تفسير سورة يس

التبيان في إعراب القرآن

تفسير سورة سورة يس من كتاب التبيان في إعراب القرآن
لمؤلفه أبو البقاء العكبري . المتوفي سنة 616 هـ

سُورَةُ يس.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
قَالَ تَعَالَى: (يس (١) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (٢)).
الْجُمْهُورُ عَلَى إِسْكَانِ النُّونِ، وَقَدْ ذُكِرَ نَظِيرُهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُظْهِرُ النُّونَ؛ لِأَنَّهُ حَقَّقَ بِذَلِكَ إِسْكَانَهَا، وَفَى الْغُنَّةِ مَا يُقَرِّبُهَا مِنَ الْحَرَكَةِ مِنْ أَجْلِ الْوَصْلِ الْمَحْضِ، وَفَى الْإِظْهَارِ تَقْرِيبٌ لِلْحِرَفِ مِنَ الْوَقْفِ عَلَيْهِ.
وَمِنْهُمْ مَنْ يَكْسِرُ النُّونَ عَلَى أَصْلِ الْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَفْتَحُهَا كَمَا يَفْتَحُ أَيْنَ؛ وَقِيلَ: الْفَتْحَةُ إِعْرَابٌ. وَ (يس) : اسْمٌ لِلسُّورَةِ، كَهَابِيلَ، وَالتَّقْدِيرُ: اتْلُ يس. (وَالْقِرَانِ) : قَسَمٌ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ.
قَالَ تَعَالَى: (إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (٣) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٤) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (٥) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (٦)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (عَلَى صِرَاطٍ) : هُوَ خَبَرٌ ثَانٍ لَإِنْ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الضَّمِيرِ فِي الْجَارِّ.
(تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ) : أَيْ هُوَ تَنْزِيلُ الْعَزِيزِ؛ وَالْمَصْدَرُ بِمَعْنَى الْمَفْعُولِ؛ أَيْ مُنَزَّلُ الْعَزِيزِ. وَيُقْرَأُ بِالنَّصْبِ عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ؛ أَيْ تَنْزِيلًا. وَبِالْجَرِّ أَيْضًا صِفَةٌ لِلْقُرْآنِ.
(لِتُنْذِرَ) : يَجُوزُ أَنْ تَتَعَلَّقَ اللَّامُ بِتَنْزِيلَ، وَأَنْ تَتَعَلَّقَ بِمَعْنَى قَوْلِهِ: «مِنَ الْمُرْسَلِينَ» أَيْ مُرْسَلٌ لِتُنْذِرَ.
وَ (مَا) : نَافِيَةٌ. وَقِيلَ: هِيَ بِمَعْنَى الَّذِي؛ أَيْ تُنْذِرُهُمُ الْعَذَابَ الَّذِي أَنْذَرَهُ آبَاؤُهُمْ.
وَقِيلَ: هِيَ نَكِرَةٌ مَوْصُوفَةٌ. وَقِيلَ: هِيَ زَائِدَةٌ.
قَالَ تَعَالَى: (وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (٩)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَأَغْشَيْنَاهُمْ) : بِالْغَيْنِ؛ أَيْ غَطَّيْنَا أَعْيُنَ بَصَائِرِهِمْ؛ فَالْمُضَافُ مَحْذُوفٌ.
وَيُقْرَأُ بِالْعَيْنِ؛ أَيْ أَضْعَفْنَا بَصَائِرَهُمْ عَنْ إِدْرَاكِ الْهُدَى، كَمَا تَضْعُفُ عَيْنُ الْأَعْشَى.
قَالَ تَعَالَى: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (١٢)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَكُلَّ شَيْءٍ) : مِثْلُ: (وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ) الْإِسْرَاءِ: ١٣] وَقَدْ ذُكِرَ.
قَالَ تَعَالَى: (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (١٣) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (١٤)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ) :«اضْرِبْ» هُنَا بِمَعْنَى اجْعَلْ، وَ «أَصْحَابَ» مَفْعُولٌ أَوَّلُ، وَ «مَثَلًا» : مَفْعُولٌ ثَانٍ.
وَقِيلَ: هُوَ بِمَعْنَى اذْكُرْ، وَالتَّقْدِيرُ: مَثَلًا مِثْلَ أَصْحَابِ؛ فَالثَّانِي بَدَلٌ مِنَ الْأَوَّلِ.
وَ (إِذْ جَاءَهَا) : مِثْلُ «إِذِ انْتَبَذَتْ» وَقَدْ ذُكِرَ.
وَ (إِذْ) : الثَّانِيَةُ بَدَلٌ مِنَ الْأُولَى.
(فَعَزَزْنَا) بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ، وَالْمَفْعُولُ مَحْذُوفٌ؛ أَيْ قَوَّيْنَاهُمَا.
قَالَ تَعَالَى: (قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (١٩)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ) : عَلَى لَفْظِ الشَّرْطِ، وَجَوَابُهُ مَحْذُوفٌ؛ أَيْ إِنْ ذُكِّرْتُمْ كَفَرْتُمْ وَنَحْوَهُ.
وَيُقْرَأُ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ؛ أَيْ لِأَنْ ذُكِّرْتُمْ. وَيُقْرَأُ شَاذًّا: «أَيْنَ ذُكِرْتُمْ» أَيْ عَمَلُكُمُ السَّيْءُ لَازِمٌ لَكُمْ أَيْنَ ذُكِرْتُمْ، وَالْكَافُ مُخَفَّفَةٌ فِي هَذَا الْوَجْهِ.
قَالَ تَعَالَى: (وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٢)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَمَا لِيَ) : الْجُمْهُورُ عَلَى فَتْحِ الْيَاءِ؛ لِأَنَّ مَا بَعْدَهَا فِي حُكْمِ الْمُتَّصِلِ بِهَا؛ إِذْ كَانَ لَا يَحْسُنُ الْوَقْفُ عَلَيْهَا وَالِابْتِدَاءُ بِمَا بَعْدَهَا. وَ (مَالِي لَا أَرَى الْهُدْهُدَ) [النَّمْلِ: ٢٠]. بِعَكْسِ ذَلِكَ.
قَالَ تَعَالَى: (أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (٢٣)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (لَا تُغْنِ عَنِّي) : هُوَ جَوَابُ الشَّرْطِ؛ وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَقَعَ «مَا» مَكَانَ «لَا» هُنَا؛ لِأَنَّ «مَا» تَنْفِي مَا فِي الْحَالِ، وَجَوَابُ الشَّرْطِ مُسْتَقْبَلٌ لَا غَيْرَ.
قَالَ تَعَالَى: (قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (٢٦) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (٢٧)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (بِمَا غَفَرَ لِي) : فِي «مَا» ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ؛ أَحَدُهَا: مَصْدَرِيَّةٌ؛ أَيْ بِغُفْرَانِهِ. وَالثَّانِي: بِمَعْنَى الَّذِي؛ أَيْ بِالذَّنْبِ الَّذِي غَفَرَهُ. وَالثَّالِثُ: اسْتِفْهَامٌ عَلَى التَّعْظِيمِ؛ ذَكَرَهُ بَعْضُ النَّاسِ؛ وَهُوَ بَعِيدٌ؛ لِأَنَّ «مَا» فِي الِاسْتِفْهَامِ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهِ حَرْفُ الْجَرِّ حُذِفَتْ أَلِفُهَا، وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ بِغَيْرِ حَذْفٍ.
قَالَ تَعَالَى: (وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (٢٨)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَمَا أَنْزَلْنَا) :«مَا» نَافِيَةٌ، وَهَكَذَا: «وَمَا كُنَّا».
وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ «مَا» الثَّانِيَةُ زَائِدَةً؛ أَيْ وَقَدْ كُنَّا.
وَقِيلَ: هِيَ اسْمٌ مَعْطُوفٌ عَلَى «جُنْدٍ».
قَالَ تَعَالَى: (إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (٢٩)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً) : اسْمُ كَانَ مُضْمَرٌ؛ أَيْ مَا كَانَتِ الصَّيْحَةُ إِلَّا صَيْحَةً؛ وَالْغَرَضُ وَصْفُهَا بِالِاتِّحَادِ. وَإِذَا لِلْمُفَاجَأَةِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قَالَ تَعَالَى: (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (٣٠) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (٣١)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (يَاحَسْرَةً) : فِيهِ وَجْهَانِ؛ أَحَدُهُمَا: أَنَّ «حَسْرَةً» مُنَادَى؛ أَيْ يَا حَسْرَةً احْضُرِي؛ فَهَذَا وَقْتُكِ.
وَ (عَلَى) : تَتَعَلَّقُ بِحَسْرَةٍ؛ فَلِذَلِكَ نُصِبَتْ؛ كَقَوْلِكَ: يَا ضَارِبًا رَجُلًا. وَالثَّانِي: الْمُنَادَى مَحْذُوفٌ، وَ «حَسْرَةً» مَصْدَرٌ؛ أَيْ أَتَحَسَّرُ حَسْرَةً.
وَيُقْرَأُ فِي الشَّاذِّ «يَا حَسْرَةَ الْعِبَادِ» أَيْ يَا تَحْسِيرَهُمْ؛ فَالْمَصْدَرُ مُضَافٌ إِلَى الْفَاعِلِ؛ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُضَافًا إِلَى الْمَفْعُولِ؛ أَيْ أَتَحَسَّرُ عَلَى الْعِبَادِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ) : الْجُمْلَةُ تَفْسِيرُ سَبَبِ الْحَسْرَةِ.
(وَكَمْ أَهْلَكْنَا) : قَدْ ذُكِرَ.
(وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ) : بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، وَهِيَ مَصْدَرِيَّةٌ، وَمَوْضِعُ الْجُمْلَةِ بَدَلٌ مِنْ مَوْضِعِ «كَمْ أَهْلَكْنَا» وَالتَّقْدِيرُ: أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ.
وَيُقْرَأُ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، عَلَى الِاسْتِئْنَافِ.
قَالَ تَعَالَى: (وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (٣٢)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَإِنْ كُلٌّ) : قَدْ ذُكِرَ فِي آخِرِ هُودٍ.
قَالَ تَعَالَى: (وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (٣٣)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَآيَةٌ لَهُمُ) : مُبْتَدَأٌ، وَ «لَهُمْ» : الْخَبَرُ. وَ «الْأَرْضُ» : مُبْتَدَأٌ، وَ «أَحْيَيْنَاهَا» : الْخَبَرُ، وَالْجُمْلَةُ تَفْسِيرٌ لِلْآيَةِ.
وَقِيلَ: «الْأَرْضُ» : مُبْتَدَأٌ؛ وَ «آيَةٌ» : خَبَرٌ مُقَدَّمٌ؛ وَ «أَحْيَيْنَاهَا» تَفْسِيرُ الْآيَةِ، وَ «لَهُمْ» : صِفَةُ آيَةٍ.
قَالَ تَعَالَى: (وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (٣٤) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (٣٥))
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مِنَ الْعُيُونِ) : مِنْ عَلَى قَوْلِ الْأَخْفَشِ، زَائِدَةٌ، وَعَلَى قَوْلِ غَيْرِهِ: الْمَفْعُولُ مَحْذُوفٌ؛ أَيْ مِنَ الْعُيُونِ مَا يَنْتَفِعُونَ بِهِ.
(وَمَا عَمِلَتْهُ) : فِي «مَا» ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ؛ أَحَدُهَا: هِيَ بِمَعْنَى الَّذِي. وَالثَّانِي: نَكِرَةٌ مَوْصُوفَةٌ؛ وَعَلَى كِلَا الْوَجْهَيْنِ هِيَ فِي مَوْضِعِ جَرٍّ عَطْفًا عَلَى «ثَمَرَةٍ» وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ نَصْبًا عَلَى مَوْضِعِ (مِنْ ثَمَرِهِ).
وَالثَّالِثُ: هِيَ نَافِيَةٌ.
وَيُقْرَأُ بِغَيْرِ هَاءٍ؛ وَيُحْتَمَلُ الْأَوْجُهُ الثَّلَاثَةُ، إِلَّا أَنَّهَا نَافِيَةٌ بِضَعْفٍ؛ لِأَنَّ «عَمِلَتْ» لَمْ يُذْكَرْ لَهَا مَفْعُولٌ.
قَالَ تَعَالَى: (وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (٣٩) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (٤٠)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَالْقَمَرُ) : بِالرَّفْعِ: مُبْتَدَأٌ، وَ «قَدَّرْنَاهُ» : الْخَبَرُ.
وَبِالنَّصْبِ عَلَى فِعْلٍ مُضْمَرٍ؛ أَيْ وَقَدَّرْنَا الْقَمَرَ؛ لِأَنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى اسْمٍ قَدْ عَمِلَ فِيهِ الْفِعْلُ، فَحُمِلَ عَلَى ذَلِكَ.
وَمَنْ رَفَعَ قَالَ: هُوَ مَحْمُولٌ عَلَى (وَآيَةٌ لَهُمُ) فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَعَلَى (الشَّمْسُ)، وَهِيَ أَسْمَاءٌ لَمْ يَعْمَلْ فِيهَا فِعْلٌ.
وَ (مَنَازِلَ) أَيْ ذَا مَنَازِلَ؛ فَهُوَ حَالٌ، أَوْ مَفْعُولٌ ثَانٍ؛ لِأَنَّ قَدَّرْنَا بِمَعْنَى صَيَّرَنَا. وَقِيلَ: التَّقْدِيرُ: قَدَّرْنَا لَهُ مَنَازِلَ.
وَ (الْعُرْجُونُ) : فُعْلُولُ، وَالنُّونُ أَصْلٌ.
وَقِيلَ: هِيَ زَائِدَةٌ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الِانْعِرَاجِ؛ وَهَذَا صَحِيحُ الْمَعْنَى؛ وَلَكِنْ شَاذٌّ فِي الِاسْتِعْمَالِ.
وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ (سَابِقُ النَّهَارِ) بِالنَّصْبِ؛ وَهُوَ ضَعِيفٌ؛ وَجَوَازُهُ عَلَى أَنْ يَكُونَ حَذْفُ التَّنْوِينِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ.
وَحَمَلَ «يُسَبِّحُونَ» عَلَى مَنْ يَعْقِلُ لِوَصْفِهَا بِالْجَرَيَانِ وَالسِّبَاحَةِ وَالْإِدْرَاكِ وَالسَّبْقِ.
قَالَ تَعَالَى: (وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (٤١)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَنَّا) : يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ؛ أَيْ هِيَ أَنَّا.
وَقِيلَ: هِيَ مُبْتَدَأٌ، وَ «آيَةٌ لَهُمْ» : الْخَبَرُ؛ وَجَازَ ذَلِكَ لَمَّا كَانَ لِـ «أَنَّا» تَعَلُّقٌ بِمَا قَبْلَهَا.
وَالْهَاءُ وَالْمِيمُ فِي (ذُرِّيَّتَهُمْ) لِقَوْمِ نُوحٍ. وَقِيلَ: لِأَهْلِ مَكَّةَ.
قَالَ تَعَالَى: (وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ (٤٣)).
(فَلَا صَرِيخَ) : الْجُمْهُورُ عَلَى الْفَتْحِ، وَيَكُونُ مَا بَعْدَهُ مُسْتَأْنَفًا
وَقُرِئَ بِالرَّفْعِ وَالتَّنْوِينِ؛ وَوَجْهُهُ مَا ذَكَرْنَا فِي قَوْلِهِ: (فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) [الْبَقَرَةِ: ٣٨].
قَالَ تَعَالَى: (إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (٤٤)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِلَّا رَحْمَةً) : هُوَ مَفْعُولٌ لَهُ، أَوْ مَصْدَرٌ.
وَقِيلَ: التَّقْدِيرُ: إِلَّا بِرَحْمَةٍ. وَقِيلَ: هُوَ اسْتِثْنَاءٌ مُنْقَطِعٌ.
قَالَ تَعَالَى: (مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (٤٩)).
(يَخِصِّمُونَ) : مِثْلُ قَوْلِهِ (يَهْدِي) وَقَدْ ذُكِرَ فِي يُونُسَ.
قَالَ تَعَالَى: (قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (٥٢)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (يَاوَيْلَنَا) : هُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ: (يَاحَسْرَةً) [يس: ٣٠].
وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ: «وَيْ» : كَلِمَةٌ، وَ «لَنَا» : جَارٌّ وَمَجْرُورٌ.
وَالْجُمْهُورُ عَلَى «مَنْ بَعَثَنَا» أَنَّهُ اسْتِفْهَامٌ. وَقُرِئَ شَاذًّا: مَنْ بَعَثَنَا، عَلَى أَنَّهُ جَارٌّ وَمَجْرُورٌ يَتَعَلَّقُ بِوَيْلٍ.
وَ (هَذَا) : مُبْتَدَأٌ، وَ «مَا وَعَدَ» الْخَبَرُ. وَ «مَا» بِمَعْنَى الَّذِي، أَوْ نَكِرَةٌ مَوْصُوفَةٌ، أَوْ مَصْدَرٌ.
وَقِيلَ: هَذَا نَعْتٌ لِمَرْقَدِنَا، فَيُوقَفُ عَلَيْهِ، وَ «مَا وَعَدَ» مُبْتَدَأٌ، وَالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ؛ أَيْ حَقٌّ، وَنَحْوَهُ. أَوْ خَبَرٌ وَالْمُبْتَدَأُ مَحْذُوفٌ؛ أَيْ هَذَا أَوْ بَعَثَنَا.
قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (٥٥)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (فِي شُغُلٍ) : هُوَ خَبَرُ إِنَّ. وَ «فَاكِهُونَ» : خَبَرٌ ثَانٍ؛ أَوْ هُوَ الْخَبَرُ، وَ «فِي شُغُلٍ» يَتَعَلَّقُ بِهِ.
وَيُقْرَأُ (فَاكِهِينَ) عَلَى الْحَالِ مِنَ الضَّمِيرِ فِي الْجَارِّ.
وَالشُّغُلُ - بِضَمَّتَيْنِ، وَبِضَمٍّ بَعْدَهُ سُكُونٌ، وَبِفَتْحَتَيْنِ، وَبِفَتْحَةٍ بَعْدَهَا سُكُونٌ؛ لُغَاتٌ قَدْ قُرِئَ بِهِنَّ.
قَالَ تَعَالَى: (هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ (٥٦) لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ (٥٧) سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (٥٨)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (فِي ظِلَالٍ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ خَبَرَ «هُمْ».
وَ (عَلَى الْأَرَائِكِ) : مُسْتَأْنَفٌ. وَأَنْ يَكُونَ الْخَبَرُ «مُتَّكِئُونَ» وَ «فِي ظِلَالٍ» : حَالٌ، وَ «عَلَى الْأَرَائِكِ» مَنْصُوبٌ بِمُتَّكِئُونَ.
وَظِلَالٌ: جَمْعُ ظِلٍّ، مِثْلُ ذِئْبٍ وَذِئَابٍ، أَوْ ظُلَّةٌ مِثْلُ قُبَّةٍ وَقِبَابٍ. وَالظُّلَلُ: جَمْعُ ظُلَّةٍ لَا غَيْرَ.
(مَا يَدَّعُونَ) : فِي «مَا» ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ:
هِيَ بِمَعْنَى الَّذِي، وَنَكِرَةٌ، وَمَصْدَرِيَّةٌ؛ وَمَوْضِعُهَا مُبْتَدَأٌ، وَالْخَبَرُ: «لَهُمْ». وَقِيلَ: الْخَبَرُ «سَلَامٌ». وَقِيلَ: «سَلَامٌ» صِفَةٌ ثَانِيَةٌ لِمَا. وَقِيلَ: «سَلَامٌ» خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ؛ أَيْ هُوَ سَلَامٌ. وَقِيلَ: هُوَ بَدَلٌ مِنْ «مَا».
وَيُقْرَأُ بِالنَّصْبِ عَلَى الْمَصْدَرِ.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنْ «مَا» أَوْ مِنَ الْهَاءِ الْمَحْذُوفَةِ؛ أَيْ ذَا سَلَامَةٍ أَوْ مُسْلِمًا.
وَ (قَوْلًا) مَصْدَرٌ؛ أَيْ يَقُولُ اللَّهُ ذَلِكَ لَهُمْ قَوْلًا، أَوْ يَقُولُونَ قَوْلًا.
وَ (مِنْ) : صِفَةٌ لِقَوْلٍ.
قَالَ تَعَالَى: (وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (٦٢)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (جِبِلًّا) : فِيهِ قِرَاءَاتٌ كَثِيرَةٌ؛ كُلُّهَا لُغَاتٌ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ.
قَالَ تَعَالَى: (وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (٦٩) لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (٧٠)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِنْ هُوَ) : الضَّمِيرُ لِلْمُعَلَّمِ؛ أَيْ إِنَّ مَا عَلَّمَهُ ذِكْرٌ؛ وَدَلَّ عَلَيْهِ «وَمَا عَلَّمْنَاهُ». (لِتُنْذِرَ) : بِالتَّاءِ عَلَى الْخِطَابِ، وَبِالْيَاءِ عَلَى الْغَيْبَةِ، أَوْ عَلَى أَنَّهُ لِلْقُرْآنِ.
قَالَ تَعَالَى: (وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (٧٢))
قَوْلُهُ تَعَالَى: (رَكُوبُهُمْ) : بِفَتْحِ الرَّاءِ أَيْ مَرْكُوبُهُمْ، كَمَا قَالُوا حَلُوبٌ بِمَعْنَى مَحْلُوبٍ.
وَقِيلَ: هُوَ النَّسَبُ؛ أَيْ ذُو رَكُوبٍ.
وَقُرِئَ: «رَكُوبَتُهُمْ» بِالتَّاءِ مِثْلُ حَلُوبَتِهِمْ. وَيُقْرَأُ بِضَمِّ الرَّاءِ؛ أَيْ ذُو رَكُوبِهِمْ؛ أَوْ يَكُونُ الْمَصْدَرُ بِمَعْنَى الْمَفْعُولِ مِثْلَ الْخَلْقِ.
قَالَ تَعَالَى: (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَهِيَ رَمِيمٌ) : بِمَعْنَى رَامِمٍ، أَوْ مَرْمُومٍ.
قَالَ تَعَالَى: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢)).
(كُنْ فَيَكُونُ) : قَدْ ذُكِرَ فِي سُورَةِ النَّحْلِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
سورة يس
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (يس) من السُّوَر المكِّية، جاءت بمقصدٍ عظيم؛ وهو إثباتُ صحَّة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم: {إِنَّكَ لَمِنَ اْلْمُرْسَلِينَ} [يس: 3]، وكذا إثباتُ صحة ما جاء به من عندِ الله عزَّ وجلَّ؛ فهو خلاصةُ الرُّسل والرسالات وخاتَمُهم، كما جاءت السورةُ - على غِرار السُّوَر المكية - بإثباتِ وَحْدانية الله عزَّ وجلَّ، وإثباتِ البعث والجزاء، وتقسيمِ الناس إلى: أبرارٍ أتقياء، ومجرِمين أشقياء، وقد جاء في فضلِ سورة (يس) أحاديثُ كثيرة لم يثبُتْ منها شيء، إلا حديث: «مَن قرَأَ {يسٓ} في ليلةٍ ابتغاءَ وجهِ اللهِ، غُفِرَ له» أخرجه ابن حبان (٢٥٧٤).

ترتيبها المصحفي
36
نوعها
مكية
ألفاظها
731
ترتيب نزولها
41
العد المدني الأول
82
العد المدني الأخير
82
العد البصري
82
العد الكوفي
83
العد الشامي
82

* قوله تعالى: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَءَاثَٰرَهُمْۚ} [يس: 12]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «كانت الأنصارُ بعيدةً مَنازِلُهم مِن المسجدِ، فأرادوا أن يَقترِبوا؛ فنزَلتْ: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَءَاثَٰرَهُمْۚ} [يس: 12]، قال: فثبَتُوا». أخرجه ابن ماجه (٦٤٤).

* قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ اْلْإِنسَٰنُ أَنَّا خَلَقْنَٰهُ مِن نُّطْفَةٖ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٞ مُّبِينٞ ٧٧ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلٗا وَنَسِيَ خَلْقَهُۥۖ قَالَ مَن يُحْيِ اْلْعِظَٰمَ وَهِيَ رَمِيمٞ ٧٨ قُلْ يُحْيِيهَا اْلَّذِيٓ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٖۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ٧٩ اْلَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ اْلشَّجَرِ اْلْأَخْضَرِ نَارٗا فَإِذَآ أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ ٨٠ أَوَلَيْسَ اْلَّذِي خَلَقَ اْلسَّمَٰوَٰتِ وَاْلْأَرْضَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمۚ بَلَىٰ وَهُوَ اْلْخَلَّٰقُ اْلْعَلِيمُ ٨١ إِنَّمَآ أَمْرُهُۥٓ إِذَآ أَرَادَ شَيْـًٔا أَن يَقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ ٨٢ فَسُبْحَٰنَ اْلَّذِي بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٖ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [يس: 77-83]:

عن سعيدِ بن جُبَيرٍ، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «إنَّ العاصَ بنَ وائلٍ أخَذَ عَظْمًا مِن البَطْحاءِ، فَفَتَّهُ بيدِه، ثم قال لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أيُحيِي اللهُ هذا بعدما أرَمَ؟ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «نَعم، يُمِيتُك اللهُ، ثم يُحيِيك، ثم يُدخِلُك جهنَّمَ»»، قال: «ونزَلتِ الآياتُ مِن آخرِ (يس)». "الصحيح المسند من أسباب النزول" (1 /174).

* سورةُ (يس):

سُمِّيت سورة (يس) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بهذا اللفظِ، ولم يثبُتْ لها اسمٌ آخر.

* جاء في فضلِ سورة (يس) أحاديثُ كثيرة لم يثبُتْ منها شيء، إلا ما ورد مِن أنَّ مَن قرأها في ليلةٍ مبتغيًا وجهَ الله غُفِر له:

عن جُندُبِ بن عبدِ اللهِ رضي الله عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن قرَأَ {يسٓ} في ليلةٍ ابتغاءَ وجهِ اللهِ، غُفِرَ له». أخرجه ابن حبان (٢٥٧٤).

1. القَسَمُ بالقرآن الكريم، وحالُ النبي صلى الله عليه وسلم مع قومه (١-١٢).

2. قصة أصحاب القَرْية (١٣-١٩).

3. الرَّجل المؤمن يدعو قومه لاتباع المرسلين (٢٠-٣٢).

4. بعض آيات من قدرة الله (٣٣-٤٤).

5. إعراض الكفار عن الحق (٤٥-٤٧).

6. إنكار المشركين البعثَ والساعة (٤٨-٥٤).

7. جزاء (٥٥-٦٨).

8. الأبرار المتقون (٥٥-٥٨).

9. المجرمون الأشقياء (٥٩-٦٨).

10. إثبات وجود الله سبحانه وتعالى، ووَحْدانيته (٦٩-٧٦).

11. إقامة الدليل على البعث والنشور (٧٧-٨٣).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (6 /299).

مقصدُ سورةِ (يس) هو إثباتُ صحة رسالةِ النبي صلى الله عليه وسلم، والأمرُ بتصديقِ النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به، الذي هو خالصةُ المرسَلين وخاتمُهم، وجلُّ فائدةِ هذه الرسالة إثباتُ الوَحْدانية لله، والإنذارُ بيوم القيامة، وإصلاحُ القلب الذي به صلاحُ الدنيا والدِّين.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /390).