تفسير سورة الماعون

جهود القرافي في التفسير

تفسير سورة سورة الماعون من كتاب جهود القرافي في التفسير
لمؤلفه القرافي . المتوفي سنة 684 هـ

١٣٤٢- اعلم أن أعظم آداب العلم الإخلاص لله سبحانه وتعالى، فإنه إذا فقد انتقل العلم من أفضل الطاعات إلى أقبح المخالفات. قال الله تعالى :﴿ فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين يراءون ويمنعون الماعون ﴾.
١٣٤٣- قيل في قوله تعالى :﴿ يمنعون الماعون ﴾ أنه ماعون البيت. وقيل : الزكاة، لقرينة الذم. ( الذخيرة ( كتاب تنقيح الفصول ) : ١/٤٧ )
١٣٤٤- الرياء هو : إيقاع القربة يقصد بها الناس، فلا رياء في غير قربة، كالتحمل باللباس ونحوه لا رياء فيه، وإرادة غير الناس بالقربة ليس رياء كمن حج ليتجر، أو غزا ليغنم لا يفسد بذلك قرينه.
والرياء قسمان :
رياء إخلاص، وهو أن لا يفعل القربة إلا للناس.
ورياء شرك، وهو أن يفعلها لله تعالى وللناس، وهو أخفها، وهو محرم بالإجماع وبقوله تعالى :﴿ الذين هم يراءون ويمنعون الماعون ﴾. ومتى شمل الرياء العبادة بطلت إجماعا لقوله صلى الله عليه وسلم حكاية عن الله تعالى : " أنا أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل عملا أشرك فيه غيري تركته للشريك " ١.
فإن شمل بعض العبادة، وهي مما يتوقف آخرها على أولها كالصلاة فقد وقع للعلماء في صحتها تردد حكاه المحاسبي في " الرعاية " والغزالي في الإحياء٢.
ومتى عرض الرياء في العبادة قبل الشروع فيها أمر بدفع الرياء، وعمل العبادة، فإن تعذر عليه ولصق الرياء بصدره، فإن كانت القربة مندوبة تعين الترك لتقدم المحرم على المندوب، أو واجبة أمر بمجاهدة النفس ؛ إذ لا سبيل لترك الواجب.
وأغراض الرياء ثلاثة : استجلاب الخيور، ودرء الشرور، والتعظيم من الخلق. وبسط هذا الباب ومداواته إذا عرض مبسوط في كتاب " الرقائق " ٣. ومما يلحق بالرياء ترك العمل خشية الرياء، فإن العبد مأمور بطاعة الله، وترك المفسدات، لا بترك العمل لأجل المفسدات. ( نفسه : ٦/٢٠٠ )
١ - خرجه مسلم في صحيحه كتاب الزهد والرقائق، باب :"من أشرك في عمله غير الله" ح: ٤٦. والإمام أحمد في مسنده : ٢/٣٠١-٣٠٥. و ٣/٤٦٦..
٢ - ن : الرعاية لحقوق الله : ٢٠٨ وما بعدها.
- ن إحياء علوم الدين : ٣/٣٢٤-٣٢٥-٣٢٦..

٣ - لم أعثر على هذا الكتاب، مطبوعا ولا مخطوطا. ولم يشر إليه أحد ممن سبقوني في الكتابة عن الإمام القرافي وآثاره العلمية. ولعله يقصد الكتب التي ألفت في هذا الموضوع..
سورة الماعون
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الماعون) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (التكاثر)، وقد ذكَرتْ سوءَ حال مَن لا يؤمن بيوم الحساب، ولا يُعِدُّ له العُدَّة، فيَتقوَّى على الضعيف، ولا يُطعِم المسكينَ، ولا يُقِيم صلاته، وينافق ليُرِيَ الناس، ويمتنع عن مساعدة الناس بما يحتاجون إليه.

ترتيبها المصحفي
107
نوعها
مكية
ألفاظها
25
ترتيب نزولها
17
العد المدني الأول
6
العد المدني الأخير
6
العد البصري
7
العد الكوفي
7
العد الشامي
6

* سورة (الماعون):

سُمِّيت سورة (الماعون) بهذا الاسم؛ لوقوع لفظ (الماعون) في خاتمتها.

1. ذمُّ الكافر المكذِّب بالحساب (١-٣).

2. ذمُّ المنافق (٤-٧).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /380).

التعجيب ممن كذَّبوا بوقوع الساعة وما يتصفون به من الصفاتِ السيئة؛ من الاعتداءِ على الضعفاء، والإمساك عن إطعام المسكين، والإعراض عن الصلاة، ومنعِهم الماعونَ عن الناس.

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /464).