تفسير سورة القدر

تفسير ابن أبي زمنين

تفسير سورة سورة القدر من كتاب تفسير القرآن العزيز المعروف بـتفسير ابن أبي زمنين.
لمؤلفه ابن أبي زَمَنِين . المتوفي سنة 399 هـ
تفسير إنا أنزلناه في ليلة القدر، وهي مكية كلها.

قَوْلُهُ: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقدر﴾ تَفْسِيرُ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: ((أُنْزِلَ الْقُرْآنُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا جُمْلَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ جَعَلَ بَعْدَ ذَلِكَ يَنْزِلُ نُجُومًا ثَلاثَ آيَاتٍ، وَأَرْبَعَ آيَاتٍ، وَخَمْسَ آيَاتٍ، وَأَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ وَأَكْثَرَ، ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: ﴿فَلا أقسم بمواقع النُّجُوم﴾
قَالَ: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ ألف شهر﴾ تَفْسِيرُ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْعَمَلُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنَ الْعَمَلِ فِي أَلْفِ شَهْرٍ لَا تُوافِقُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ.
يَحْيَى: عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ أَوْ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: ((الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ)).
149
يَحْيَى، عَنْ فِطْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ قَالَ: ((كَانَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم يُوقِظُ أَهْلَهُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ وَيُشَمِّرُ فِيهِنَّ لِلصَّلاةِ)).
150
﴿ ليلة القدر خير من ألف شهر( ٣ ) ﴾ تفسير ابن عباس : العمل في ليلة القدر خير من العمل في ألف شهر لا توافق ليلة القدر.
يحيى : عن المسعودي، عن محارب بن دثار أو عن القاسم بن عبد الرحمن، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان " ١.
يحيى : عن فطر، عن عبد الرحمن بن سابط قال :( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان، ويشمر فيهن للصلاة )٢.
١ تقدم تخريجه..
٢ من حديث أمنا السيدة عائشة: أخرجه البخاري(٤/٣١٦)ح(٢٠٢٤) ومسلم (٢/٨٣٢) ح(١١٧٤)..
قَوْلُهُ: ﴿تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذن رَبهم﴾ الرُّوحُ: جِبْرِيلُ؛ فِي تَفْسِيرِ السُّدِّيِّ ﴿من كل أَمر﴾ يَعْنِي: بِكُلِّ أَمْرٍ؛ فِي تَفْسِيرِ السّديّ
﴿سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ يَعْنِي: هِيَ خَيْرٌ كُلُّهَا إِلَى مَطْلَعِ الْفَجْرِ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: (الْمَطْلَعُ) بِفَتْحِ اللَّامِ: طُلُوعُ الشَّمْسِ، وَالْمَطْلِعُ بِالْكَسْرِ مِنْ حَيْثُ تَطْلُعْ، وَقَالُوا: الْقَدْرُ وَالْقَدَرُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، يُرِيدُونَ مَا يُقَّدِّرُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ.
150
تَفْسِير لم يكن الَّذِي كَفَرُوا وَهِيَ مَدَنِيَّةٌ كُلُّهَا

بِسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

[تَفْسِير سُورَة الْبَيِّنَة من آيَة ١ إِلَى آيَة ٨]
151
سورة القدر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (القَدْرِ) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (عبَسَ)، وقد نزلت في الحديثِ عن (ليلة القَدْر) وفضلها، وأنها إنما اكتسبت هذا الفضلَ لنزولِ القرآن فيها، وتحدَّثتْ عن خواصِّ هذه الليلة؛ من نزولِ الملائكة فيها، وتفضيلِها على ألفِ شهرٍ، وكلُّ ذلك تعظيمًا لشأنِ القرآن الكريم.

ترتيبها المصحفي
97
نوعها
مكية
ألفاظها
30
ترتيب نزولها
25
العد المدني الأول
5
العد المدني الأخير
5
العد البصري
5
العد الكوفي
5
العد الشامي
6

* سورة (القَدْرِ):

سُمِّيت سورة (القَدْرِ) بهذا الاسم؛ لذكرِ هذا اللفظ في افتتاحها، وتَكْرارِه فيها، ووصفِ القرآن بأنه نزل في هذه الليلة، وكونِ السورة كلِّها تتحدث عن (ليلة القَدْر).

1. عِظَمُ ليلة القدر (١-٣).

2. خواصُّ هذه الليلة (٤-٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /264).

يقول ابنُ عاشور عن مقاصدها: «التنويه بفضلِ القرآن وعظمتِه؛ بإسناد إنزاله إلى الله تعالى.
والرد على الذين جحَدوا أن يكونَ القرآن منزلًا من الله تعالى.
ورفعُ شأن الوقت الذي أُنزِل فيه.

ونزول الملائكة في ليلة إنزاله.

وتفضيل الليلة التي توافِقُ ليلةَ إنزاله من كلِّ عام.
ويستتبِعُ ذلك تحريضَ المسلمين على تحيُّنِ ليلة القَدْرِ بالقيام والتصدُّق». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /455).