تضمنت السورة نعيا وتنديدا بالذين يكذبون بالآخرة، ويقسون على اليتيم، ويحرمون المسكين من الطعام، ويراؤون في صلاتهم وأعمالهم، ويمنعون ماعونهم عن ذوي الحاجة إليه. وقد روي أن السورة مدنية، كما روي أن آياتها الثلاث الأخيرة فقط هي مدنية. ومع احتمال صحة الرواية الأخيرة استلهاما من مضمون الآيات، فإننا نميل إلى ترجيح كونها مكية جميعها، وكونها عرضا عاما لأهداف الدعوة.
ﰡ
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ أرأيت الذي يكذب بالدين( ١ )١ فذلك الذي يدع٢ اليتيم( ٢ ) ولا يحض على طعام المسكين( ٣ )٣ فويل للمصلين( ٤ )٣ الذين هم عن صلاتهم ساهون( ٥ )٤ الذين هم يراءون( ٦ )٥ ويمنعون الماعون( ٧ )٦ ﴾ [ ١-٧ ]
في الآيات الثلاث الأولى :
١- سؤال تنديدي موجه للسامع عن ذلك الذي يكذب بالحساب والجزاء الأخرويين.
٢- وتقرير بمثابة الجواب بأنه هو الذي لا تأخذه الشفقة على اليتيم فينتهره ويدفعه بشدة، والذي لا تأخذه الرأفة بالمسكين، فلا يطعمه ولا يحض غيره على إطعامه.
وفي الآيات الأربع التالية :
إنذار وسوء دعاء على الذين يصلون وقلوبهم لاهية عما هم فيه. والذين يصدرون في عبادتهم وأعمالهم أمام الله والناس عن رياء وخداع. والذين يمنعون عونهم وبرهم، أو ماعونهم عن المحتاجين إليه.
وقد روي أن السورة جميعا مدنية١ كما روي أن الآيات الثلاث الأخيرة فقط هي المدنية، وطابع الآيات الأربع الأولى مكي، وقد تكررت ألفاظها ومعانيها في السورة المكية كثيرا، وفيما سبق من السور، وقد روي أنها نزلت في أبي جهل ؛ حيث كان وصيا على يتيم فسأله شيئا من ماله فدفعه ولم يعبأ به، كما روي أنها نزلت في أبي سفيان الذي كان ينحر في الأسبوع جزورين، فأتاه يتيم فسأله لحما فقرعه بالعصا٢. أما الآيات الثلاث الأخيرة فإن الصورة التي انطوت فيها قد تكون مدنية من الوجهة الزمنية ؛ لأن صورة المسلم المتظاهر بالإسلام واللاهي عن الصلاة، هي صورة من صور المنافقين في المدينة الذين وصفوا في القرآن المدني بهذه الصفة كما جاء في آية سورة النساء هذه :﴿ إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ﴾.
غير أن الآيات من جهة أخرى متسقة في الوزن ومنسجمة مع الآيات السابقة لها كما هو ظاهر. وحرف الفاء في بدء الآية الرابعة قد يسوغ القول : إن الآيات الثلاث جاءت معقبة على الآيات الأربع السابقة لها.
وعلى هذا فإما أن يكون التنديد في الآيات الثلاث الأخيرة تنديدا بالإنسان المرائي في صلاته وعمله ودينه، المانع معونته عن المحتاج إليها إطلاقا، ومثل هذا يكون في أي مجتمع وظرف. ويكون من هدف الآيات تحذير المؤمنين الأولين من هذا الخلق، وإما أن تكون رواية مدنية الآيات الثلاث صحيحة، وقد أضيفت إلى الأربع حينما أوحي بها لحكمة متصلة بهذه الآيات بدت للنبي صلى الله عليه وسلم.
ونحن نميل إلى ترجيح الاحتمال الأول بسبب التوازن والانسجام، وعدم وضوح الحكمة في إضافة آيات قليلة مدنية إلى آيات قليلة مكية، وتكوين سورة قصيرة من هذه وتلك.
وأسلوب الآيات قد جاء مطلقا، فيكون ما احتوته مستمر المدى والتلقين. وهو ما جرى عليه النظم القرآني بسبيل ذلك مما مرت منه أمثلة عديدة. ولا يتعارض هذا مع ما يمكن أن يصح من نزولها أو نزول بعضها في مناسبة حادث وقع من بعض الأشخاص، فكثير من آيات القرآن وفصوله نزلت في مناسبات معينة بأسلوب مطلق ليكون مستمر المدى والتلقين.
﴿ أرأيت الذي يكذب بالدين( ١ )١ فذلك الذي يدع٢ اليتيم( ٢ ) ولا يحض على طعام المسكين( ٣ )٣ فويل للمصلين( ٤ )٣ الذين هم عن صلاتهم ساهون( ٥ )٤ الذين هم يراءون( ٦ )٥ ويمنعون الماعون( ٧ )٦ ﴾ [ ١-٧ ]
في الآيات الثلاث الأولى :
١- سؤال تنديدي موجه للسامع عن ذلك الذي يكذب بالحساب والجزاء الأخرويين.
٢- وتقرير بمثابة الجواب بأنه هو الذي لا تأخذه الشفقة على اليتيم فينتهره ويدفعه بشدة، والذي لا تأخذه الرأفة بالمسكين، فلا يطعمه ولا يحض غيره على إطعامه.
وفي الآيات الأربع التالية :
إنذار وسوء دعاء على الذين يصلون وقلوبهم لاهية عما هم فيه. والذين يصدرون في عبادتهم وأعمالهم أمام الله والناس عن رياء وخداع. والذين يمنعون عونهم وبرهم، أو ماعونهم عن المحتاجين إليه.
وقد روي أن السورة جميعا مدنية١ كما روي أن الآيات الثلاث الأخيرة فقط هي المدنية، وطابع الآيات الأربع الأولى مكي، وقد تكررت ألفاظها ومعانيها في السورة المكية كثيرا، وفيما سبق من السور، وقد روي أنها نزلت في أبي جهل ؛ حيث كان وصيا على يتيم فسأله شيئا من ماله فدفعه ولم يعبأ به، كما روي أنها نزلت في أبي سفيان الذي كان ينحر في الأسبوع جزورين، فأتاه يتيم فسأله لحما فقرعه بالعصا٢. أما الآيات الثلاث الأخيرة فإن الصورة التي انطوت فيها قد تكون مدنية من الوجهة الزمنية ؛ لأن صورة المسلم المتظاهر بالإسلام واللاهي عن الصلاة، هي صورة من صور المنافقين في المدينة الذين وصفوا في القرآن المدني بهذه الصفة كما جاء في آية سورة النساء هذه :﴿ إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ﴾.
غير أن الآيات من جهة أخرى متسقة في الوزن ومنسجمة مع الآيات السابقة لها كما هو ظاهر. وحرف الفاء في بدء الآية الرابعة قد يسوغ القول : إن الآيات الثلاث جاءت معقبة على الآيات الأربع السابقة لها.
وعلى هذا فإما أن يكون التنديد في الآيات الثلاث الأخيرة تنديدا بالإنسان المرائي في صلاته وعمله ودينه، المانع معونته عن المحتاج إليها إطلاقا، ومثل هذا يكون في أي مجتمع وظرف. ويكون من هدف الآيات تحذير المؤمنين الأولين من هذا الخلق، وإما أن تكون رواية مدنية الآيات الثلاث صحيحة، وقد أضيفت إلى الأربع حينما أوحي بها لحكمة متصلة بهذه الآيات بدت للنبي صلى الله عليه وسلم.
ونحن نميل إلى ترجيح الاحتمال الأول بسبب التوازن والانسجام، وعدم وضوح الحكمة في إضافة آيات قليلة مدنية إلى آيات قليلة مكية، وتكوين سورة قصيرة من هذه وتلك.
وأسلوب الآيات قد جاء مطلقا، فيكون ما احتوته مستمر المدى والتلقين. وهو ما جرى عليه النظم القرآني بسبيل ذلك مما مرت منه أمثلة عديدة. ولا يتعارض هذا مع ما يمكن أن يصح من نزولها أو نزول بعضها في مناسبة حادث وقع من بعض الأشخاص، فكثير من آيات القرآن وفصوله نزلت في مناسبات معينة بأسلوب مطلق ليكون مستمر المدى والتلقين.
﴿ أرأيت الذي يكذب بالدين( ١ )١ فذلك الذي يدع٢ اليتيم( ٢ ) ولا يحض على طعام المسكين( ٣ )٣ فويل للمصلين( ٤ )٣ الذين هم عن صلاتهم ساهون( ٥ )٤ الذين هم يراءون( ٦ )٥ ويمنعون الماعون( ٧ )٦ ﴾ [ ١-٧ ]
في الآيات الثلاث الأولى :
١- سؤال تنديدي موجه للسامع عن ذلك الذي يكذب بالحساب والجزاء الأخرويين.
٢- وتقرير بمثابة الجواب بأنه هو الذي لا تأخذه الشفقة على اليتيم فينتهره ويدفعه بشدة، والذي لا تأخذه الرأفة بالمسكين، فلا يطعمه ولا يحض غيره على إطعامه.
وفي الآيات الأربع التالية :
إنذار وسوء دعاء على الذين يصلون وقلوبهم لاهية عما هم فيه. والذين يصدرون في عبادتهم وأعمالهم أمام الله والناس عن رياء وخداع. والذين يمنعون عونهم وبرهم، أو ماعونهم عن المحتاجين إليه.
وقد روي أن السورة جميعا مدنية١ كما روي أن الآيات الثلاث الأخيرة فقط هي المدنية، وطابع الآيات الأربع الأولى مكي، وقد تكررت ألفاظها ومعانيها في السورة المكية كثيرا، وفيما سبق من السور، وقد روي أنها نزلت في أبي جهل ؛ حيث كان وصيا على يتيم فسأله شيئا من ماله فدفعه ولم يعبأ به، كما روي أنها نزلت في أبي سفيان الذي كان ينحر في الأسبوع جزورين، فأتاه يتيم فسأله لحما فقرعه بالعصا٢. أما الآيات الثلاث الأخيرة فإن الصورة التي انطوت فيها قد تكون مدنية من الوجهة الزمنية ؛ لأن صورة المسلم المتظاهر بالإسلام واللاهي عن الصلاة، هي صورة من صور المنافقين في المدينة الذين وصفوا في القرآن المدني بهذه الصفة كما جاء في آية سورة النساء هذه :﴿ إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ﴾.
غير أن الآيات من جهة أخرى متسقة في الوزن ومنسجمة مع الآيات السابقة لها كما هو ظاهر. وحرف الفاء في بدء الآية الرابعة قد يسوغ القول : إن الآيات الثلاث جاءت معقبة على الآيات الأربع السابقة لها.
وعلى هذا فإما أن يكون التنديد في الآيات الثلاث الأخيرة تنديدا بالإنسان المرائي في صلاته وعمله ودينه، المانع معونته عن المحتاج إليها إطلاقا، ومثل هذا يكون في أي مجتمع وظرف. ويكون من هدف الآيات تحذير المؤمنين الأولين من هذا الخلق، وإما أن تكون رواية مدنية الآيات الثلاث صحيحة، وقد أضيفت إلى الأربع حينما أوحي بها لحكمة متصلة بهذه الآيات بدت للنبي صلى الله عليه وسلم.
ونحن نميل إلى ترجيح الاحتمال الأول بسبب التوازن والانسجام، وعدم وضوح الحكمة في إضافة آيات قليلة مدنية إلى آيات قليلة مكية، وتكوين سورة قصيرة من هذه وتلك.
وأسلوب الآيات قد جاء مطلقا، فيكون ما احتوته مستمر المدى والتلقين. وهو ما جرى عليه النظم القرآني بسبيل ذلك مما مرت منه أمثلة عديدة. ولا يتعارض هذا مع ما يمكن أن يصح من نزولها أو نزول بعضها في مناسبة حادث وقع من بعض الأشخاص، فكثير من آيات القرآن وفصوله نزلت في مناسبات معينة بأسلوب مطلق ليكون مستمر المدى والتلقين.
﴿ أرأيت الذي يكذب بالدين( ١ )١ فذلك الذي يدع٢ اليتيم( ٢ ) ولا يحض على طعام المسكين( ٣ )٣ فويل للمصلين( ٤ )٣ الذين هم عن صلاتهم ساهون( ٥ )٤ الذين هم يراءون( ٦ )٥ ويمنعون الماعون( ٧ )٦ ﴾ [ ١-٧ ]
في الآيات الثلاث الأولى :
١- سؤال تنديدي موجه للسامع عن ذلك الذي يكذب بالحساب والجزاء الأخرويين.
٢- وتقرير بمثابة الجواب بأنه هو الذي لا تأخذه الشفقة على اليتيم فينتهره ويدفعه بشدة، والذي لا تأخذه الرأفة بالمسكين، فلا يطعمه ولا يحض غيره على إطعامه.
وفي الآيات الأربع التالية :
إنذار وسوء دعاء على الذين يصلون وقلوبهم لاهية عما هم فيه. والذين يصدرون في عبادتهم وأعمالهم أمام الله والناس عن رياء وخداع. والذين يمنعون عونهم وبرهم، أو ماعونهم عن المحتاجين إليه.
وقد روي أن السورة جميعا مدنية١ كما روي أن الآيات الثلاث الأخيرة فقط هي المدنية، وطابع الآيات الأربع الأولى مكي، وقد تكررت ألفاظها ومعانيها في السورة المكية كثيرا، وفيما سبق من السور، وقد روي أنها نزلت في أبي جهل ؛ حيث كان وصيا على يتيم فسأله شيئا من ماله فدفعه ولم يعبأ به، كما روي أنها نزلت في أبي سفيان الذي كان ينحر في الأسبوع جزورين، فأتاه يتيم فسأله لحما فقرعه بالعصا٢. أما الآيات الثلاث الأخيرة فإن الصورة التي انطوت فيها قد تكون مدنية من الوجهة الزمنية ؛ لأن صورة المسلم المتظاهر بالإسلام واللاهي عن الصلاة، هي صورة من صور المنافقين في المدينة الذين وصفوا في القرآن المدني بهذه الصفة كما جاء في آية سورة النساء هذه :﴿ إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ﴾.
غير أن الآيات من جهة أخرى متسقة في الوزن ومنسجمة مع الآيات السابقة لها كما هو ظاهر. وحرف الفاء في بدء الآية الرابعة قد يسوغ القول : إن الآيات الثلاث جاءت معقبة على الآيات الأربع السابقة لها.
وعلى هذا فإما أن يكون التنديد في الآيات الثلاث الأخيرة تنديدا بالإنسان المرائي في صلاته وعمله ودينه، المانع معونته عن المحتاج إليها إطلاقا، ومثل هذا يكون في أي مجتمع وظرف. ويكون من هدف الآيات تحذير المؤمنين الأولين من هذا الخلق، وإما أن تكون رواية مدنية الآيات الثلاث صحيحة، وقد أضيفت إلى الأربع حينما أوحي بها لحكمة متصلة بهذه الآيات بدت للنبي صلى الله عليه وسلم.
ونحن نميل إلى ترجيح الاحتمال الأول بسبب التوازن والانسجام، وعدم وضوح الحكمة في إضافة آيات قليلة مدنية إلى آيات قليلة مكية، وتكوين سورة قصيرة من هذه وتلك.
وأسلوب الآيات قد جاء مطلقا، فيكون ما احتوته مستمر المدى والتلقين. وهو ما جرى عليه النظم القرآني بسبيل ذلك مما مرت منه أمثلة عديدة. ولا يتعارض هذا مع ما يمكن أن يصح من نزولها أو نزول بعضها في مناسبة حادث وقع من بعض الأشخاص، فكثير من آيات القرآن وفصوله نزلت في مناسبات معينة بأسلوب مطلق ليكون مستمر المدى والتلقين.
﴿ أرأيت الذي يكذب بالدين( ١ )١ فذلك الذي يدع٢ اليتيم( ٢ ) ولا يحض على طعام المسكين( ٣ )٣ فويل للمصلين( ٤ )٣ الذين هم عن صلاتهم ساهون( ٥ )٤ الذين هم يراءون( ٦ )٥ ويمنعون الماعون( ٧ )٦ ﴾ [ ١-٧ ]
في الآيات الثلاث الأولى :
١- سؤال تنديدي موجه للسامع عن ذلك الذي يكذب بالحساب والجزاء الأخرويين.
٢- وتقرير بمثابة الجواب بأنه هو الذي لا تأخذه الشفقة على اليتيم فينتهره ويدفعه بشدة، والذي لا تأخذه الرأفة بالمسكين، فلا يطعمه ولا يحض غيره على إطعامه.
وفي الآيات الأربع التالية :
إنذار وسوء دعاء على الذين يصلون وقلوبهم لاهية عما هم فيه. والذين يصدرون في عبادتهم وأعمالهم أمام الله والناس عن رياء وخداع. والذين يمنعون عونهم وبرهم، أو ماعونهم عن المحتاجين إليه.
وقد روي أن السورة جميعا مدنية١ كما روي أن الآيات الثلاث الأخيرة فقط هي المدنية، وطابع الآيات الأربع الأولى مكي، وقد تكررت ألفاظها ومعانيها في السورة المكية كثيرا، وفيما سبق من السور، وقد روي أنها نزلت في أبي جهل ؛ حيث كان وصيا على يتيم فسأله شيئا من ماله فدفعه ولم يعبأ به، كما روي أنها نزلت في أبي سفيان الذي كان ينحر في الأسبوع جزورين، فأتاه يتيم فسأله لحما فقرعه بالعصا٢. أما الآيات الثلاث الأخيرة فإن الصورة التي انطوت فيها قد تكون مدنية من الوجهة الزمنية ؛ لأن صورة المسلم المتظاهر بالإسلام واللاهي عن الصلاة، هي صورة من صور المنافقين في المدينة الذين وصفوا في القرآن المدني بهذه الصفة كما جاء في آية سورة النساء هذه :﴿ إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ﴾.
غير أن الآيات من جهة أخرى متسقة في الوزن ومنسجمة مع الآيات السابقة لها كما هو ظاهر. وحرف الفاء في بدء الآية الرابعة قد يسوغ القول : إن الآيات الثلاث جاءت معقبة على الآيات الأربع السابقة لها.
وعلى هذا فإما أن يكون التنديد في الآيات الثلاث الأخيرة تنديدا بالإنسان المرائي في صلاته وعمله ودينه، المانع معونته عن المحتاج إليها إطلاقا، ومثل هذا يكون في أي مجتمع وظرف. ويكون من هدف الآيات تحذير المؤمنين الأولين من هذا الخلق، وإما أن تكون رواية مدنية الآيات الثلاث صحيحة، وقد أضيفت إلى الأربع حينما أوحي بها لحكمة متصلة بهذه الآيات بدت للنبي صلى الله عليه وسلم.
ونحن نميل إلى ترجيح الاحتمال الأول بسبب التوازن والانسجام، وعدم وضوح الحكمة في إضافة آيات قليلة مدنية إلى آيات قليلة مكية، وتكوين سورة قصيرة من هذه وتلك.
وأسلوب الآيات قد جاء مطلقا، فيكون ما احتوته مستمر المدى والتلقين. وهو ما جرى عليه النظم القرآني بسبيل ذلك مما مرت منه أمثلة عديدة. ولا يتعارض هذا مع ما يمكن أن يصح من نزولها أو نزول بعضها في مناسبة حادث وقع من بعض الأشخاص، فكثير من آيات القرآن وفصوله نزلت في مناسبات معينة بأسلوب مطلق ليكون مستمر المدى والتلقين.
﴿ أرأيت الذي يكذب بالدين( ١ )١ فذلك الذي يدع٢ اليتيم( ٢ ) ولا يحض على طعام المسكين( ٣ )٣ فويل للمصلين( ٤ )٣ الذين هم عن صلاتهم ساهون( ٥ )٤ الذين هم يراءون( ٦ )٥ ويمنعون الماعون( ٧ )٦ ﴾ [ ١-٧ ]
في الآيات الثلاث الأولى :
١- سؤال تنديدي موجه للسامع عن ذلك الذي يكذب بالحساب والجزاء الأخرويين.
٢- وتقرير بمثابة الجواب بأنه هو الذي لا تأخذه الشفقة على اليتيم فينتهره ويدفعه بشدة، والذي لا تأخذه الرأفة بالمسكين، فلا يطعمه ولا يحض غيره على إطعامه.
وفي الآيات الأربع التالية :
إنذار وسوء دعاء على الذين يصلون وقلوبهم لاهية عما هم فيه. والذين يصدرون في عبادتهم وأعمالهم أمام الله والناس عن رياء وخداع. والذين يمنعون عونهم وبرهم، أو ماعونهم عن المحتاجين إليه.
وقد روي أن السورة جميعا مدنية١ كما روي أن الآيات الثلاث الأخيرة فقط هي المدنية، وطابع الآيات الأربع الأولى مكي، وقد تكررت ألفاظها ومعانيها في السورة المكية كثيرا، وفيما سبق من السور، وقد روي أنها نزلت في أبي جهل ؛ حيث كان وصيا على يتيم فسأله شيئا من ماله فدفعه ولم يعبأ به، كما روي أنها نزلت في أبي سفيان الذي كان ينحر في الأسبوع جزورين، فأتاه يتيم فسأله لحما فقرعه بالعصا٢. أما الآيات الثلاث الأخيرة فإن الصورة التي انطوت فيها قد تكون مدنية من الوجهة الزمنية ؛ لأن صورة المسلم المتظاهر بالإسلام واللاهي عن الصلاة، هي صورة من صور المنافقين في المدينة الذين وصفوا في القرآن المدني بهذه الصفة كما جاء في آية سورة النساء هذه :﴿ إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ﴾.
غير أن الآيات من جهة أخرى متسقة في الوزن ومنسجمة مع الآيات السابقة لها كما هو ظاهر. وحرف الفاء في بدء الآية الرابعة قد يسوغ القول : إن الآيات الثلاث جاءت معقبة على الآيات الأربع السابقة لها.
وعلى هذا فإما أن يكون التنديد في الآيات الثلاث الأخيرة تنديدا بالإنسان المرائي في صلاته وعمله ودينه، المانع معونته عن المحتاج إليها إطلاقا، ومثل هذا يكون في أي مجتمع وظرف. ويكون من هدف الآيات تحذير المؤمنين الأولين من هذا الخلق، وإما أن تكون رواية مدنية الآيات الثلاث صحيحة، وقد أضيفت إلى الأربع حينما أوحي بها لحكمة متصلة بهذه الآيات بدت للنبي صلى الله عليه وسلم.
ونحن نميل إلى ترجيح الاحتمال الأول بسبب التوازن والانسجام، وعدم وضوح الحكمة في إضافة آيات قليلة مدنية إلى آيات قليلة مكية، وتكوين سورة قصيرة من هذه وتلك.
وأسلوب الآيات قد جاء مطلقا، فيكون ما احتوته مستمر المدى والتلقين. وهو ما جرى عليه النظم القرآني بسبيل ذلك مما مرت منه أمثلة عديدة. ولا يتعارض هذا مع ما يمكن أن يصح من نزولها أو نزول بعضها في مناسبة حادث وقع من بعض الأشخاص، فكثير من آيات القرآن وفصوله نزلت في مناسبات معينة بأسلوب مطلق ليكون مستمر المدى والتلقين.