تفسير سورة القدر

النهر الماد من البحر المحيط

تفسير سورة سورة القدر من كتاب النهر الماد من البحر المحيط
لمؤلفه أبو حيان الأندلسي . المتوفي سنة 745 هـ

﴿ بِسمِ ٱلله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ ﴾ هذه السورة مدنية في قول الأكثر ومناسبتها لما قبلها ظاهرة لما قال:﴿ ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ﴾[العلق: ١] فكأنه قال: اقرأ ما أنزلناه عليك من كلامنا إنا أنزلناه في ليلة القدر. والضمير عائد على ما دل عليه المعنى وهو ضمير القرآن قال ابن عباس: أنزله الله تعالى ليلة القدر إلى سماء الدنيا جملة ثم نجمه على محمد صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة.﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ ﴾ تفخيم لشأنها أي لم تبلغ درايتك غاية فضلها ثم بين له ذلك قيل ما كان في القرآن وما أدراك فقد أعلم الله به وما كان وما يدريك فإِنه لم يعلمه والظاهر أن ألف شهر يراد به حقيقة العدد وهي ثمانون سنة وثلاثة أعوام وثلث عام والعمل في ليلة القدر أفضل من العمل في هذه الشهور.﴿ تَنَزَّلُ ٱلْمَلاَئِكَةُ وَٱلرُّوحُ ﴾ تقدم الكلام عليه.﴿ بِإِذْنِ رَبِّهِم ﴾ متعلق بتنزل.﴿ مِّن كُلِّ أَمْرٍ ﴾ متعلق بتنزل ومن للسبب أي تتنزل من أجل كل أمر قضاه الله تعالى لتلك السنة إلى قابل.﴿ سَلاَمٌ هِيَ ﴾ أي هي سلام جعلها سلاماً كثرة السلام فيها قيل لا يلاقون مؤمناً ولا مؤمنة إلا سلموا عليه في تلك الليلة وقرىء مطلع بفتح اللام وكسرها.
سورة القدر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (القَدْرِ) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (عبَسَ)، وقد نزلت في الحديثِ عن (ليلة القَدْر) وفضلها، وأنها إنما اكتسبت هذا الفضلَ لنزولِ القرآن فيها، وتحدَّثتْ عن خواصِّ هذه الليلة؛ من نزولِ الملائكة فيها، وتفضيلِها على ألفِ شهرٍ، وكلُّ ذلك تعظيمًا لشأنِ القرآن الكريم.

ترتيبها المصحفي
97
نوعها
مكية
ألفاظها
30
ترتيب نزولها
25
العد المدني الأول
5
العد المدني الأخير
5
العد البصري
5
العد الكوفي
5
العد الشامي
6

* سورة (القَدْرِ):

سُمِّيت سورة (القَدْرِ) بهذا الاسم؛ لذكرِ هذا اللفظ في افتتاحها، وتَكْرارِه فيها، ووصفِ القرآن بأنه نزل في هذه الليلة، وكونِ السورة كلِّها تتحدث عن (ليلة القَدْر).

1. عِظَمُ ليلة القدر (١-٣).

2. خواصُّ هذه الليلة (٤-٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /264).

يقول ابنُ عاشور عن مقاصدها: «التنويه بفضلِ القرآن وعظمتِه؛ بإسناد إنزاله إلى الله تعالى.
والرد على الذين جحَدوا أن يكونَ القرآن منزلًا من الله تعالى.
ورفعُ شأن الوقت الذي أُنزِل فيه.

ونزول الملائكة في ليلة إنزاله.

وتفضيل الليلة التي توافِقُ ليلةَ إنزاله من كلِّ عام.
ويستتبِعُ ذلك تحريضَ المسلمين على تحيُّنِ ليلة القَدْرِ بالقيام والتصدُّق». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /455).