تفسير سورة القدر

الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية

تفسير سورة سورة القدر من كتاب الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المعروف بـالفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية.
لمؤلفه النخجواني . المتوفي سنة 920 هـ

على وجه الإصرار والاغترار وأى ناصية
ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ اى كاذب خاطئ صاحبها متناه في الطغيان والعدوان وصف الناصية بها للمبالغة والتأكيد وبعد ما نسحبه كذلك ونأخذه على ظلمه هكذا
فَلْيَدْعُ وليناد حينئذ نادِيَهُ اهل مجلسه وأعوانه صارخا عليهم مستعينا منهم مستغيثا بهم حتى ينصروه وينقذوه من العذاب النازل عليه بمقتضى القهر الشامل مع انا ايضا
سَنَدْعُ ونأمر يومئذ الزَّبانِيَةَ الشرطة الموكلين على جهنم ليجروه نحو النار على وجه الهوان والصغار ثم كرر سبحانه قوله
كَلَّا تأكيدا لردعه وتشديدا عليه ثم نهى سبحانه حبيبه ﷺ عن اطاعة ذلك الباغي والإصغاء الى قوله والمؤانسة معه والالتفات اليه بقوله لا تُطِعْهُ اى دم يا أكمل الرسل على صلاتك واثبت عليها ولا تلتفت الى هذياناته الباطلة وَاسْجُدْ لربك على وجه الخضوع والخشوع وَاقْتَرِبْ اليه وتقرب نحوه باطراح لوازم ناسوتك مكبرا إياه محرما على نفسك عموم حظوظك من دنياك مسقطا عنك مقتضيات بشريتك ولواحق مادتك مطلقا وفي الحديث صلوات الله وسلامه على قائله اقرب ما يكون العبد الى ربه إذا سجد وبالجملة سبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين
خاتمة سورة العلق
عليك ايها الطالب للتقرب نحو الحق والوصول الى فضاء اللاهوت اعانك الله في مطلبك هذا وطلبك ان تداوم على عموم الطاعات ومطلق العبادات التي أمرت بها على وجه الإخلاص والتذلل التام والانكسار المفرط إذ ما تقرب العبد الى ربه الا بالاستكانة التامة والضراعة الكاملة بالافناء والفناء عن لوازم نشأة الناسوت وبالاتصاف بالموت الإرادي المورث للحياة الازلية الابدية والبقاء السرمدي. جعلنا الله من المتصفين به بمنه وجوده
[سورة القدر]
فاتحة سورة القدر
لا يخفى على من كوشف بسرائر إنزال الكتب وإرسال الرسل من الموفقين على الاطلاع والوقوف بسر سريان الوحدة الذاتية الإلهية على صفحات الكثرات الفائتة عن الحصر والإحصاء ان المقادير المحفوظة في لوح القضاء والتصاوير المضبوطة في حضرة العلم والقلم الأعلى انما هي في عالم العماء الغيبى المسمى بليلة القدر وانزالها منها نحو فضاء الشهادة ونهار الجلاء انما هو ايضا فيه ولا شك ان سر إنزال مطلق الكتب والصحف الإلهية انما هو لضبط تلك المقادير والاخبار عنها على الوجه الذي ثبت في حضرة العلم ولوح القضاء لذلك اخبر سبحانه حبيبه ﷺ في مقام الامتنان بانزال القرآن في ليلة القدر الغيبى التي هي خير من ألف شهر من ازمنة نشأة الشهادة فقال بعد التيمن بِسْمِ اللَّهِ الذي قدر عموم المقادير في حضرة علمه ولوح قضائه الرَّحْمنِ لعباده بانزال القرآن المبين لهم طريق المعرفة والايمان الرَّحِيمِ بايقاظهم عن نوم الغفلة ورقود النسيان
[الآيات]
إِنَّا من مقام عظيم لطفنا وجودنا لعموم عبادنا قد أَنْزَلْناهُ اى القرآن المبين لهم طريق النجاة عن نيران الجهالات واودية الضلالات فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ الغيبى التي لا اطلاع لاحد عليها الأعلام الغيوب لذلك ابهمها سبحانه على حبيبه ﷺ فقال
وَما أَدْراكَ اى اى شيء أعلمك من مقتضيات بشريتك ولوازم ناسوتك ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ
سورة القدر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (القَدْرِ) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (عبَسَ)، وقد نزلت في الحديثِ عن (ليلة القَدْر) وفضلها، وأنها إنما اكتسبت هذا الفضلَ لنزولِ القرآن فيها، وتحدَّثتْ عن خواصِّ هذه الليلة؛ من نزولِ الملائكة فيها، وتفضيلِها على ألفِ شهرٍ، وكلُّ ذلك تعظيمًا لشأنِ القرآن الكريم.

ترتيبها المصحفي
97
نوعها
مكية
ألفاظها
30
ترتيب نزولها
25
العد المدني الأول
5
العد المدني الأخير
5
العد البصري
5
العد الكوفي
5
العد الشامي
6

* سورة (القَدْرِ):

سُمِّيت سورة (القَدْرِ) بهذا الاسم؛ لذكرِ هذا اللفظ في افتتاحها، وتَكْرارِه فيها، ووصفِ القرآن بأنه نزل في هذه الليلة، وكونِ السورة كلِّها تتحدث عن (ليلة القَدْر).

1. عِظَمُ ليلة القدر (١-٣).

2. خواصُّ هذه الليلة (٤-٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /264).

يقول ابنُ عاشور عن مقاصدها: «التنويه بفضلِ القرآن وعظمتِه؛ بإسناد إنزاله إلى الله تعالى.
والرد على الذين جحَدوا أن يكونَ القرآن منزلًا من الله تعالى.
ورفعُ شأن الوقت الذي أُنزِل فيه.

ونزول الملائكة في ليلة إنزاله.

وتفضيل الليلة التي توافِقُ ليلةَ إنزاله من كلِّ عام.
ويستتبِعُ ذلك تحريضَ المسلمين على تحيُّنِ ليلة القَدْرِ بالقيام والتصدُّق». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /455).