تفسير سورة فصّلت

مجاز القرآن

تفسير سورة سورة فصلت من كتاب مجاز القرآن
لمؤلفه أبو عبيدة . المتوفي سنة 210 هـ

قوله :﴿ وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ﴾ واحدها قوت وهي الأرزاق وما احتيج إليه.
﴿ فِي أَرْبَعَةٍ أَيَّامٍ سَوَاءً للِسَّائِلِيَن ﴾ مجاز نصبها مجاز المصدر.
﴿ قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴾ هذا مجاز الموات والحيوان الذي يشبه تقدير فعله بفعل الآدميين.
﴿ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيِحَ وَحِفْظاً ﴾ مجاز نصبها كنصب المصادر.
﴿ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً ﴾ الشديدة الصوت العاصف، وقال ابن ميادة :
أَشاقك المنَزل والمَحْضَرُ أَوْدَتْ به رَيدانه صَرْصَرُ
﴿ نَحِسَاتٍ ﴾ ذوات نحوس أي مشايم.
﴿ العَذّابِ الْهُونِ ﴾ أي الهوان.
﴿ يُوزَعُونَ ﴾ يدفعون مجازها يفعلون من وزعت.
﴿ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم ﴾ الحميم القريب.
﴿ وَمنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالْنَّهَارُ والشّمْسُ وَالْقَمَرُ لاَ تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمِر وَاسْجُدُوا للِه الّذِي خَلَقهن ﴾ أي خلق الليل والنهار والشمس والقمر فلما انتهى الكلام إلى الشمس والقمر وهم يعبدان نهى عن عبادتهما وأمر بعبادة الذي خلقهما وخلق الليل والنهار فصار هاهنا جميعاً وجميع الحيوان ذكراً كان أو مؤنثاً أو ذكراً مع مؤنث يخرج إلى التأنيث.
﴿ اعْمَلُوا مَاشِئْتُمْ ﴾ لم يأمرهم بعمل الكفر إنما هو توعدٌ.
﴿ مِنْ أَكْمَامِهَا ﴾ أي أوعيتها واحدها كُمَّة وهو ما كانت فيه وكمٌ وكُمَّة واحد وجمعها أمام وأكِمَّة.
﴿ مِنْ مَّحِيصٍ ﴾ يقال : حاص عنه حاد عنه.
﴿ يَئُوسٌ ﴾ فعول من يئست.
﴿ قنوطٌ ﴾ فعول من قنط ومجازهما واحد.
﴿ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِيِه ﴾ أي تباعد عني.
﴿ مِرْيَةً ﴾ ومُرية أي امتراء.
سورة فصلت
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (فُصِّلتْ) من السُّوَر المكِّية، من مجموعةِ سُوَرِ (الحواميم)، افتُتِحت بتعظيم الكتاب، وبيان وضوحه وهدايته للناس، وإنزالُ هذا الكتاب يدلُّ دَلالةً واضحة على تمام علمِ الخالق، الذي دعا النبيُّ صلى الله عليه وسلم الكفارَ إلى الإيمان به؛ فبعد هذه الدَّلالة بانَ استكبارُهم، ومخالَفتُهم الحقَّ بعد وضوحه لهم كوضوحِ الشمس؛ فقد جاء لهم بالآياتِ البيِّنات في هذا الكون، وفي إنزال هذا الكتاب المُحكَم.

ترتيبها المصحفي
41
نوعها
مكية
ألفاظها
795
ترتيب نزولها
61
العد المدني الأول
53
العد المدني الأخير
53
العد البصري
52
العد الكوفي
54
العد الشامي
52

- قوله تعالى: {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَآ أَبْصَٰرُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اْللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرٗا مِّمَّا تَعْمَلُونَ} [فصلت: 22]:

عن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه، قال: «كان رجُلانِ مِن قُرَيشٍ وخَتَنٌ لهما مِن ثَقِيفَ - أو رجُلانِ مِن ثَقِيفَ وخَتَنٌ لهما مِن قُرَيشٍ - في بيتٍ، فقال بعضُهم لبعضٍ: أترَوْنَ أنَّ اللهَ يَسمَعُ حديثَنا؟ قال بعضُهم: يَسمَعُ بعضَه، وقال بعضُهم: لَئِنْ كان يَسمَعُ بعضَه لقد يَسمَعُ كلَّه؛ فأُنزِلتْ: {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَآ أَبْصَٰرُكُمْ} [فصلت: 22] الآية». أخرجه البخاري (٤٨١٦).

* سورةُ (فُصِّلتْ):

سُمِّيت سورةُ (فُصِّلتْ) بهذا الاسم؛ لوقوع كلمة (فُصِّلتْ) في أولها؛ قال تعالى: {كِتَٰبٞ فُصِّلَتْ ءَايَٰتُهُۥ قُرْءَانًا عَرَبِيّٗا لِّقَوْمٖ يَعْلَمُونَ} [فصلت: 3].

1. مقدمة في القرآن الكريم، وموقفُ المشركين الانهزاميُّ، وصفة الرسول عليه السلام وواجبه (١-٨).

2. الاحتجاج بالسُّنَن الكونية على صدقِ الدعوة (٩-١٢).

3. إعراض المشركين عن سماع الدعوة في القرآن الكريم، ومسيرةُ الدعوة في الأُمَم السابقة (١٣-١٨).

4. مصير المشركين، وإحصاءُ أعمالهم التي أوصلتهم لهذا المصير (١٩-٢٤).

5. إصرار المشركين على عدم سماع الدعوة (قرناء الباطل) (٢٥-٢٩).

6. قرناء المؤمنين (الملائكة) يُعِينونهم على تبليغ الدعوة (٣٠-٣٦).

7. الاحتجاج بالسُّنَن الكونية (٣٧-٤٠).

8. صفات القرآن الكريم، وعلمُ اللهِ المطلقُ (٤١-٤٨).

9. تردُّد الإنسان نفسيًّا من الأحداث حوله (٤٩- ٥١).

10. تحقيقُ أن القرآنَ من الله جل وعلا (٥٢-٥٤).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /5).

مقصودها إثباتُ العلمِ لله عزَّ وجلَّ؛ فإنَّ هذا الكتابَ المُحكَم المفصَّل يدلُّ دَلالةً واضحة على تمام علمِ الله عزَّ وجلَّ، وفي هذا دعوةٌ للكفار إلى الإيمان بالله، واتِّباع الصراط المستقيم البَيِّنِ الذي لا شائبةَ فيه، وتسميتُها بسورة (فُصِّلتْ) واضحُ الدَّلالة على ذلك المقصد.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /444).