تفسير سورة القدر

التفسير الشامل

تفسير سورة سورة القدر من كتاب التفسير الشامل
لمؤلفه أمير عبد العزيز . المتوفي سنة 2005 هـ
هذه السورة مدنية، وآياتها خمس. وقيل : مكية.

بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ إنا أنزلناه في ليلة القدر ١ وما أدراك ما ليلة القدر ٢ ليلة القدر خير من ألف شهر ٣ تنزّل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ٤ سلام هي حتى مطلع الفجر ﴾.
ذلك إخبار من الله عن إنزال القرآن في ليلة القدر. وهي الليلة المباركة الفضلى، وفي بركتها يقول الله سبحانه :﴿ إنا أنزلناه في ليلة مباركة ﴾ والمراد بها ليلة القدر. وهي من شهر رمضان. قال ابن عباس : أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله. وسميت هذه الليلة المباركة بليلة القدر لشرفها وعظيم قدرها. وقيل : سميت بذلك، لأن للطاعات فيها قدرا عظيما وثوابا جزيلا. وقيل : سميت بذلك، لأن الله أنزل فيها كتابا ذا قدر، على رسول ذي قدر، وعلى أمة ذات قدر. ثم قال على سبيل التعظيم والتفخيم لهذه الليلة :﴿ وما أدراك ما ليلة القدر ﴾.
قوله :﴿ وما أدراك ما ليلة القدر ﴾ يعني : وما أشعرك يا محمد أي شيء ليلة القدر.
قوله :﴿ ليلة القدر خير من ألف شهر ﴾ واختلفوا في المراد بخيريّتها هذه. وجملة ذلك أن العمل بطاعة الله في ليلة القدر خير من العمل في غيرها ألف شهر، سواء في ذلك صيامها وقيامها وسائر العبادات فيها.
قوله :﴿ تنزّل الملائكة والروح فيها ﴾ أي إن الملائكة نهبط من السماء إلى الأرض في هذه الليلة المباركة وجبريل معهم وهو الروح. ووجه ذكره بعد دخوله في الملائكة تشريفه وتعظيم شأنه.
قوله :﴿ بإذن ربهم من كل أمر ﴾ أي يتنزّلون إلى الأرض بإذن ربهم من أجل كل أمر قضاه الله لتلك السنة إلى مثلها من قابل، وذلك من رزق وأجل وغير ذلك.
قوله :﴿ سلام هي حتى مطلع الفجر ﴾ هي في محل رفع مبتدإ. سلام خبر مقدم ١. والمعنى : إن ليلة القدر بفضلها وبركتها سلام من الشر كله، من أول الليلة إلى طلوع فجرها، فهي خير كلها إلى مطلع فجرها.
وقد اختلف العلماء في تعيين ليلة القدر. والذي عليه أكثرهم أنها ليلة سبع وعشرين. ومن علامات هذه الليلة المباركة أن الشمس تطلع في صبيحتها بيضاء لا شعاع لها.
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في ليلة القدر : " إن من أماراتها أنها ليلة سمحة بلجة، لا حارة ولا باردة، تطلع الشمس صبيحيتها ليس لها شعاع ".
وفي الصحيحين في فضلها : " من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه "، وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من صلى صلاة المغرب والعشاء الآخرة من ليلة القدر في جماعة فقد أخذ بحظه من ليلة القدر "، وقالت عائشة ( رضي الله عنها ) : قلت : يا رسول الله، إن وافقت ليلة القدر فما أقول ؟ قال : " قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني " ٢.
١ البيان لابن الأنباري جـ ٢ ص ٥٢٤..
٢ تفسير الطبري جـ ٣٠ ص ١٦٧- ١٦٨ والكشاف جـ ٤ ص ٢٧٣ وتفسير القرطبي جـ ٢٠ ص ١٢٩- ١٣٨ وتفسير الرازي جـ ٣٢ ص ٢٥..
سورة القدر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (القَدْرِ) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (عبَسَ)، وقد نزلت في الحديثِ عن (ليلة القَدْر) وفضلها، وأنها إنما اكتسبت هذا الفضلَ لنزولِ القرآن فيها، وتحدَّثتْ عن خواصِّ هذه الليلة؛ من نزولِ الملائكة فيها، وتفضيلِها على ألفِ شهرٍ، وكلُّ ذلك تعظيمًا لشأنِ القرآن الكريم.

ترتيبها المصحفي
97
نوعها
مكية
ألفاظها
30
ترتيب نزولها
25
العد المدني الأول
5
العد المدني الأخير
5
العد البصري
5
العد الكوفي
5
العد الشامي
6

* سورة (القَدْرِ):

سُمِّيت سورة (القَدْرِ) بهذا الاسم؛ لذكرِ هذا اللفظ في افتتاحها، وتَكْرارِه فيها، ووصفِ القرآن بأنه نزل في هذه الليلة، وكونِ السورة كلِّها تتحدث عن (ليلة القَدْر).

1. عِظَمُ ليلة القدر (١-٣).

2. خواصُّ هذه الليلة (٤-٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /264).

يقول ابنُ عاشور عن مقاصدها: «التنويه بفضلِ القرآن وعظمتِه؛ بإسناد إنزاله إلى الله تعالى.
والرد على الذين جحَدوا أن يكونَ القرآن منزلًا من الله تعالى.
ورفعُ شأن الوقت الذي أُنزِل فيه.

ونزول الملائكة في ليلة إنزاله.

وتفضيل الليلة التي توافِقُ ليلةَ إنزاله من كلِّ عام.
ويستتبِعُ ذلك تحريضَ المسلمين على تحيُّنِ ليلة القَدْرِ بالقيام والتصدُّق». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /455).