تفسير سورة القدر

تفسير النسفي

تفسير سورة سورة القدر من كتاب مدارك التنزيل وحقائق التأويل المعروف بـتفسير النسفي.
لمؤلفه أبو البركات النسفي . المتوفي سنة 710 هـ
سورة القدر مكية، وقيل مدنية، وهى خمس آيات.

إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١)
﴿إِنَّا أنزلناه فِى لَيْلَةِ القدر﴾ عظم القرآن حيث أسند إنزاله إليه دون غيره وجاء بضميره دون اسمه الظاهر للاستغناء عن التنبيه عليه ورفع مقدار الوقت الذي أنزله فيه روي أنه أنزل جملة في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ثم كان ينزله جبريل على رسول الله ﷺ فى ثلاث عشرين سنة ومعنى ليلة القدر ليلة تقدير الأمور وقضائها والقدر بمعنى التقدير أو سميت بذلك لشرفها على سائر الليالي وهي ليلة السابع والعشرين من رمضان كذا روى أبو حنيفة رحمه الله عن عاصم عن ذرأن أبيّ بن كعب كان يحلف على ليلة القدر أنها ليلة السابع والعشرين من رمضان وعليه الجمهور ولعل الداعي إلى إخفائها أن يحي من يريدها الليالي الكثيرة طلباً لموافقتها وهذا كإخفاء الصلاة الوسطى واسمه الأعظم وساعة الإجابة في الجمعة ورضاه في الطاعات وغضبه في المعاصي وفي الحديث من أدركها يقول اللهم إنك عفوٌّ تحب العفو فاعف عني
وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢)
﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القدر﴾ أي لم تبلغ درايتك غاية فضلها ثم بين له ذلك بقوله
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣)
﴿لَيْلَةُ القدر خَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ ليس فيها ليلة القدر وسبب ارتقاء فضلها إلى هذه الغاية ما يوجد فيها من تنزل الملائكة والروح وفصل كل أمر حكيم وذكر في تخصيص هذه المدة أن النبى عليه السلام ذكر رجلا من بنى إسرائيل فبس السلاح في سبيل الله ألف شهر فعجب المؤمنون من ذلك وتقاصرت إليهم أعمالهم فأعطوا ليلة هى خير من مدة ذلك كالغازى
تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤)
﴿تَنَزَّلُ الملائكة﴾ إلى السماء الدنيا أو إلى الأرض ﴿والروح﴾ جبريل أو خلق من الملائكة لا تراهم الملائكة إلا تلك الليلة أو الرجمة ﴿فِيهَا بِإِذْنِ رَبّهِم مّن كُلّ أَمْرٍ﴾ أي تنزل من أجل كل أمر قضاه الله لتلك السنة إلى قابل وعليه وقف
سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (٥)
﴿سلام هي﴾ ما هى إلاسلامة خبر ومبتدأ أي لا يقدّر الله فيها إلا السلامة والخير ويقتضى في غيرها بلاء وسلامة أو ما هي الاسلام لكثرة ما يسلمون على المؤمنين قيل لا يلقون مؤمناً ولا مؤمنة إلا سلموا عليه في تلك الليلة ﴿حتى مَطْلَعِ الفجر﴾ أي إلى وقت طلوع الفجر وبكسر اللام علي وخلف وقد حرم من السلام الذين كفروا والله أعلم
666
سورة البينة مختلف فيها وهي ثمان آيات

بسم الله الرحمن الرحيم

667
سورة القدر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (القَدْرِ) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (عبَسَ)، وقد نزلت في الحديثِ عن (ليلة القَدْر) وفضلها، وأنها إنما اكتسبت هذا الفضلَ لنزولِ القرآن فيها، وتحدَّثتْ عن خواصِّ هذه الليلة؛ من نزولِ الملائكة فيها، وتفضيلِها على ألفِ شهرٍ، وكلُّ ذلك تعظيمًا لشأنِ القرآن الكريم.

ترتيبها المصحفي
97
نوعها
مكية
ألفاظها
30
ترتيب نزولها
25
العد المدني الأول
5
العد المدني الأخير
5
العد البصري
5
العد الكوفي
5
العد الشامي
6

* سورة (القَدْرِ):

سُمِّيت سورة (القَدْرِ) بهذا الاسم؛ لذكرِ هذا اللفظ في افتتاحها، وتَكْرارِه فيها، ووصفِ القرآن بأنه نزل في هذه الليلة، وكونِ السورة كلِّها تتحدث عن (ليلة القَدْر).

1. عِظَمُ ليلة القدر (١-٣).

2. خواصُّ هذه الليلة (٤-٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /264).

يقول ابنُ عاشور عن مقاصدها: «التنويه بفضلِ القرآن وعظمتِه؛ بإسناد إنزاله إلى الله تعالى.
والرد على الذين جحَدوا أن يكونَ القرآن منزلًا من الله تعالى.
ورفعُ شأن الوقت الذي أُنزِل فيه.

ونزول الملائكة في ليلة إنزاله.

وتفضيل الليلة التي توافِقُ ليلةَ إنزاله من كلِّ عام.
ويستتبِعُ ذلك تحريضَ المسلمين على تحيُّنِ ليلة القَدْرِ بالقيام والتصدُّق». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /455).