تفسير سورة القدر

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

تفسير سورة سورة القدر من كتاب الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
لمؤلفه الكَازَرُوني . المتوفي سنة 923 هـ

لَمَّا أمر بقراءة القرآن، بين كيفية نزوله فقال: ﴿ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ ﴾ أي: القرآن جملة إلى بيت العزة ﴿ فِي لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ ﴾: سُمِّيت به لشرفها ولتقدير الأمور فيها، وهي من رمضان لنص:﴿ ٱلَّذِيۤ أُنْزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ ﴾[البقرة: ١٨٥]، ولمن يبهمها في ليالي السنة أن يقول: يمكن نزوله جملة إلى السماء فيها، ونزول نجومه فيه أو بالعكس وقد قيل: بالكل، وثبت بالسنة أنها في أوتار العشر الأخير، وبالأخبار والآثار أنها في الحادي والعشرين، أو الثالث والعشرين، أو السابع والعشرين أرجى، وسيأتي ما يؤيد الأخير ﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ ﴾ أعلمك يا محمدُ! ﴿ مَا لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ ﴾: لعظمتها ﴿ لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾: ثلاثة وثمانين سنة وأربعة أشهر، فالطاعة فيها خير من الطاعة فيه إذا خلال منها ﴿ تَنَزَّلُ ﴾: تتنزل ﴿ ٱلْمَلاَئِكَةُ ﴾: من كل سماء ﴿ وَٱلرُّوحُ ﴾: جبريل كما مر في النبأ ﴿ فِيهَا بِإِذْنِ ﴾: بأمر ﴿ رَبِّهِم مِّن ﴾: أجل ﴿ كُلِّ أَمْرٍ ﴾: أو بكل أمر قد في تلك السنة، ويؤمنون على دعاء العباد ويصافحونهم، وعلامتها: اقشعرار وبكاء ﴿ سَلاَمٌ هِيَ ﴾: إذا لا يقدر فيعل إلاَّ السلامة، وتقدير البلاء في غيرها أو الملائكة يسلمون عليهم ﴿ حَتَّىٰ مَطْلَعِ ﴾: أي: وقت طلوع ﴿ ٱلْفَجْرِ ﴾: وعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن " هي " ابتداء كلام، وإشارة إلى أنها ليلة السابع والعشرين، لأنه السابع والعشرون من كلمات السورة، وقيل: أشار إليه بتكرير ليلة القدر ثلاثاً، فإنه سبع وعشرون حرفا - اللهُ أعْلمُ بالصّواب وإليْه المرْجعُ والمآب.
سورة القدر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (القَدْرِ) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (عبَسَ)، وقد نزلت في الحديثِ عن (ليلة القَدْر) وفضلها، وأنها إنما اكتسبت هذا الفضلَ لنزولِ القرآن فيها، وتحدَّثتْ عن خواصِّ هذه الليلة؛ من نزولِ الملائكة فيها، وتفضيلِها على ألفِ شهرٍ، وكلُّ ذلك تعظيمًا لشأنِ القرآن الكريم.

ترتيبها المصحفي
97
نوعها
مكية
ألفاظها
30
ترتيب نزولها
25
العد المدني الأول
5
العد المدني الأخير
5
العد البصري
5
العد الكوفي
5
العد الشامي
6

* سورة (القَدْرِ):

سُمِّيت سورة (القَدْرِ) بهذا الاسم؛ لذكرِ هذا اللفظ في افتتاحها، وتَكْرارِه فيها، ووصفِ القرآن بأنه نزل في هذه الليلة، وكونِ السورة كلِّها تتحدث عن (ليلة القَدْر).

1. عِظَمُ ليلة القدر (١-٣).

2. خواصُّ هذه الليلة (٤-٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /264).

يقول ابنُ عاشور عن مقاصدها: «التنويه بفضلِ القرآن وعظمتِه؛ بإسناد إنزاله إلى الله تعالى.
والرد على الذين جحَدوا أن يكونَ القرآن منزلًا من الله تعالى.
ورفعُ شأن الوقت الذي أُنزِل فيه.

ونزول الملائكة في ليلة إنزاله.

وتفضيل الليلة التي توافِقُ ليلةَ إنزاله من كلِّ عام.
ويستتبِعُ ذلك تحريضَ المسلمين على تحيُّنِ ليلة القَدْرِ بالقيام والتصدُّق». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /455).