُ» مضارع فاعله مستتر «ما» مفعول به والجملة ابتدائية لا محل لها «أَحَلَّ اللَّهُ» ماض وفاعله «لَكَ» متعلقان بالفعل والجملة صلة.
«تَبْتَغِي مَرْضاتَ» مضارع ومفعوله والفاعل مستتر والجملة حالية. «أَزْواجِكَ» مضاف إليه. «وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ» مبتدأ وخبراه والجملة استئنافية لا محل لها.
[سورة التحريم (٦٦) : آية ٢]
قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (٢)
«قَدْ فَرَضَ اللَّهُ» قد حرف تحقيق وماض وفاعله والجملة استئنافية لا محل لها «لَكُمْ» متعلقان بالفعل «تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ» مفعول به مضاف وأيمانكم مضاف إليه «وَ» الواو حالية «اللَّهُ مَوْلاكُمْ» مبتدأ وخبره والجملة حال. «وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ» معطوف على ما قبله.
[سورة التحريم (٦٦) : آية ٣]
وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (٣)
«وَ» الواو حرف استئناف «إِذْ» ظرف زمان «أَسَرَّ النَّبِيُّ» ماض وفاعله والجملة في محل جر بالإضافة «إِلى بَعْضِ» متعلقان بالفعل «أَزْواجِهِ» مضاف إليه «حَدِيثاً» مفعول به «فَلَمَّا» الفاء حرف استئناف «لما» ظرفية شرطية غير جازمة «نَبَّأَتْ» ماض فاعله مستتر «بِهِ» متعلقان بالفعل والجملة في محل جر بالإضافة «وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ» ماض ومفعوله ولفظ الجلالة فاعله «عَلَيْهِ» متعلقان بالفعل والجملة معطوفة على ما قبلها. «عَرَّفَ» ماض فاعله مستتر والجملة جواب الشرط لا محل لها «بَعْضَهُ» مفعول به «وَأَعْرَضَ» معطوف على عرف «عَنْ بَعْضٍ» متعلقان بالفعل «فَلَمَّا» الفاء حرف استئناف «لما» سبق إعرابها «نَبَّأَها» ماض ومفعوله والفاعل مستتر «بِهِ» متعلقان بالفعل والجملة في محل جر بالإضافة.
«قالَتْ» ماض فاعله مستتر والجملة جواب الشرط لا محل لها. «مَنْ» اسم استفهام مبتدأ «أَنْبَأَكَ» ماض ومفعوله الأول والفاعل مستتر «هذا» مفعول به ثان والجملة الفعلية خبر من والجملة الاسمية مقول القول «قالَ» ماض فاعله مستتر والجملة استئنافية لا محل لها «نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ» ماض ومفعوله والعليم فاعله «الْخَبِيرُ» صفة والجملة مقول القول.

[سورة التحريم (٦٦) : آية ٤]

إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ (٤)
«إِنْ تَتُوبا» حرف شرط جازم ومضارع مجزوم لأنه فعل الشرط وعلامة جزمه حذف النون والألف فاعل «إِلَى اللَّهِ» متعلقان بالفعل والجملة ابتدائية لا محل لها «فَقَدْ» الفاء حرف تعليل «قد صَغَتْ» حرف تحقيق وماض «قُلُوبُكُما» فاعله وجواب الشرط محذوف وجملة صغت تعليل لا محل لها ومعنى صغت: مالت «وَإِنْ» الواو حرف عطف «إِنْ تَظاهَرا» معطوف على إن تتوبا وجواب الشرط محذوف تقديره يجد ناصرا «عَلَيْهِ» متعلقان بالفعل، «فَإِنَّ» الفاء حرف تعليل «إن اللَّهِ» إن واسمها «هُوَ» ضمير فصل «مَوْلاهُ» خبر إن والجملة الاسمية تعليلية لا محل لها، «وَجِبْرِيلُ» مبتدأ «وَصالِحُ» معطوف على جبريل «الْمُؤْمِنِينَ» مضاف إليه «وَالْمَلائِكَةُ» مبتدأ «بَعْدَ ذلِكَ» ظرف زمان مضاف إلى اسم الإشارة «ظَهِيرٌ» خبر لما سبق.
[سورة التحريم (٦٦) : آية ٥]
عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً (٥)
«عَسى» ماض جامد من أفعال الرجاء «رَبُّهُ» اسمه «إِنْ طَلَّقَكُنَّ» إن شرطية جازمة وماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة ابتدائية لا محل لها وجواب الشرط محذوف «أَنْ يُبْدِلَهُ» مضارع منصوب بأن والهاء مفعول به أول والمصدر المؤول من أن وما بعدها خبر عسى «أَزْواجاً» مفعول به ثان «خَيْراً» صفة أزواجا «مِنْكُنَّ» متعلقان بخيرا «مُسْلِماتٍ، مُؤْمِناتٍ، قانِتاتٍ، تائِباتٍ، عابِداتٍ، سائِحاتٍ، ثَيِّباتٍ» صفات متعددة لأزواجا «وَأَبْكاراً» معطوف على ما قبله.
[سورة التحريم (٦٦) : آية ٦]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ (٦)
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ» سبق إعرابها «آمَنُوا» ماض وفاعله والجملة صلة وجملة النداء ابتدائية لا محل لها «قُوا» أمر مبني على حذف النون والواو فاعله «أَنْفُسَكُمْ» مفعول به «وَأَهْلِيكُمْ» معطوف على أنفسكم «ناراً» مفعول به ثان «وَقُودُهَا النَّاسُ» مبتدأ وخبره والجملة صفة نارا «وَالْحِجارَةُ» معطوف على الناس «عَلَيْها» خبر مقدم «مَلائِكَةٌ» مبتدأ مؤخر والجملة صفة ثانية لنارا «غِلاظٌ شِدادٌ» صفتان لملائكة «لا» نافية «يَعْصُونَ اللَّهَ» مضارع مرفوع والواو فاعله ولفظ الجلالة مفعوله «ما» بدل من لفظ الجلالة والجملة صفة ثالثة «أَمَرَهُمْ» ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة صلة. «وَيَفْعَلُونَ» مضارع وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها «ما» مفعول به «يُؤْمَرُونَ» مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة صلة ما.
[سورة التحريم (٦٦) : آية ٧]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٧)
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ» سبق إعرابها «كَفَرُوا» ماض وفاعله والجملة صلة الذين «لا تَعْتَذِرُوا» مضارع مجزوم بلا الناهية والواو فاعله والجملة مقول قول محذوف. «الْيَوْمَ» ظرف زمان «إِنَّما» كافة ومكفوفة «تُجْزَوْنَ» مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل «ما» مفعول به ثان «كُنْتُمْ» كان واسمها والجملة صلة «تَعْمَلُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة خبر كنتم.
[سورة التحريم (٦٦) : آية ٨]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا وَاغْفِرْ لَنا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٨)
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» : سبق إعرابها «تُوبُوا» أمر وفاعله «إِلَى اللَّهِ» متعلقان بالفعل والجملة ابتدائية لا محل لها «تَوْبَةً» مفعول مطلق «نَصُوحاً» صفة «عَسى» فعل ماض جامد «رَبُّكُمْ» اسم عسى «أَنْ يُكَفِّرَ» مضارع منصوب بأن والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب خبر عسى «عَنْكُمْ» متعلقان بالفعل «سَيِّئاتِكُمْ» مفعول به «وَيُدْخِلَكُمْ» مضارع ومفعوله الأول والفاعل مستتر والجملة معطوفة على يكفر «جَنَّاتٍ» مفعول به ثان «تَجْرِي» مضارع «مِنْ تَحْتِهَا» متعلقان بالفعل «الْأَنْهارُ» فاعل والجملة صفة جنات «يَوْمَ» ظرف زمان «لا» نافية «يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ» مضارع وفاعله ومفعوله والجملة في محل جر بالإضافة «وَالَّذِينَ» معطوف على النبي «آمَنُوا» ماض وفاعله والجملة صلة. «مَعَهُ» ظرف مكان «نُورُهُمْ» مبتدأ «يَسْعى» مضارع فاعله مستتر والجملة الفعلية خبر المبتدأ والجملة الاسمية حال «بَيْنَ أَيْدِيهِمْ» ظرف مكان مضاف إلى أيديهم «وَبِأَيْمانِهِمْ» معطوفان على الظرف «يَقُولُونَ» مضارع وفاعله والجملة حال «رَبَّنا» منادى مضاف «أَتْمِمْ» فعل دعاء فاعله مستتر «لَنا» متعلقان بالفعل «نُورَنا» مفعول به والجملتان مقول القول «وَاغْفِرْ لَنا» معطوف على ما قبله، «إِنَّكَ» إن واسمها «عَلى كُلِّ» متعلقان بقدير «شَيْءٍ» مضاف إليه «قَدِيرٌ» خبر إنّ والجملة الاسمية تعليلية.
[سورة التحريم (٦٦) : آية ٩]
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٩)
«يا أَيُّهَا النَّبِيُّ» سبق إعرابها. «جاهِدِ الْكُفَّارَ» فعل أمر والكفار مفعوله «وَالْمُنافِقِينَ» معطوف على الكفار «وَاغْلُظْ» أمر فاعله مستتر «عَلَيْهِمْ» متعلقان بالفعل والجملة معطوفة على ما قبلها. «وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ» مبتدأ وخبره والجملة حالية «وَبِئْسَ الْمَصِيرُ» ماض وفاعله والجملة استئنافية لا محل لها.
[سورة التحريم (٦٦) : آية ١٠]
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (١٠)
«ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا» ماض وفاعله ومفعوله والجملة استئنافية لا محل لها «لِلَّذِينَ» متعلقان بالفعل «كَفَرُوا» ماض وفاعله والجملة صلة «امْرَأَتَ نُوحٍ» بدل مضاف إلى نوح «وَامْرَأَتَ لُوطٍ» معطوف على ما قبله. «كانَتا» كان واسمها «تَحْتَ» ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر كان «عَبْدَيْنِ» مضاف إليه «مِنْ»
«عِبادِنا» متعلقان بمحذوف صفة عبدين «صالِحَيْنِ» صفة عبدين والجملة حال. «فَخانَتاهُما» الفاء حرف عطف وماض وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة على ما قبلها. «فَلَمْ يُغْنِيا» مضارع مجزوم بلم والألف فاعله والجملة معطوفة على ما قبلها «عَنْهُما» متعلقان بالفعل «مِنَ اللَّهِ» حال «شَيْئاً» مفعول به «وَقِيلَ» ماض مبني للمجهول والجملة معطوفة على ما قبلها «ادْخُلَا» أمر وفاعله والجملة مقول القول «النَّارَ» مفعول به «مَعَ» ظرف مكان «الدَّاخِلِينَ» مضاف إليه.
[سورة التحريم (٦٦) : آية ١١]
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (١١)
«وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ» : سبق إعراب مثيله. «إِذْ» ظرف زمان «قالَتْ رَبِّ» ماض فاعله مستتر ومنادى مضاف إلى ياء المتكلم المحذوفة «ابْنِ» فعل دعاء مبني على حذف حرف العلة والفاعل مستتر والجملتان مقول القول وجملة قالت في محل جر بالإضافة «لِي» متعلقان بابن «عِنْدَكَ» ظرف مكان «بَيْتاً» مفعول به «فِي الْجَنَّةِ» متعلقان بمحذوف صفة «وَنَجِّنِي» فعل دعاء ومفعوله والفاعل مستتر «مِنْ فِرْعَوْنَ» متعلقان بالفعل والجملة معطوفة على ما قبلها «وَعَمَلِهِ» معطوف على ما قبله «وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ» معطوف على ما قبله «الظَّالِمِينَ» صفة القوم.
[سورة التحريم (٦٦) : آية ١٢]
وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ (١٢)
«وَمَرْيَمَ» معطوف على امرأة فرعون «ابْنَتَ عِمْرانَ» صفة مريم مضاف إلى عمران «الَّتِي» صفة مريم أيضا «أَحْصَنَتْ» ماض فاعله مستتر «فَرْجَها» مفعول به والجملة صلة. «فَنَفَخْنا» ماض وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها «فِيهِ» متعلقان بالفعل «مِنْ رُوحِنا» متعلقان بالفعل أيضا، «وَصَدَّقَتْ» فعل ماض فاعله مستتر والجملة معطوفة على ما قبلها «بِكَلِماتِ» متعلقان بالفعل «رَبِّها» مضاف إليه «وَكُتُبِهِ» معطوف على ما قبله «وَكانَتْ» ماض ناقص واسمه مستتر «مِنَ الْقانِتِينَ» خبر كانت والجملة معطوفة على ما قبلها.
سورة التحريم
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (التحريم) من السُّوَر المدنيَّة، نزلت بعد سورة (الحُجُرات)، وقد عاتَبَ اللهُ فيها النبيَّ صلى الله عليه وسلم بسبب تحريمه العسلَ على نفسه إرضاءً لزوجاته، وورَد فيها النهيُ عن أن يُحرِّمَ أحدٌ شيئًا على نفسه لإرضاء أحدٍ؛ فلا قُرْبةَ في ذلك، وكذا فيها تنبيهٌ لنساء النبي صلى الله عليه وسلم ولكل المؤمنين على التزام الأدب مع الله، ومع رسوله صلى الله عليه وسلم.

ترتيبها المصحفي
66
نوعها
مدنية
ألفاظها
254
ترتيب نزولها
107
العد المدني الأول
12
العد المدني الأخير
12
العد البصري
12
العد الكوفي
12
العد الشامي
12

قوله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا اْلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ اْللَّهُ لَكَۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَٰجِكَۚ وَاْللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ١ قَدْ فَرَضَ اْللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَٰنِكُمْۚ وَاْللَّهُ مَوْلَىٰكُمْۖ وَهُوَ اْلْعَلِيمُ اْلْحَكِيمُ ٢ وَإِذْ أَسَرَّ اْلنَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَٰجِهِۦ حَدِيثٗا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِۦ وَأَظْهَرَهُ اْللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُۥ وَأَعْرَضَ عَنۢ بَعْضٖۖ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِۦ قَالَتْ مَنْ أَنۢبَأَكَ هَٰذَاۖ قَالَ نَبَّأَنِيَ اْلْعَلِيمُ اْلْخَبِيرُ ٣ إِن تَتُوبَآ إِلَى اْللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَاۖ وَإِن تَظَٰهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اْللَّهَ هُوَ مَوْلَىٰهُ وَجِبْرِيلُ وَصَٰلِحُ اْلْمُؤْمِنِينَۖ وَاْلْمَلَٰٓئِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: 1-4]:

عن عائشةَ أمِّ المؤمنين رضي الله عنها: «أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يمكُثُ عند زَيْنبَ بنتِ جَحْشٍ، ويَشرَبُ عندها عسَلًا، فتواصَيْتُ أنا وحَفْصةُ: أنَّ أيَّتَنا دخَلَ عليها النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلْتقُلْ: إنِّي أجدُ منك رِيحَ مَغافيرَ، أكَلْتَ مَغافيرَ؟! فدخَلَ على إحداهما، فقالت له ذلك، فقال: «لا، بل شَرِبْتُ عسَلًا عند زَيْنبَ بنتِ جَحْشٍ، ولن أعُودَ له»؛ فنزَلتْ: {يَٰٓأَيُّهَا اْلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ اْللَّهُ لَكَۖ} [التحريم: 1] إلى {إِن تَتُوبَآ إِلَى اْللَّهِ} [التحريم: 4] لعائشةَ وحَفْصةَ، {وَإِذْ أَسَرَّ اْلنَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَٰجِهِۦ} [التحريم: 3] لقوله: «بل شَرِبْتُ عسَلًا»». أخرجه البخاري (٥٢٦٧).

* قوله تعالى: {عَسَىٰ رَبُّهُۥٓ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُۥٓ أَزْوَٰجًا خَيْرٗا مِّنكُنَّ} [التحريم: 5]:

عن عُمَرَ بن الخطَّابِ رضي الله عنه، قال: «اجتمَعَ نساءُ النبيِّ ﷺ في الغَيْرةِ عليه، فقلتُ لهنَّ: {عَسَىٰ رَبُّهُۥٓ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُۥٓ أَزْوَٰجًا خَيْرٗا مِّنكُنَّ} [التحريم: 5]؛ فنزَلتْ هذه الآيةُ». أخرجه البخاري (٤٩١٦).

وعنه رضي الله عنه، قال: «لمَّا اعتزَلَ نبيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم نساءَه، قال: دخَلْتُ المسجدَ، فإذا الناسُ ينكُتون بالحصى، ويقولون: طلَّقَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نساءَه، وذلك قبل أن يُؤمَرْنَ بالحِجابِ، فقال عُمَرُ: فقلتُ: لَأعلَمَنَّ ذلك اليومَ، قال: فدخَلْتُ على عائشةَ، فقلتُ: يا بنتَ أبي بكرٍ، أقَدْ بلَغَ مِن شأنِكِ أن تُؤذِي رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: ما لي وما لك يا بنَ الخطَّابِ؟! عليك بعَيْبتِك، قال: فدخَلْتُ على حَفْصةَ بنتِ عُمَرَ، فقلتُ لها: يا حَفْصةُ، أقَدْ بلَغَ مِن شأنِكِ أن تُؤذِي رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ واللهِ، لقد عَلِمْتِ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لا يُحِبُّكِ، ولولا أنا لطلَّقَكِ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فبكَتْ أشدَّ البكاءِ، فقلتُ لها: أين رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالت: هو في خِزانتِه في المَشْرُبةِ، فدخَلْتُ، فإذا أنا برَباحٍ غلامِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قاعدًا على أُسْكُفَّةِ المَشْرُبةِ، مُدَلٍّ رِجْلَيهِ على نَقِيرٍ مِن خشَبٍ، وهو جِذْعٌ يَرقَى عليه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وينحدِرُ، فنادَيْتُ: يا رَباحُ، استأذِنْ لي عندَك على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فنظَرَ رَباحٌ إلى الغُرْفةِ، ثم نظَرَ إليَّ، فلَمْ يقُلْ شيئًا، ثم قلتُ: يا رَباحُ، استأذِنْ لي عندَك على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فنظَرَ رَباحٌ إلى الغُرْفةِ، ثم نظَرَ إليَّ، فلَمْ يقُلْ شيئًا، ثم رفَعْتُ صوتي، فقلتُ: يا رَباحُ، استأذِنْ لي عندَك على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ فإنِّي أظُنُّ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ظَنَّ أنِّي جِئْتُ مِن أجلِ حَفْصةَ، واللهِ، لَئِنْ أمَرَني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بضَرْبِ عُنُقِها، لَأَضرِبَنَّ عُنُقَها، ورفَعْتُ صوتي، فأومأَ إليَّ أنِ ارْقَهْ، فدخَلْتُ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو مضطجِعٌ على حصيرٍ، فجلَسْتُ، فأدنى عليه إزارَه، وليس عليه غيرُه، وإذا الحصيرُ قد أثَّرَ في جَنْبِه، فنظَرْتُ ببصَري في خِزانةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فإذا أنا بقَبْضةٍ مِن شَعِيرٍ نحوِ الصَّاعِ، ومِثْلِها قَرَظًا، في ناحيةِ الغُرْفةِ، وإذا أَفِيقٌ معلَّقٌ، قال: فابتدَرتْ عَيْناي، قال: «ما يُبكِيك يا بنَ الخطَّابِ؟»، قلتُ: يا نبيَّ اللهِ، وما ليَ لا أبكي وهذا الحصيرُ قد أثَّرَ في جَنْبِك، وهذه خِزانتُك لا أرى فيها إلا ما أرى، وذاك قَيْصَرُ وكِسْرَى في الثِّمارِ والأنهارِ، وأنت رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وصَفْوتُه، وهذه خِزانتُك؟! فقال: «يا بنَ الخطَّابِ، ألَا تَرضَى أن تكونَ لنا الآخرةُ ولهم الدنيا؟»، قلتُ: بلى، قال: ودخَلْتُ عليه حينَ دخَلْتُ وأنا أرى في وجهِه الغضَبَ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، ما يشُقُّ عليك مِن شأنِ النِّساءِ؟ فإن كنتَ طلَّقْتَهنَّ، فإنَّ اللهَ معك وملائكتَه وجِبْريلَ وميكائيلَ، وأنا وأبو بكرٍ والمؤمنون معك، وقلَّما تكلَّمْتُ - وأحمَدُ اللهَ - بكلامٍ إلا رجَوْتُ أن يكونَ اللهُ يُصدِّقُ قولي الذي أقولُ، ونزَلتْ هذه الآيةُ آيةُ التخييرِ: {عَسَىٰ رَبُّهُۥٓ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُۥٓ أَزْوَٰجًا خَيْرٗا مِّنكُنَّ} [التحريم: 5]، {وَإِن تَظَٰهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اْللَّهَ هُوَ مَوْلَىٰهُ وَجِبْرِيلُ وَصَٰلِحُ اْلْمُؤْمِنِينَۖ وَاْلْمَلَٰٓئِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: 4]، وكانت عائشةُ بنتُ أبي بكرٍ وحَفْصةُ تَظاهرانِ على سائرِ نساءِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أطلَّقْتَهنَّ؟ قال: «لا»، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي دخَلْتُ المسجدَ والمسلمون ينكُتون بالحَصى، يقولون: طلَّقَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نساءَه، أفأنزِلُ فأُخبِرَهم أنَّك لم تُطلِّقْهنَّ؟ قال: «نعم، إن شِئْتَ»، فلَمْ أزَلْ أُحدِّثُه حتى تحسَّرَ الغضَبُ عن وجهِه، وحتى كشَرَ فضَحِكَ، وكان مِن أحسَنِ الناسِ ثَغْرًا، ثم نزَلَ نبيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ونزَلْتُ، فنزَلْتُ أتشبَّثُ بالجِذْعِ، ونزَلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كأنَّما يمشي على الأرضِ، ما يَمَسُّه بيدِه، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّما كنتَ في الغُرْفةِ تِسْعةً وعِشْرينَ؟ قال: «إنَّ الشهرَ يكونُ تِسْعًا وعِشْرينَ»، فقُمْتُ على بابِ المسجدِ، فنادَيْتُ بأعلى صوتي: لم يُطلِّقْ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نساءَه، ونزَلتْ هذه الآيةُ: {وَإِذَا ‌جَآءَهُمْ ‌أَمْرٞ مِّنَ اْلْأَمْنِ أَوِ اْلْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِۦۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى اْلرَّسُولِ وَإِلَىٰٓ أُوْلِي اْلْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ اْلَّذِينَ يَسْتَنۢبِطُونَهُۥ مِنْهُمْۗ} [النساء: 83]، فكنتُ أنا استنبَطْتُ ذلك الأمرَ، وأنزَلَ اللهُ عز وجل آيةَ التخييرِ». أخرجه مسلم (١٤٧٩).

* سورة (التحريم):

سُمِّيت سورة (التحريم) بهذا الاسم؛ لِما ذُكِر فيها من تحريمِ النبي صلى الله عليه وسلم على نفسِه ما أحلَّ اللهُ له؛ قال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا اْلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ اْللَّهُ لَكَۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَٰجِكَۚ وَاْللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} [التحريم: 1].
* سورة (اْلنَّبِيِّ):
للسبب السابق نفسه.

* سورة {لِمَ تُحَرِّمُ}:
وتسميتها بهذا الاسمِ من قبيل تسمية السورة بأولِ كلمة فيها.

1. عتابٌ ومغفرة (١-٢).

2. إفشاء سرِّ الزوجية، وعواقبه (٣-٥).

3. الرعاية مسؤولية ومكافأة (٦-٩).

4. العِظات من سِيَر الأقدمين (١٠-١٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /245).

يقول البِقاعيُّ: «مقصودها: الحثُّ على تقديرِ التدبير في الآداب مع الله ومع رسوله، لا سيما للنساء؛ اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم في حُسْنِ عِشْرته، وكريم صُحْبته، وبيان أن الأدبَ الشرعي تارة يكون باللِّين، وأخرى بالسوط وما داناه، ومرة بالسيف وما والاه.

واسماها (التحريم، والنبيُّ): موضِّحٌ لذلك». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /99).