تفسير سورة الماعون

تفسير ابن أبي حاتم

تفسير سورة سورة الماعون من كتاب تفسير ابن أبي حاتم المعروف بـتفسير ابن أبي حاتم.
لمؤلفه ابن أبي حاتم الرازي . المتوفي سنة 327 هـ

سُورَةُ الْماعون
١٠٧ [١٩٤٩٢]
حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: الْمَاعُونُ العواري الْقِدْرُ وَالْمِيزَانُ وَالدَّلْوُ «١».
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ
١٩٤٩٣ - عَنِ الْحَسَنِ قَوْلُهُ: أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ قال: الكافر «٢».
١٩٤٩٤ - عن ابن عباس قولة: أرأيت الذي يكذب بالدين قال: يَكْذِبُ بِحُكْمِ اللَّهِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ قَالَ: يَدْفَعُهُ عَنْ حَقِّهِ «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ
١٩٤٩٥ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ قَالَ: هُمُ الْمُنَافِقُونَ يُرَآءُونَ النَّاسَ بِصَلاتِهِمْ إِذَا حَضَرُوا، وَيَتْرُكُونَهَا إِذَا غَابُوا وَيَمْنَعُونَهُمُ، الْعَارِيَةَ بُغْضًا لَهُمْ وَهِيَ الْمَاعُونُ «٤».
قَوْلُهُ تَعَالَى: الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ
١٩٤٩٦ - عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قال: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِهِ: الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ قَالَ هُمُ الَّذِينَ يُؤَخِّرُونَ الصَّلاةَ عَنْ وَقْتِهَا «٥».
١٩٤٩٧ - عَنْ مَسْرُوقٍ قَوْلُهُ: عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ قَالَ: تَضْيِعُ مِيقَاتِهَا «٦».
١٩٤٩٨ - عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ قَالَ: لاهُونَ «٧».
١٩٤٩٩ - عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَوْلُهُ: عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ قَالَ: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي وَيَقُولُ هَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي يَلْتَفِتُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يساره «٨».
(١) ابن كثير ٨/ ٥١٧.
(٢) الدر ٨/ ٦٤١- ٦٤٢.
(٣) الدر ٨/ ٦٤١- ٦٤٢.
(٤) الدر ٨/ ٦٤١- ٦٤٢. [.....]
(٥) الدر ٨/ ٦٤١- ٦٤٢.
(٦) الدر ٨/ ٦٤١- ٦٤٢.
(٧) الدر ٨/ ٦٤١- ٦٤٢.
(٨) الدر ٨/ ٦٤١- ٦٤٢.
﴿ فذلك الذي يدع اليتيم ﴾ قال : يدفعه عن حقه.
قوله تعالى :﴿ فويل للمصلين ﴾
عن ابن عباس قوله :﴿ فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ﴾ قال : هم المنافقون يراءون الناس بصلاتهم إذا حضروا، ويتركونها إذا غابوا ويمنعونهم العارية بغضا لهم، وهي الماعون.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤:قوله تعالى :﴿ فويل للمصلين ﴾
عن ابن عباس قوله :﴿ فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ﴾ قال : هم المنافقون يراءون الناس بصلاتهم إذا حضروا، ويتركونها إذا غابوا ويمنعونهم العارية بغضا لهم، وهي الماعون.


قوله تعالى :﴿ الذين هم عن صلاتهم ساهون ﴾
عن سعيد بن أبي وقاص قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله :﴿ الذين هم عن صلاتهم ساهون ﴾ قال : " هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها ".
عن مسروق قوله :﴿ عن صلاتهم ساهون ﴾ قال : تضيع ميقاتها.
عن مجاهد قوله :﴿ عن صلاتهم ساهون ﴾ قال : لاهون.
عن أبي العالية قوله :﴿ عن صلاتهم ساهون ﴾ قال : هو الذي يصلي ويقول هكذا وهكذا، يعني يلتفت عن يمينه وعن يساره.
قوله تعالى: الذين هم يراؤن
١٩٥٠٠ - عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي قَوْلِهِ: الذين هم يراؤن قَالَ يُرَاءُونَ بِصَلاتِهِمْ «١».
١٩٥٠١ - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنَّا نَعُدُّ الْمَاعُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَارِيَةَ الدَّلْوِ وَالْقِدْرِ وَالْفَأْسِ وَالْمِيزَانِ وَمَا تَتَعَاطَوْنَ بَيْنَكُمْ «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: يمنعون الْمَاعُونَ
١٩٥٠٢ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ ابْنِ أَبِي ذُؤَيْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ قَالَ: بِلِسَانِ قُرَيْشٍ الْمَالُ «٣».
١٩٥٠٣ - حَدَّثَنَا أَبِي وَأَبُو زُرْعَةَ قَالا: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ الرَّاعِي، حَدَّثَنَا دَلْهَمُ بْنُ دَهْثَمٍ الْعِجْلِيُّ، حَدَّثَنَا مَائِذُ بْنُ رَبِيعَةَ النُّمَيْرِيُّ أَنَّهُمْ وَفَدُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ (لا تمنعون) وقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْمَاعُونُ؟ قَالَ «فِي الْحَجَرِ وَفِي الْحَدِيدَةِ وَفِي الْمَاءِ».
قَالُوا فَأَيُّ الْحَدِيدَةِ؟ قَالَ «قُدُورُكُمُ النُّحَاسُ وَحَدِيدُ الْفَأْسِ الَّذِي تمتهون بِهِ قَالُوا وَمَا الْحَجَرُ؟ قَالَ «قُدُورُكُمُ الْحِجَارَةُ» «٤».
١٩٥٠٤ - عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسَلَمَ فِي قَوْلِهِ: وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ قَالَ: أُولَئِكَ الْمُنَافِقُونَ ظَهَرَتِ الصَّلاةُ فَصَلَّوْهَا وَخَفِيَتِ الزَّكَاةُ فَمَنَعُوهَا «٥».
١٩٥٠٥ - عَنْ عِكْرَمَةَ قَالَ: رَأْسُ الْمَاعُونِ زَكَاةُ الْمَالِ وَأَدْنَاهُ الْمُنْخُلُ وَالدَّلْوُ وَالْإِبْرَةُ.
١٩٥٠٦ - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: الْمَاعُونُ الْمَعْرُوفُ «٦».
(١) الدر ٨/ ٦٤٣.
(٢) الدر ٨/ ٦٤٣.
(٣) ابن كثير ٨/ ٥١٨ قال: حديث غريب جدا
(٤) ابن كثير ٨/ ٥١٨ قال: حديث غريب جدا
(٥) الدر ٨/ ٦٤٥.
(٦) الدر ٨/ ٦٤٥.
عن ابن مسعود قال : كنا نعد الماعون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عارية : الدلو والقدر والفأس والميزان، وما تتعاطون بينكم.
قوله تعالى :﴿ يمنعون الماعون ﴾
حدثنا أبو سعيد الأشيج، حدثنا وكيع عن ابن أبي ذؤيب عن الزهري ﴿ ويمنعون الماعون ﴾ قال : بلسان قريش المال.
حدثنا أبي وأبو زرعة قالا : حدثنا قيس بن حفص الراعي، حدثنا دلهم بن دهثم العجلي، حدثنا مائذ بن ربيعة النميري أنهم وفدوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا : يا رسول الله، ما تعهد إلينا ؟ قال : " لا تمنعون ". وقال : يا رسول الله، وما الماعون ؟ قال : " في الحجر وفي الحديد وفي الماء ".
قالوا : فأي الحديدة ؟ قال : " قدوركم النحاس، وحديد الفأس الذي تمتهنون به ". قالوا : وما الحجر ؟ قال : " قدوركم الحجارة ".
عن زيد بن أسلم في قوله :﴿ ويمنعون الماعون ﴾ قال : أولئك المنافقون، ظهرت الصلاة فصلوها، وخفيت الزكاة فمنعوها.
عن عكرمة قال : رأس الماعون زكاة المال، وأدناه المنخل والدلو والإبرة.
عن محمد بن كعب قال : الماعون المعروف.
سورة الماعون
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الماعون) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (التكاثر)، وقد ذكَرتْ سوءَ حال مَن لا يؤمن بيوم الحساب، ولا يُعِدُّ له العُدَّة، فيَتقوَّى على الضعيف، ولا يُطعِم المسكينَ، ولا يُقِيم صلاته، وينافق ليُرِيَ الناس، ويمتنع عن مساعدة الناس بما يحتاجون إليه.

ترتيبها المصحفي
107
نوعها
مكية
ألفاظها
25
ترتيب نزولها
17
العد المدني الأول
6
العد المدني الأخير
6
العد البصري
7
العد الكوفي
7
العد الشامي
6

* سورة (الماعون):

سُمِّيت سورة (الماعون) بهذا الاسم؛ لوقوع لفظ (الماعون) في خاتمتها.

1. ذمُّ الكافر المكذِّب بالحساب (١-٣).

2. ذمُّ المنافق (٤-٧).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /380).

التعجيب ممن كذَّبوا بوقوع الساعة وما يتصفون به من الصفاتِ السيئة؛ من الاعتداءِ على الضعفاء، والإمساك عن إطعام المسكين، والإعراض عن الصلاة، ومنعِهم الماعونَ عن الناس.

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /464).