تفسير سورة الماعون

لطائف الإشارات

تفسير سورة سورة الماعون من كتاب تفسير القشيري المعروف بـلطائف الإشارات.
لمؤلفه القشيري . المتوفي سنة 465 هـ

سورة الدّين
«١» قوله جل ذكره: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ».
«بِسْمِ اللَّهِ» كلمة سماعها غذاء أرواح المحبين، ضياء أسرار الواجدين، شفاء قلوب المتيّمين بلاء مهج المساكين، دواء كلّ فقير مسكين «٢».
قوله جل ذكره:
[سورة الماعون (١٠٧) : الآيات ١ الى ٧]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (١) فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (٢) وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (٣) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤)
الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ (٥) الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ (٦) وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ (٧)
نزلت الآية على جهة التوبيخ، والتعجّب من شأن تظلّم اليتيم من الكفار.
فقال: أرأيت الذي يكذّب بالدين، وبالحساب والجزاء؟
«فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ» يدفعه بجفوة، ويقال: يدفعه عن حقّه «٣».
«وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ» أي: لا يحثّ على إطعام المسكين، وإنما يدعّ اليتيم لأنّ الله تعالى قد نزع الرحمة من قلبه، ولا تنزع الرحمة إلّا من قلب شقيّ.
وهو لا يحث على طعام المسكين، لأنه في شحّ نفسه وأمر بخله.
قوله جل ذكره: «فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ»
(١) يقول السيوطي في إتقانه: تسمى سورة أرأيت، وسورة الدين، وسورة الماعون (الإتقان ح ١ ص ٥٥) [.....]
(٢) مرة أخرى نلفت النظر إلى ما بين إشارات البسملة والجو العام للسورة.
(٣) قال ابن جريح: نزلت في أبى سفيان، وكان ينحر في كل أسبوع جزورا فطلب منه يتيم شيئا، فقرعه بعصاه.
773
السّاهى عن الصبرة الذي لا يصلّى. ولم يقل: الذين هم في صلاتهم ساهون.. ولو قال ذلك لكان الأمر عظيما.
«الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ» : أي يصلون ويفعلون ذلك على رؤية الناس- لا إخلاص لهم «وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ» الماعون. مثل الماء، والنار، والكلأ، والفأس، والقدر وغير ذلك من آلة البيت، ويدخل في هذا: البخل، والشّحّ بما ينفع الخلق مما هو ممكن ومستطاع.
774
سورة الماعون
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الماعون) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (التكاثر)، وقد ذكَرتْ سوءَ حال مَن لا يؤمن بيوم الحساب، ولا يُعِدُّ له العُدَّة، فيَتقوَّى على الضعيف، ولا يُطعِم المسكينَ، ولا يُقِيم صلاته، وينافق ليُرِيَ الناس، ويمتنع عن مساعدة الناس بما يحتاجون إليه.

ترتيبها المصحفي
107
نوعها
مكية
ألفاظها
25
ترتيب نزولها
17
العد المدني الأول
6
العد المدني الأخير
6
العد البصري
7
العد الكوفي
7
العد الشامي
6

* سورة (الماعون):

سُمِّيت سورة (الماعون) بهذا الاسم؛ لوقوع لفظ (الماعون) في خاتمتها.

1. ذمُّ الكافر المكذِّب بالحساب (١-٣).

2. ذمُّ المنافق (٤-٧).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /380).

التعجيب ممن كذَّبوا بوقوع الساعة وما يتصفون به من الصفاتِ السيئة؛ من الاعتداءِ على الضعفاء، والإمساك عن إطعام المسكين، والإعراض عن الصلاة، ومنعِهم الماعونَ عن الناس.

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /464).