ﰡ
وكان العاصُ بن وائلٍ أوَّلَ من أنكرَ إظهارَ البعثِ، وكان في حُجرهِ يتيمٌ ظلمَهُ ومنعَهُ حقَّهُ وأكلَ مِيراثَهُ، وكان لا يُطْعِمُ المسكينَ بنفسهِ، ولا يأمرُ غيرَهُ بالإطعامِ. وهذه السُّورة فيها تَهديدٌ له ولكلِّ مَن يعملُ عمَلُه. قَوْلُهُ تَعَالَى ﴿ يَدُعُّ الْيَتِيمَ ﴾ الدَّعُّ : هو الدفعُ على وجههِ العنيف.
وعن الحسنِ أنه قالَ :((يَسْهُونَ عَنْ مِيقَاتِهَا حَتَّى تَفُوتَ))، وقال مجاهدُ :((يَسْهُونَ عَنْهَا، وَيَلْهُونَ وَلاَ يُفَكِّرُونَ فِيْهَا))، وعن أنسٍ قال :((الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلِ السَّهْوَ هَا هُنَا فِي صَلاَتِهِمْ، وَإنَّمَا جَعَلَ السَّهْوَ عَنْ صَلاَتِهِمْ)). وعن عطاءِ بن دينار أنه قالَ :((الْحَمْدُ للهِ الَّذِي قَالَ :﴿ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ وَلَمْ يَقُلْ : فِي صَلاتِهم ساهون)). وَقِيْلَ : السَّاهي عنها هو الذي إذا صَلاَّها ؛ صَلاَّها رياءً، وإذا فاتَتْهُ لم يندَمْ.
وعن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قالت :" قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ مَا الَّذِي لاَ يَحِلُّ مَنْعُهُ ؟ قَالَ :" الْمَاءُ وَالنَّارُ وَالْمِلْحُ " قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ؛ هَذا الْمَاءُ فَمَا بَالُ النَّار وَالْمِلْحِ ؟ قَالَ :" يَا حُمَيْرَاءُ مَنْ أعْطَى نَاراً فَكَأَنَّمَا تَصَدَّقَ بجَمِيعِ مَا طُبخَ بذلِكَ النَّار. وَمَنْ أعْطَى مِلْحاً فَكَأَنَّمَا تَصَدَّقَ بجَمِيعِ مَا طُيِّبَ بذلِكَ الْمِلْحِ، وَمَنْ سَقَى شُرْبَةً مِنَ الْمَاءِ حَيْثُ يُوجَدُ الْمَاءُ فَكَأَنَّمَا أعْتَقَ سِتِّينَ رَقَبَةً، وَمَنْ سَقَى شَرْبَةً حَيْثُ لاَ يُوْجَدُ الْمَاءُ فَكَأَنَّمَا أحْيَا نَفْساً " ".
وعن عليٍّ رضي الله عنه :((أنَّ الْمَاعُونَ الزَّكَاةُ الْمَفْرُوضَةُ)).