تفسير سورة القدر

جامع البيان في تفسير القرآن

تفسير سورة سورة القدر من كتاب جامع البيان في تفسير القرآن
لمؤلفه الإيجي محيي الدين . المتوفي سنة 905 هـ
سورة القدر مكية، وهي خمس آيات.

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ إنا أنزلناه١، أي : القرآن، ﴿ في ليلة٢ القدر ﴾ : لعظمة شأنها.
١ ذكر الواحدي: أنها أول سورة نزلت بالمدينة/١٢ وجيز..
٢ أخرج ابن الضريس وابن جرير، وابن المنذر وابن أبي حاتم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله:"إنا أنزلناه في ليلة القدر"، قال: أنزل القرآن في ليلة القدر جملة واحدة عن الذكر، الذي عند رب العزة حتى وضع في بيت العزة في السماء الدنيا، ثم جعل جبريل ينزل على محمد بجواب كلام العباد وأعمالهم/١٢ در منثور..
﴿ وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر ﴾، أي : من ألف١ شهر ليس فيها تلك الليلة، والعمل في تلك الليلة أفضل من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، ولذلك ثبت في الصحيحين " من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " نزلت حين ذكر عليه السلام " رجلا من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، فعجب الصحابة من ذلك "، فأعطوا ليلة خيرا من مدة ذلك الغازي، والأصح أنها من خصائص هذه الأمة، وأنها في رمضان، وأنها في العشر الأواخر، وأنها في أوتارها، وأنها تختلف في السنين جمعا بين الأحاديث، ولا خلاف بين السلف في أنها باقية٢ إلى يوم القيامة، سميت بها لأنها ليلة تقدير الأمور والأحكام إلى السنة المقبلة، أو لمنزلتها وقدرها عند الله.
١ وهي ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر/١٢ فتح..
٢ لا كما زعم بعض طوائف الشيعة من رفعها على ما فهموه، من الحديث الذي فيه: "فرفعت"، والمراد منه رفع علم وقتها بعينها، لأنه قال:" فالتمسوها في التاسعة، والخامسة، والسابعة:/١٢ منه..
﴿ تنزل الملائكة والروح ﴾ : جبريل، أو ضرب من الملائكة، ﴿ فيها بإذن ربهم ﴾، مع نزول البركة، والرحمة، قال عليه السلام :" الملائكة في الأرض في تلك الليلة أكثر من عدد الحصى "، وعن كعب الأحبار :" لا يبقى بقعة إلا وعليها ملك يدعو للمؤمنين والمؤمنات، سوى كنيسة، أو بيت نار، أو وثن، أو موضع فيه النجاسات، أو السكران، أو الجرس، وجبريل لا يدع أحدا إلا صافحه، فمن اقشعر، ورق قلبه، ودمعت عيناه، فمن أثر مصافحته، ﴿ من كل أمر ﴾، أي : تتنزل من أجل كل أمر قدر في تلك السنة.
﴿ سلام هي ﴾، ليس هي إلا سلامة لا يقدر فيها شر وبلاء، أو لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا، أو ما هي إلا سلام لكثرة سلام الملائكة على أهل المساجد، وعن مجاهد : سلام هي من كل أمر وخطر، ﴿ حتى مطلع الفجر ﴾، غاية تبين تعميم السلامة، أو السلام كل الليلة، أي : وقت طلوعه، والمطلع بالكسر أيضا مصدر كالمرجع، أو اسم زمان كالمشرق على خلاف القياس، ويستحب أن يكثر فيها من قول " اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ".
والحمد لله.
سورة القدر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (القَدْرِ) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (عبَسَ)، وقد نزلت في الحديثِ عن (ليلة القَدْر) وفضلها، وأنها إنما اكتسبت هذا الفضلَ لنزولِ القرآن فيها، وتحدَّثتْ عن خواصِّ هذه الليلة؛ من نزولِ الملائكة فيها، وتفضيلِها على ألفِ شهرٍ، وكلُّ ذلك تعظيمًا لشأنِ القرآن الكريم.

ترتيبها المصحفي
97
نوعها
مكية
ألفاظها
30
ترتيب نزولها
25
العد المدني الأول
5
العد المدني الأخير
5
العد البصري
5
العد الكوفي
5
العد الشامي
6

* سورة (القَدْرِ):

سُمِّيت سورة (القَدْرِ) بهذا الاسم؛ لذكرِ هذا اللفظ في افتتاحها، وتَكْرارِه فيها، ووصفِ القرآن بأنه نزل في هذه الليلة، وكونِ السورة كلِّها تتحدث عن (ليلة القَدْر).

1. عِظَمُ ليلة القدر (١-٣).

2. خواصُّ هذه الليلة (٤-٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /264).

يقول ابنُ عاشور عن مقاصدها: «التنويه بفضلِ القرآن وعظمتِه؛ بإسناد إنزاله إلى الله تعالى.
والرد على الذين جحَدوا أن يكونَ القرآن منزلًا من الله تعالى.
ورفعُ شأن الوقت الذي أُنزِل فيه.

ونزول الملائكة في ليلة إنزاله.

وتفضيل الليلة التي توافِقُ ليلةَ إنزاله من كلِّ عام.
ويستتبِعُ ذلك تحريضَ المسلمين على تحيُّنِ ليلة القَدْرِ بالقيام والتصدُّق». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /455).