تفسير سورة المرسلات

أحكام القرآن

تفسير سورة سورة المرسلات من كتاب أحكام القرآن
لمؤلفه الجصاص . المتوفي سنة 370 هـ

قال الله تعالى :﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتاً أَحْيَاءً وَأَمْوَاتاً ﴾، قال الشعبي : يعني أنه جعل ظهرها للأحياء وبطنها للأموات، والكِفَاتُ الضّمامُ، فأراد أنها تضمُّهم في الحالين. وروى إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد :﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتاً ﴾ قال :" تَكْفت الميت فلا يُرى منه شيء " ؛ و ﴿ أَحياء ﴾ قال :" الرجل في بيته لا يُرَى من عمله شيء ". قال أبو بكر : وهذا يدل على وجوب مواراة الميت ودفنه ودفن شَعَرِهِ وسائر ما يزايله، وهذا يدل على أن شَعَرَهُ وشيئاً من بدنه لا يجوز بيعه ولا التصرف فيه لأن الله قد أوجب دفنه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" لَعَنَ الله الوَاصِلَةَ " وهي التي تصل شعر غيرها بشعرها، فمنع الانتفاع به، وهو معنى ما دلت عليه الآية. وهذه الآية نظير قوله تعالى :﴿ ثم أماته فأقبره ﴾ [ عبس : ٢١ ] يعني أنه جعل له قبراً ". ورُوي في تأويل الآية غير ذلك. وعن ابن مسعود :" أنه أخذ قملةً فدفنها في المسجد في الحصى، ثم قال : قال الله تعالى :﴿ ألم نجعل الأرض كفاتاً أحياءً وأمواتاً ﴾ ". وعن أبي أمامة مثله. وأخذ عبيد بن عمير قملة عن ابن عمر فطرحها في المسجد.
قال أبو بكر : هذا التأويل لا ينفي الأول وعمومه يقتضي الجميع.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٥:قال الله تعالى :﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتاً أَحْيَاءً وَأَمْوَاتاً ﴾، قال الشعبي : يعني أنه جعل ظهرها للأحياء وبطنها للأموات، والكِفَاتُ الضّمامُ، فأراد أنها تضمُّهم في الحالين. وروى إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد :﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتاً ﴾ قال :" تَكْفت الميت فلا يُرى منه شيء " ؛ و ﴿ أَحياء ﴾ قال :" الرجل في بيته لا يُرَى من عمله شيء ". قال أبو بكر : وهذا يدل على وجوب مواراة الميت ودفنه ودفن شَعَرِهِ وسائر ما يزايله، وهذا يدل على أن شَعَرَهُ وشيئاً من بدنه لا يجوز بيعه ولا التصرف فيه لأن الله قد أوجب دفنه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" لَعَنَ الله الوَاصِلَةَ " وهي التي تصل شعر غيرها بشعرها، فمنع الانتفاع به، وهو معنى ما دلت عليه الآية. وهذه الآية نظير قوله تعالى :﴿ ثم أماته فأقبره ﴾ [ عبس : ٢١ ] يعني أنه جعل له قبراً ". ورُوي في تأويل الآية غير ذلك. وعن ابن مسعود :" أنه أخذ قملةً فدفنها في المسجد في الحصى، ثم قال : قال الله تعالى :﴿ ألم نجعل الأرض كفاتاً أحياءً وأمواتاً ﴾ ". وعن أبي أمامة مثله. وأخذ عبيد بن عمير قملة عن ابن عمر فطرحها في المسجد.
قال أبو بكر : هذا التأويل لا ينفي الأول وعمومه يقتضي الجميع.

سورة المرسلات
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (المُرسَلات) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الهُمَزة)، وقد جاءت ببيانِ قدرة الله على بعثِ الناس بعد هلاكهم؛ فهو المتصفُ بالرُّبوبية والألوهية، وقد افتُتحت بمَشاهدِ القيامة، والتذكير بمَصارعِ الغابرين، وذكَرتْ تأمُّلات في خَلْقِ الإنسان والكون؛ ليعودَ الخلقُ إلى أوامرِ الله، وليستجيبوا له سبحانه، و(المُرسَلات): هي الرِّياحُ التي تهُبُّ متتابِعةً.

ترتيبها المصحفي
77
نوعها
مكية
ألفاظها
181
ترتيب نزولها
33
العد المدني الأول
50
العد المدني الأخير
50
العد البصري
50
العد الكوفي
50
العد الشامي
50

* سورة (المُرسَلات):

سُمِّيت سورة (المُرسَلات) بذلك؛ لافتتاحها بالقَسَمِ الإلهيِّ بـ(المُرسَلات)؛ وهي: الرِّياح التي تهُبُّ متتابِعةً.

سورة (المُرسَلات) من السُّوَر التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم:

عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «قال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يا رسولَ اللهِ، أراكَ قد شِبْتَ! قال: «شيَّبتْني هُودٌ، والواقعةُ، والمُرسَلاتُ، و{عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ}، و{إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}». أخرجه الحاكم (3314).

1. مَشاهد القيامة (١-١٥).

2. مَصارع الغابرين (١٦-١٩).

3. تأمُّلات في خَلْقِ الإنسان والكون (٢٠-٢٨).

4. عودٌ لمَشاهد القيامة (٢٩-٥٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /540).

مقصدُ سورة (المُرسَلات): الاستدلالُ على وقوع البعث بعد فَناء الدنيا، والاستدلال على إمكانِ إعادة الخَلْقِ بما سبَق من خَلْقِ الإنسان وخلق الأرض، وفي ذلك دلائلُ على قدرة الله، واتصافِه بالوَحْدانية والرُّبوبية.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /419).