تفسير سورة الماعون

غاية الأماني في تفسير الكلام الرباني

تفسير سورة سورة الماعون من كتاب غاية الأماني في تفسير الكلام الرباني المعروف بـغاية الأماني في تفسير الكلام الرباني.
لمؤلفه أحمد بن إسماعيل الكَوْرَاني . المتوفي سنة 893 هـ

سُورَةُ الْمَاعُون
مكية، وآيها سبع

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (١) أي: بالجزاء؛ لاعتقاده عدم البعث. الاستفهام للتعجيب. وقرأ الكسائي: بحذف الهمزة إلحاقاً له بالمضارع. ولما كان في التعجيب تشويق إلى تعرف حال المكذب؛ رتّب عليه قوله: (فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (٢) أي: يدفعه عنيفاً، هو أبو جهل، كان وصياً على يتيم فجاءه عرياناً سأله عن مال نفسه فدفعه. وقيل: الوليد وقيل: أبو سفيان، سأله يتيم وكان نحر جزوراً فقرعه بالعصا. واسم الإشارة للتحقير، وفي الصلة؛ إشارة إلى أنَّ المكذب بالجزاء لا ينفك عن هذه الرذائل.
(وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (٣) غيره، فهو مخل بكلا الوجهين لا يفعل الخير ولا يأمر به.
(فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (٥) تاركون لها غير مبالين.
(الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (٦) بأعمالهم. (وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (٧) الزكاة، فاعول من العون؛ لكونه معواناً للفقراء والمحاويج. وفي الكلام ترقٍّ؛ ولذلك زاد لفظ الويل أي: إذا كان دعّ اليتيم وترك الحض على الإطعام من سمات التكذيب ومعرفاته، فالويل لمن ترك عماد الدين قلة مبالاة، والزكاة التي هي قنطرة الإسلام، وتلبس بالرياء الذي هو الشرك الخفي. فأشار إلى العقيدة بالتكذيب، وإلى الأفعال بهذه الخصال؛ ولذا كان دليلاً على كونه مخاطباً بالفروع، فعلى المؤمن بالدين البعد عنها بمراحل. فإن قلت: عن ابن مسعود: أن الماعون محقرات المتاع كالفأس والنار والملح. فما وجه ذلك؟ قلتُ: المراد تجريد المكذب عن الخير رأساً، والوصف بكمال الخسة وعدم المروءة.
* * *
تمت، والحمد للَّه على نعم عمت، والصلاة على محمد وآله وصحبه.
* * *
سورة الماعون
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الماعون) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (التكاثر)، وقد ذكَرتْ سوءَ حال مَن لا يؤمن بيوم الحساب، ولا يُعِدُّ له العُدَّة، فيَتقوَّى على الضعيف، ولا يُطعِم المسكينَ، ولا يُقِيم صلاته، وينافق ليُرِيَ الناس، ويمتنع عن مساعدة الناس بما يحتاجون إليه.

ترتيبها المصحفي
107
نوعها
مكية
ألفاظها
25
ترتيب نزولها
17
العد المدني الأول
6
العد المدني الأخير
6
العد البصري
7
العد الكوفي
7
العد الشامي
6

* سورة (الماعون):

سُمِّيت سورة (الماعون) بهذا الاسم؛ لوقوع لفظ (الماعون) في خاتمتها.

1. ذمُّ الكافر المكذِّب بالحساب (١-٣).

2. ذمُّ المنافق (٤-٧).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /380).

التعجيب ممن كذَّبوا بوقوع الساعة وما يتصفون به من الصفاتِ السيئة؛ من الاعتداءِ على الضعفاء، والإمساك عن إطعام المسكين، والإعراض عن الصلاة، ومنعِهم الماعونَ عن الناس.

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /464).