تفسير سورة الماعون

أحكام القرآن

تفسير سورة سورة الماعون من كتاب أحكام القرآن
لمؤلفه الجصاص . المتوفي سنة 370 هـ

قوله تعالى :﴿ يَدُعُّ اليَتِيمَ ﴾ قال ابن عباس ومجاهد وقتادة :" يدفعه عن حقه ".
قوله تعالى :﴿ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ ؛ قال ابن عباس :" يؤخرونها عن وقتها "، وكذلك قال مصعب بن سعد عن سعد. وروى مالك بن دينار عن الحسن قال :" يَسْهون عن ميقاتها حتى يفوت ". وروى إسماعيل بن مسلم عن الحسن قال :" هم المنافقون يؤخرونها عن وقتها، يراؤون بصلاتهم إذا صلّوا ". وقال أبو العالية :" هو الذي لا يدري أعلى شفع انصرف أو على وتر ". قال أبو بكر : يشهد لهذا التأويل ما حدثنا محمد بن بكر قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا أحمد بن حنبل قال : حدثنا عبدالرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" لا غِرَارَ في الصَّلاةِ، ولا تَسْلِيمَ "، ومعناه أنه لا ينصرف منها على غرار وهو شاكٌّ فيها. ونظيره ما رَوَى أبو سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" مَنْ شَكَّ في صَلاتِهِ فَلَمْ يَدْرِ أَثَلاثاً صَلَّى أمْ أَرْبَعاً فَلْيُصَلِّ رَكْعَةً أُخْرَى، وإِنْ كَانَ قَدْ تَمَّتْ صَلاتُهُ فالرَّكْعَةُ وَالسَّجْدَتَانِ له نَافِلَةً ". ورُوي عن مجاهد :﴿ سَاهُونَ ﴾ قال :" لاهون ". قال أبو بكر : كأنه أراد أنهم يسهون للهوهم عنها، فإنما استحقوا اللوم لتعرضهم للسهو، لقلة فكرهم فيها، إذ كانوا مُرَائين في صلاتهم ؛ لأن السهو الذي ليس من فعله لا يستحق العقاب عليه.
قوله تعالى :﴿ وَيَمْنَعُونَ المَاعُونَ ﴾ قال علي وابن عباس روايةً وابن عمر وابن المسيب :" الماعون الزكاة ". ورَوَى الحارث عن عليّ :" الماعون منع الفأس والقِدْرِ والدلو "، وكذلك قال ابن مسعود. وعن ابن عباس رواية أخرى :" العارية ". وقال ابن المسيب :" الماعون المال ". وقال أبو عبيدة :" كل ما فيه منفعة فهو الماعون ".
قال أبو بكر : يجوز أن يكون جميع ما رُوي فيه مراداً ؛ لأن عارية هذه الآلات قد تكون واجبة في حال الضرورة إليها، ومانِعُها مذموم مستحقٌّ للذم، وقد يمنعها المانع لغير ضرورة، فينبىء ذلك عن لؤم ومجانبة أخلاق المسلمين ؛ وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ ".
سورة الماعون
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الماعون) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (التكاثر)، وقد ذكَرتْ سوءَ حال مَن لا يؤمن بيوم الحساب، ولا يُعِدُّ له العُدَّة، فيَتقوَّى على الضعيف، ولا يُطعِم المسكينَ، ولا يُقِيم صلاته، وينافق ليُرِيَ الناس، ويمتنع عن مساعدة الناس بما يحتاجون إليه.

ترتيبها المصحفي
107
نوعها
مكية
ألفاظها
25
ترتيب نزولها
17
العد المدني الأول
6
العد المدني الأخير
6
العد البصري
7
العد الكوفي
7
العد الشامي
6

* سورة (الماعون):

سُمِّيت سورة (الماعون) بهذا الاسم؛ لوقوع لفظ (الماعون) في خاتمتها.

1. ذمُّ الكافر المكذِّب بالحساب (١-٣).

2. ذمُّ المنافق (٤-٧).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /380).

التعجيب ممن كذَّبوا بوقوع الساعة وما يتصفون به من الصفاتِ السيئة؛ من الاعتداءِ على الضعفاء، والإمساك عن إطعام المسكين، والإعراض عن الصلاة، ومنعِهم الماعونَ عن الناس.

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /464).