تفسير سورة الزخرف

غريب القرآن

تفسير سورة سورة الزخرف من كتاب غريب القرآن
لمؤلفه زيد بن علي . المتوفي سنة 120 هـ

حدّثنا أبو جعفر. قال : حدّثنا علي بن أحمد. قال : حدّثنا عطاءُ بن السائب عن أبي خالد عن زيد بن علي عليهما السّلامُ في قولهِ عزَّ وجلَّ :﴿ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ [ لَدَيْنَا ] ﴾ وأمُ كُلِّ شيءٍ أَصلُهُ. والكتابُ : القُرآنُ وأُمهُ هي نُسختُهُ التي هي عندَ الله. ولدينا : معناه عِندنَا.
وقوله تعالى :﴿ أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً ﴾ معناه ننركُكُم فلا تُحاسبون.
وقوله تعالى :﴿ وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ﴾ معناه مُطيقونَ.
وقوله تعالى :﴿ وَجَعَلُواْ لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا ﴾ معناه نَصيبٌ. ويقال : عِدلٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَأَصْفَاكُم بِالْبَنِينَ ﴾ معناه امتن عَليكم بِهِم.
وقوله تعالى :﴿ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ ﴾ معناه مَكروبٌ.
وقوله تعالى :﴿ أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ ﴾ قال الإِمامُ زيد بن علي عليهما السّلامُ : هُنّ النِّساءُ. فَرَّقَ بين زَيّهنَّ وزيّ الرِّجالِ. ونَقَصهنَّ فِي المِيراثِ والشَّهادةِ، وأَمرهن بالعُدةِ، وسَماهن الخَوالفَ.
وقوله تعالى :﴿ إِنَّا وَجَدْنَآ آبَآءَنَا عَلَى أُمَّةٍ ﴾ معناه على مِلةٍ واستقامةٍ.
وقوله تعالى :﴿ إِنَّنِي بَرَآءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ ﴾ معناه بَريءٌ وهما لُغتان.
وقوله تعالى :﴿ إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي ﴾ معناه خَلَقني.
وقوله تعالى :﴿ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً ﴾ قال الإِمامُ زيد بن علي عليهما السّلامُ : هي قولُ لاَ إِله إِلاَّ الله.
وقوله تعالى :﴿ لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ﴾ قال القريتين : مكة والطائفُ. والرَّجلانِ عَمرو بن مسعود الثقفي من الطائفِ. ومن مكة عُتبة بن ربيعة بن عبد شمس. ويقال : الوليدُ بن المغيرة المَخزُومي.
وقوله تعالى :﴿ لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ ﴾. والمعَارجُ : هي الدَّرجُ. ويَظهَرونَ : معناه يَعلُونَ ويَصعَدُونَ.
وقوله تعالى :﴿ وَزُخْرُفاً ﴾ معناه ذَهَبٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ ﴾ يَعمى عَنه.
وقوله تعالى :﴿ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً ﴾ معناه نُهيئءُ لَهُ ﴿ فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴾ معناه صَاحبٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ﴾ معناه شَرفٌ. وهو أنْ يَقولَ الرّجلُ أنا من العَربِ، فيقال من أي العَربِ، فيقول مِن قُريش، فيكون يَملكُ منها الشَّرفُ في الدّنيا.
وقوله تعالى :﴿ أَمْ أَنَآ خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ ﴾ معناه بل أنا خيرٌ والمَهينُ : الضَعيفُ.
وقوله تعالى :﴿ أَوْ جَآءَ مَعَهُ الْمَلاَئِكَةُ مُقْتَرِنِينَ ﴾ معناه رُفقاءُ.
وقوله تعالى :﴿ فَلَمَّآ آسَفُونَا ﴾ معناه أَغضبُونا.
وقوله تعالى :﴿ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً ﴾ معناه ممن مَضَى وسَلَفَ. وقال : جَعَلناهم سَلَفاً : معناه أهواءٌ مُختلفةٌ.
وقوله تعالى :﴿ إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ﴾ وتُقراُ يَصُدون، فمَنْ قرأ بِضمِّ الصَّادِ، فإنهُ الإِعراضُ والصُدودُ، ومَنْ قَرأ بكسر الصَّادِ أرادَ أَنهم يَصيحون.
وقوله تعالى :﴿ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ ﴾ معناه خُروجُ عِيسى بن مريم عليهِ السَّلامُ.
وقوله تعالى :﴿ فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا ﴾ معناه لا تَشُكَّنَّ فيها.
وقوله تعالى :﴿ وَلأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ ﴾ معناه كُلُ الذي تَختلفونَ فيهِ.
وقوله تعالى :﴿ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ﴾ معناه تُكْرَمُونَ. وقال : تَسُرون بالسَّماعِ في الجَنةِ.
وقوله تعالى :﴿ يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ ﴾ فالصِّحافُ : القِصاعُ. واحدُها صحفةٌ. والأَكوابُ : الأَباريقُ التي لا آذانَ لها واحدُها كوبٌ.
وقوله تعالى :﴿ أَمْ أَبْرَمُواْ أَمْراً ﴾ معناه أَحْكَمُوا.
وقوله تعالى :﴿ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم ﴾ معناه يَظُنونَ أنهُ تَخفى علينا أَسرارُهم فيما بينَهُم.
وقوله تعالى :﴿ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ﴾ معناهُ الآنفين والرَّادينَ لَهُ.
وقوله تعالى :﴿ إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ معناه شَهِدَ ألاّ إلهَ إلاّ الله، وهو يَعلمُ أنهُ رَبُّهُ.
سورة الزخرف
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الزُّخْرف) من السُّوَر المكية، من مجموعة سُوَر (الحواميم)، افتُتحت ببيان عظمة هذا الكتاب، وقُدْرتِه على البيان والإبلاغ، وجاءت ببشارةِ الأمَّة بعلوِّ قَدْرها ورفعتها، محذِّرةً إياها من زخارفِ هذه الدنيا وزَيْفِها؛ فهي دارُ مَمَرٍّ، لا دارُ مستقرٍّ، وخُتمت السورة بتنزيه الله عز وجل عن الولدِ والشريك؛ لكمالِ اتصافه بصفات الألوهية الحَقَّة.

ترتيبها المصحفي
43
نوعها
مكية
ألفاظها
837
ترتيب نزولها
63
العد المدني الأول
89
العد المدني الأخير
89
العد البصري
89
العد الكوفي
89
العد الشامي
88

* قوله تعالى: {وَلَمَّا ضُرِبَ اْبْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} [الزخرف: 57]:

عن أبي يَحيَى مولَى ابنِ عَقِيلٍ الأنصاريِّ، قال: «قال ابنُ عباسٍ: لقد عَلِمْتُ آيةً مِن القرآنِ ما سألَني عنها رجُلٌ قطُّ، فما أدري أعَلِمَها الناسُ فلم يَسألوا عنها، أم لم يَفطَنوا لها فيَسألوا عنها؟ ثم طَفِقَ يُحدِّثُنا، فلمَّا قامَ، تلاوَمْنا ألَّا نكونَ سأَلْناه عنها، فقلتُ: أنا لها إذا راحَ غدًا، فلما راحَ الغَدَ، قلتُ: يا بنَ عباسٍ، ذكَرْتَ أمسِ أنَّ آيةً مِن القرآنِ لم يَسأَلْك عنها رجُلٌ قطُّ، فلا تَدري أعَلِمَها الناسُ فلم يَسألوا عنها، أم لم يَفطَنوا لها؟ فقلتُ: أخبِرْني عنها، وعن اللَّاتي قرأتَ قبلها، قال: نَعم، إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال لقُرَيشٍ: يا معشرَ قُرَيشٍ، إنَّه ليس أحدٌ يُعبَدُ مِن دُونِ اللهِ فيه خيرٌ، وقد عَلِمتْ قُرَيشٌ أنَّ النَّصارى تعبُدُ عيسى ابنَ مَرْيَمَ، وما تقولُ في مُحمَّدٍ، فقالوا: يا مُحمَّدُ، ألستَ تزعُمُ أنَّ عيسى كان نبيًّا وعبدًا مِن عبادِ اللهِ صالحًا، فلَئِنْ كنتَ صادقًا، فإنَّ آلهتَهم لكما تقولون؟! قال: فأنزَلَ اللهُ عز وجل: {وَلَمَّا ضُرِبَ اْبْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} [الزخرف: 57]، قال: قلتُ: ما {يَصِدُّونَ}؟ قال: يَضِجُّون، {وَإِنَّهُۥ لَعِلْمٞ لِّلسَّاعَةِ} [الزخرف: 61]، قال: هو خروجُ عيسى ابنِ مَرْيَمَ عليه السلام قبلَ يومِ القيامةِ». أخرجه أحمد (٢٩١٨).

*(سورةُ الزُّخْرف):

سُمِّيت (سورةُ الزُّخْرف) بهذا الاسم؛ لمجيء لفظ (الزُّخْرف) في وصفِ الحياة الدنيا في قوله تعالى: {وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَٰبٗا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِـُٔونَ ٣٤ وَزُخْرُفٗاۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَٰعُ اْلْحَيَوٰةِ اْلدُّنْيَاۚ وَاْلْأٓخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 34-35].

1. مكانة القرآن، وعاقبة المستهزئين بالمرسلين (١-٨).

2. إقرار المشركين بربوبية الله تعالى (٩-١٤).

3. ضلال المشركين في العبادة (١٥-٢٥).

4. حِكْمة الله تعالى في اختيار رسله (٢٦-٣٥).

5. حال المُعرِض عن ذكرِ الله، وتسليةُ النبي صلى الله عليه وسلم (٣٦-٤٥).

6. قصة موسى عليه السلام مع فرعون (٤٦-٥٦).

7. قصة عيسى عليه السلام (٥٧-٦٦).

8. عباد الله المؤمنين ونِعَمُ الله عليهم (٦٧-٧٣).

9. الأشقياء الفُجَّار يوم القيامة (٧٤-٨٠).

10. تنزيه الله تعالى عن الولدِ والشريك (٨١-٨٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /102).

مقصدُ سورة (الزُّخْرف) هو البِشارة بإعلاء الله لهذه الأمَّة، وتفضيلها على باقي الأُمَم؛ فالأمة الإسلامية هي أعلى الأمم شأنًا ورفعةً، ولتحقيق ذلك لا بد من الارتباط بالآخرة، وتركِ زَيْفِ الدنيا وزُخْرُفها، وعدمِ التعلق بها.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /466).