تفسير سورة القدر

تفسير مقاتل بن سليمان

تفسير سورة سورة القدر من كتاب تفسير مقاتل بن سليمان
لمؤلفه مقاتل بن سليمان . المتوفي سنة 150 هـ
سورة القدر
مدنية، عددها خمس آيات كوفي.

قوله: ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ ﴾ يعني القرآن أنزله الله عز وجل من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا، إلى السفرة، وهم الكتبة من الملائكة، كان ينزل تلك الليلة من الوحى على قدر ما ينزل به جبريل، عليه السلام، على النبي صلى الله عليه وسلم في السنة كلها إلى مثلها من قابل حتى نزل القرآن كله ﴿ فِي لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ ﴾ [آية: ١] من شهر رمضان من السماء، ثم قال: ﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ ﴾ [آية: ٢] تعظيماً لها، ثم أخبر عنها، فقال: ﴿ لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [آية: ٣] يقول: العمل فيها خير من العمل في ألف شهر فيما سواها ليس فيها ليلة القدر ﴿ تَنَزَّلُ ٱلْمَلاَئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا ﴾ في تلك الليلة عند غروب الشمس ﴿ بِإِذْنِ رَبِّهِم ﴾ يعني بأمر ربهم ﴿ مِّن كُلِّ أَمْرٍ ﴾ [آية: ٤] ينزلون فيها بالرحمة، وبكل أمر قدره الله وقضاه في تلك السنة، ينزلون فيها ما يكون في تلك السنة إلى مثلها من قابل، ثم أخبر عن تلك الليلة، فقال: ﴿ سَلاَمٌ هِيَ ﴾ هى سلام وبركة وخير ﴿ حَتَّىٰ مَطْلَعِ ٱلْفَجْرِ ﴾ [آية: ٥].
حدثنا عبدالله بن ثابت، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا الهذيل، قال: أخبرني مقاتل بن حيان، عن الضحاك بن مزاحم، عن أنس بن مالك، عن مقاتل بن سليمان، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: الروح على صورة إنسان عظيم الخلقة، وهو الذي قال الله عز وجل:﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ ﴾[الإسراء: ٨٥]، وهو الملك، وهو يقوم مع الملائكة صفاً.
سورة القدر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (القَدْرِ) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (عبَسَ)، وقد نزلت في الحديثِ عن (ليلة القَدْر) وفضلها، وأنها إنما اكتسبت هذا الفضلَ لنزولِ القرآن فيها، وتحدَّثتْ عن خواصِّ هذه الليلة؛ من نزولِ الملائكة فيها، وتفضيلِها على ألفِ شهرٍ، وكلُّ ذلك تعظيمًا لشأنِ القرآن الكريم.

ترتيبها المصحفي
97
نوعها
مكية
ألفاظها
30
ترتيب نزولها
25
العد المدني الأول
5
العد المدني الأخير
5
العد البصري
5
العد الكوفي
5
العد الشامي
6

* سورة (القَدْرِ):

سُمِّيت سورة (القَدْرِ) بهذا الاسم؛ لذكرِ هذا اللفظ في افتتاحها، وتَكْرارِه فيها، ووصفِ القرآن بأنه نزل في هذه الليلة، وكونِ السورة كلِّها تتحدث عن (ليلة القَدْر).

1. عِظَمُ ليلة القدر (١-٣).

2. خواصُّ هذه الليلة (٤-٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /264).

يقول ابنُ عاشور عن مقاصدها: «التنويه بفضلِ القرآن وعظمتِه؛ بإسناد إنزاله إلى الله تعالى.
والرد على الذين جحَدوا أن يكونَ القرآن منزلًا من الله تعالى.
ورفعُ شأن الوقت الذي أُنزِل فيه.

ونزول الملائكة في ليلة إنزاله.

وتفضيل الليلة التي توافِقُ ليلةَ إنزاله من كلِّ عام.
ويستتبِعُ ذلك تحريضَ المسلمين على تحيُّنِ ليلة القَدْرِ بالقيام والتصدُّق». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /455).