تفسير سورة القدر

الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور

تفسير سورة سورة القدر من كتاب الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور
لمؤلفه بشير ياسين . المتوفي سنة 2006 هـ

سورة القدر
سورة القدر ١
قوله تعالى ﴿ إنا أنزلناه في ليلة القدر ﴾
قال البخاري : حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما :( أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أرُوا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرى رُؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر ).
[ الصحيح ٤/ ٣٠١- ك فضل ليلة القدر، ب التماس ليلة القدر في السبع الأواخر ح ٢٠١٥ ].
وقال البخاري : حدثنا معاذ بن فضالة، حدثنا هشام، عن يحيى، عن أبي سلمة قال : سألت أبا سعيد-وكان لي صديقا- فقال :( اعتكفنا مع النبي { العشر الأوسط من رمضان، فخرج صبيحة عشرين فخطبنا وقال : أني أُريت ليلة القدر ثم أُنسيتُها –أو نسيتُها- فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر، وإني رأيت أني أسجد في ماء وطين، فمن كان اعتكف معي فليرجع، فرجعنا، وما نرى في السماء قزعة، فجاءت سحابة فمطرت حتى سال سقف المسجد، وكان من جريد النخل، وأقيمت الصلاة، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في الماء والطين، حتى رأيت أثر الطين في جبهته ).
[ الصحيح ٤/ ٣٠١ – ك فضل ليلة القدر، ب التماس ليلة القدر في العشر الأواخر ح ٢٠١٦ ].
وقال الترمذي : حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن عبدة بن أبي لبابة وعاصم هو ابن بهدلة، سمعا زرّ بن حبيش، وزرّ بن حبيش يُكنى أبا مريم، يقول : قلت : لأبيّ بن كعب : إن أخاك عبد الله بن مسعود يقول : من يقم الحول يُصب ليلة القدر، فقال : يغفر الله لأبي عبد الرحمان، لقد علم أنها في العشرة الأواخر من رمضان، وأنها ليلة سبع وعشرين، ولكنه أراد أن لا يتكل الناس، ثم حلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين، قلت له : بأي شيء تقول ذلك يا أبا المنذر ؟ قال : بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو بالعلامة، أن الشمس تطلع يومئذ لا شعاع لها.
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح [ السنن ٥/ ٤٤٥-٤٤٦-ك التفسير، ب سورة القدر ]. وصححه الألباني في [ صحيح سنن الترمذي ح ٣٣٥١ ].
قال الحاكم : أخبرنا أبو زكريا العنبري : ثنا محمد بن عبد السلام، أنبأ إسحاق ابن إبراهيم، أنبأ جرير عن منصور عن سعيد بن جبير في قوله تعالى :﴿ إنا أنزلناه في ليلة القدر ﴾ قال : أنزل القرآن في ليلة القدر جملة واحدة إلى سماء الدنيا كان بموقع النجوم، فكان الله ينزله على رسوله صلى الله عليه وسلم بعضه في إثر بعض، قال عز وجل ﴿ وقالوا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ﴾
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه [ المستدرك ٢/ ٥٣٠-٥٣١- ك التفسير ]. وصححها الذهبي، وعزاه الحافظ ابن حجر إلى ابن أبي شيبة والبيهقي في دلائل النبوة وقال : إسناده صحيح [ الفتح ٩/٤ ].
أخرج الطبري بأسانيد يقوي بعضها بعضا عن ابن عباس قال : نزل القرآن كله جملة واحدة في ليلة القدر في رمضان إلى السماء الدنيا، فكان الله إذا أراد أن يحدث في الأرض شيئا أنزله منه حتى جمعه.
قوله تعالى ﴿ ليلة القدر خير من ألف شهر ﴾
قال البخاري : حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان قال : حفظناه وأيما حفظ من الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه ".
تابعه سليمان بن كثير عن الزهري، [ الصحيح ٤/ ٣٠٠-ك فضل ليلة القدر- ب فضل ليلة القدر ح ٢٠١٤ ].
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ خير من ألف شهر ﴾ قال : ليس فيها ليلة قدر.
وانظر عن ليلة القدر سورة عبس حديث ابن خزيمة عن ابن عباس.
قوله تعالى :﴿ تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ من كل أمر ﴾ قال : يقضي فيها ما يكون في السنة إلى مثلها، فعلى هذا القول منتهى الخبر، وموضع الوقف من كل أمر.
وأخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ من كل أمر سلام هي ﴾ قال : أي هي خير كلها إلى مطلع الفجر.
سورة القدر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (القَدْرِ) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (عبَسَ)، وقد نزلت في الحديثِ عن (ليلة القَدْر) وفضلها، وأنها إنما اكتسبت هذا الفضلَ لنزولِ القرآن فيها، وتحدَّثتْ عن خواصِّ هذه الليلة؛ من نزولِ الملائكة فيها، وتفضيلِها على ألفِ شهرٍ، وكلُّ ذلك تعظيمًا لشأنِ القرآن الكريم.

ترتيبها المصحفي
97
نوعها
مكية
ألفاظها
30
ترتيب نزولها
25
العد المدني الأول
5
العد المدني الأخير
5
العد البصري
5
العد الكوفي
5
العد الشامي
6

* سورة (القَدْرِ):

سُمِّيت سورة (القَدْرِ) بهذا الاسم؛ لذكرِ هذا اللفظ في افتتاحها، وتَكْرارِه فيها، ووصفِ القرآن بأنه نزل في هذه الليلة، وكونِ السورة كلِّها تتحدث عن (ليلة القَدْر).

1. عِظَمُ ليلة القدر (١-٣).

2. خواصُّ هذه الليلة (٤-٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /264).

يقول ابنُ عاشور عن مقاصدها: «التنويه بفضلِ القرآن وعظمتِه؛ بإسناد إنزاله إلى الله تعالى.
والرد على الذين جحَدوا أن يكونَ القرآن منزلًا من الله تعالى.
ورفعُ شأن الوقت الذي أُنزِل فيه.

ونزول الملائكة في ليلة إنزاله.

وتفضيل الليلة التي توافِقُ ليلةَ إنزاله من كلِّ عام.
ويستتبِعُ ذلك تحريضَ المسلمين على تحيُّنِ ليلة القَدْرِ بالقيام والتصدُّق». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /455).