تفسير سورة يس

غريب القرآن

تفسير سورة سورة يس من كتاب غريب القرآن
لمؤلفه زيد بن علي . المتوفي سنة 120 هـ

أخبرنا أبو جعفر. قال : حدّثنا علي بن أحمد. قال : حدّثنا عطاء بن السائب عن أبي خالد عن زيد بن علي عليهما السَّلامُ في قولهِ تعالى :﴿ يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ﴾. قال محمدُ بن الحنفية يس : يا محمد وقال : زيدُ بن علي عليهما السَّلامُ : يس يا إنسان.
وقوله تعالى :﴿ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ ﴾ والأَذقانُ : مَجامعُ اللحى. والواحد : ذِقنٌ. وذقنُ الإنسانِ : مَجامعُ لحييهِ. والمُقمحُ : الرافعُ رَأسه. وكذلك المُقنعُ.
وقوله تعالى :﴿ وَنَكْتُبُ مَاَ قَدَّمُواْ وَآثَارَهُمْ ﴾ معناه ما سَنّوا من السُّننِ.
وقوله تعالى :﴿ وَكُلَّ شيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ ﴾ معناه علمناهُ وحفظناهُ. والإِمامُ : الكِتابُ.
وقوله تعالى :﴿ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَّثَلاً أَصْحَابَ القَرْيَةِ ﴾ معناه انطاكيةُ.
وقوله تعالى :﴿ فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ ﴾ معناه قَوينا.
وقوله تعالى :﴿ إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ﴾ معناه تَشاءمنا بِكُمْ.
وقوله تعالى :﴿ طَائِرُكُم مَّعَكُمْ ﴾ [ معناه ] حَظُّكُمْ من الخَيرِ والشَّرِ. وقال : طَائرِ الرَّجلِ : عَملُهُ. وقال : كِتابُهُ.
وقوله تعالى :﴿ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ﴾ : فمستقرُّها تَحتَ العَرشِ.
وقوله تعالى :﴿ حَتَّى عَادَ كَالعُرجُونِ الْقَدِيمِ ﴾ فعادَ معناه صَارَ والعُرجونُ : الذَّكرُ من النَّخلِ ! ويقالُ عِذقُ النَّخلةِ.
وقوله تعالى :﴿ لاَ الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ القَمَرَ ﴾ معناه يَعلو ضَوءُ هذا على هذا.
وقوله تعالى :﴿ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ يَجْرُونَ والفَلكُ : القُطبُ الذي تدور عليه السماء. وقال الفَلكُ : السَّماءُ !.
وقوله تعالى :﴿ وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ ﴾ معناه السّفنُ. وقال : الإِبلُ.
وقوله تعالى :﴿ وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلاَ صَرِيخَ لَهُمْ ﴾ [ معناه ] فلا مُستغيثَ لَهم.
وقوله تعالى :﴿ فَإِذَا هُم مِّنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ ﴾ معناه : من القُبورِ. واحدُها جَدثٌ. ويَنسِلون : معناه يُسرعونَ.
وقوله تعالى :﴿ مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ﴾ معناه من أَهبَّنا من مَّرقدِنا معناه من مَنامِنا.
وقوله تعالى :﴿ مُحْضَرُونَ ﴾ معناه عندنا يَشهدونَ.
وقوله تعالى :﴿ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ ﴾ معناه افتضاضُ العَذارى وقال : مُعجبونَ. وقال : في شُغلٍ عَمّا يَلقى أهلُ النَّارِ.
وقوله تعالى :﴿ فِي ظِلاَلٍ عَلَى الأَرَآئِكِ مُتَّكِئُونَ ﴾ فالظِّلُ : الكِتانُ واحدُها ظُلُّةٌ. والأَرائكُ : السّررُ في الحِجالِ. واحدُها أَريكةٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَلَهُمْ مَّا يَدَّعُونَ ﴾ معناه ما يتمنونَ.
وقوله تعالى :﴿ وَامْتَازُواْ الْيَوْمَ ﴾ معناه تَميّزوا.
وقوله تعالى :﴿ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً ﴾ معناه خلقٌ كَثيرٌ.
و :﴿ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ ﴾ معناه تَركناهُمْ عمياً يترددون.
وقوله تعالى :﴿ وَلَوْ نَشَآءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ ﴾ فالمَكانُ والمَكانةُ : واحدٌ. ومَسخناهُمْ : معناه أَقعدناهُمْ.
وقوله تعالى :﴿ فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ ﴾ معناه مُطيعونَ.
وقوله تعالى :﴿ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ ﴾ معناه فاركَبُوا.
وقوله تعالى :﴿ وَهِيَ رَمِيمٌ ﴾ معناه رُفاتٌ.
وقوله تعالى :﴿ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ معناه مَلِكَهُ.
سورة يس
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (يس) من السُّوَر المكِّية، جاءت بمقصدٍ عظيم؛ وهو إثباتُ صحَّة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم: {إِنَّكَ لَمِنَ اْلْمُرْسَلِينَ} [يس: 3]، وكذا إثباتُ صحة ما جاء به من عندِ الله عزَّ وجلَّ؛ فهو خلاصةُ الرُّسل والرسالات وخاتَمُهم، كما جاءت السورةُ - على غِرار السُّوَر المكية - بإثباتِ وَحْدانية الله عزَّ وجلَّ، وإثباتِ البعث والجزاء، وتقسيمِ الناس إلى: أبرارٍ أتقياء، ومجرِمين أشقياء، وقد جاء في فضلِ سورة (يس) أحاديثُ كثيرة لم يثبُتْ منها شيء، إلا حديث: «مَن قرَأَ {يسٓ} في ليلةٍ ابتغاءَ وجهِ اللهِ، غُفِرَ له» أخرجه ابن حبان (٢٥٧٤).

ترتيبها المصحفي
36
نوعها
مكية
ألفاظها
731
ترتيب نزولها
41
العد المدني الأول
82
العد المدني الأخير
82
العد البصري
82
العد الكوفي
83
العد الشامي
82

* قوله تعالى: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَءَاثَٰرَهُمْۚ} [يس: 12]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «كانت الأنصارُ بعيدةً مَنازِلُهم مِن المسجدِ، فأرادوا أن يَقترِبوا؛ فنزَلتْ: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَءَاثَٰرَهُمْۚ} [يس: 12]، قال: فثبَتُوا». أخرجه ابن ماجه (٦٤٤).

* قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ اْلْإِنسَٰنُ أَنَّا خَلَقْنَٰهُ مِن نُّطْفَةٖ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٞ مُّبِينٞ ٧٧ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلٗا وَنَسِيَ خَلْقَهُۥۖ قَالَ مَن يُحْيِ اْلْعِظَٰمَ وَهِيَ رَمِيمٞ ٧٨ قُلْ يُحْيِيهَا اْلَّذِيٓ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٖۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ٧٩ اْلَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ اْلشَّجَرِ اْلْأَخْضَرِ نَارٗا فَإِذَآ أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ ٨٠ أَوَلَيْسَ اْلَّذِي خَلَقَ اْلسَّمَٰوَٰتِ وَاْلْأَرْضَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمۚ بَلَىٰ وَهُوَ اْلْخَلَّٰقُ اْلْعَلِيمُ ٨١ إِنَّمَآ أَمْرُهُۥٓ إِذَآ أَرَادَ شَيْـًٔا أَن يَقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ ٨٢ فَسُبْحَٰنَ اْلَّذِي بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٖ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [يس: 77-83]:

عن سعيدِ بن جُبَيرٍ، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «إنَّ العاصَ بنَ وائلٍ أخَذَ عَظْمًا مِن البَطْحاءِ، فَفَتَّهُ بيدِه، ثم قال لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أيُحيِي اللهُ هذا بعدما أرَمَ؟ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «نَعم، يُمِيتُك اللهُ، ثم يُحيِيك، ثم يُدخِلُك جهنَّمَ»»، قال: «ونزَلتِ الآياتُ مِن آخرِ (يس)». "الصحيح المسند من أسباب النزول" (1 /174).

* سورةُ (يس):

سُمِّيت سورة (يس) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بهذا اللفظِ، ولم يثبُتْ لها اسمٌ آخر.

* جاء في فضلِ سورة (يس) أحاديثُ كثيرة لم يثبُتْ منها شيء، إلا ما ورد مِن أنَّ مَن قرأها في ليلةٍ مبتغيًا وجهَ الله غُفِر له:

عن جُندُبِ بن عبدِ اللهِ رضي الله عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن قرَأَ {يسٓ} في ليلةٍ ابتغاءَ وجهِ اللهِ، غُفِرَ له». أخرجه ابن حبان (٢٥٧٤).

1. القَسَمُ بالقرآن الكريم، وحالُ النبي صلى الله عليه وسلم مع قومه (١-١٢).

2. قصة أصحاب القَرْية (١٣-١٩).

3. الرَّجل المؤمن يدعو قومه لاتباع المرسلين (٢٠-٣٢).

4. بعض آيات من قدرة الله (٣٣-٤٤).

5. إعراض الكفار عن الحق (٤٥-٤٧).

6. إنكار المشركين البعثَ والساعة (٤٨-٥٤).

7. جزاء (٥٥-٦٨).

8. الأبرار المتقون (٥٥-٥٨).

9. المجرمون الأشقياء (٥٩-٦٨).

10. إثبات وجود الله سبحانه وتعالى، ووَحْدانيته (٦٩-٧٦).

11. إقامة الدليل على البعث والنشور (٧٧-٨٣).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (6 /299).

مقصدُ سورةِ (يس) هو إثباتُ صحة رسالةِ النبي صلى الله عليه وسلم، والأمرُ بتصديقِ النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به، الذي هو خالصةُ المرسَلين وخاتمُهم، وجلُّ فائدةِ هذه الرسالة إثباتُ الوَحْدانية لله، والإنذارُ بيوم القيامة، وإصلاحُ القلب الذي به صلاحُ الدنيا والدِّين.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /390).