تفسير سورة القصص

تفسير القرآن

تفسير سورة سورة القصص من كتاب تفسير القرآن
لمؤلفه الصنعاني . المتوفي سنة 211 هـ
سورة القصص

بسم الله الرحمن الرحيم١
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ طسم ﴾ قال اسم من أسماء القرآن.
١ البسملة من (م)..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وجعل أهلها شيعا ﴾ قال : يستعبد طائفة منهم ويذبح طائفة، ويقتل طائفة ويستحي طائفة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ونجعلهم الوارثين ﴾ قال : يرثون الأرض بعد آل فرعون.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال : كان حاز١ يجزي لفرعون، فقال : إنه يولد في هذا العام غلام يذهب بملككم، فكان فرعون يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم حذرا من قول الحازي، وذلك قوله :﴿ ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ﴾.
١ الحازي هو: الكاهن..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ وأوحينا إلى أم موسى ﴾ قال : قذف في نفسها.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون ﴾ قال : لا يشعرون أن هلاكهم على يديه.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وأصبح فؤاد أم موسى فارغا ﴾ قال : فارغا ليس بها هم غيره.
عبد الرزاق عن معمر قال : أنا جعفر بن سليمان عن أبي عمران الجوني في قوله تعالى :﴿ فؤاد أم موسى فارغا ﴾ قال فارغا من كل شيء إلا من ذكر موسى.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ لولا أن ربطنا على قلبها ﴾ قال : ربط الله على قلبها بالإيمان.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ قصيه ﴾ قال : قصي أثره ﴿ فبصرت به عن جنب ﴾ يقول : بصرت به وهي مجانبة له لم تأته.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وحرمنا عليه المراضع من قبل ﴾ قال : كان لا يقبل ثديا لهم١، فقالت أخته ﴿ هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم ﴾.
١ كلمة (لهم) من (م)..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ولما بلغ أشده واستوى ﴾ قال : استوى : بلغ١ أربعين سنة.
عبد الرزاق عن معمر عن ابن خثيم٢ عن مجاهد، قال : استوى أربعين سنة. قال عبد الرزاق : وقال معمر : وقال قتادة : أشده٣ ثلاث وثلاثون سنة.
١ كلمة (بلغ) من (م)..
٢ في (م) هشيم وهو تصحيف انظر التهذيب ج ٥ ص ٣١٤ ترجمة عبد الله عثمان بن خثيم..
٣ كلمة (أشده) من (ق)..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ على حين غفلة من أهلها ﴾ قال : عند القائلة بالظهيرة، وهم نائمون١.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه ﴾ قال : كان الذي استغاثه رجلا من بني إسرائيل استعان موسى على عدوه من آل٢ فرعون ﴿ فوكزه موسى ﴾ بعصاه ﴿ فقضى عليه ﴾،
١ في (م) وهو نيام..
٢ في (م) رجل من آل فرعون..
عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فلن أكون ظهيرا للمجرمين ﴾ قال : إني لن أعين بعدها ظالما على فجرة. ١
١ فجرة: أي عمل آثم يرتكبه..
فأقبل إليه موسى، فظن الرجل أنه يريد قتله، فقال : يا موسى ﴿ أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس ﴾ وقبطي قريب منهما يسمعهما، فأفشى عليهما.
قال :﴿ وجاء رجل من أقصا المدينة يسعى ﴾، قال : هو مؤمن١ آل فرعون ﴿ يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين فخرج منها خائفا يترقب ﴾ من قتل النفس يترقب أن يأخذه الطلب.
١ في (م) (هو من آل فرعون) وهو تصحيف..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ سواء السبيل ﴾ قال : قصد السبيل.
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى :﴿ تذودان ﴾ تذودان الناس عن غنمهما.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ حتى يصدر الرعاء ﴾ قال : فتشرب فضالتهم.
عبد الرزاق عن معمر تلا قتادة في قوله تعالى :﴿ فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب ﴾ الآية، قال : كان نبي الله بجهد١ ﴿ فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ﴾.
١ في (ق) كان نبي الله جهد، وما أثبتناه من (م) ومن رواية الطبري أي تعبا..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ إن خير من استئجرت القوي الأمين ﴾ قال : بلغنا أن قوته كانت سرعة ما أروى غنمهما١، قال : بلغنا أنه ملأ الحوض بدلو واحدة.
معمر : وقال قتادة : وأما أمانته فإنه أمرها أن تمشي من خلفه.
١ في (م) عليهما. وهو تصحيف..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ أيما الأجلين قضيت ﴾ قال : قال ابن عباس : رعى عليه أكثر الأجلين.
معمر عن الكلبي في قوله تعالى :﴿ جذوة من النار ﴾ قال : شعلة من النار.
قال معمر وقال قتادة : أصل الشجرة في١ طرفها النار، قال فذلك قوله :﴿ جذوة من النار ﴾.
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى :﴿ المباركة من الشجرة ﴾ قال : شجرة العوسج.
عبد الرزاق : قال معمر : وقال الكلبي : كان عصا موسى من عوسج، والشجرة أيضا من العوسج.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ من الرهب ﴾قال من الرعب.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ ردءا يصدقني ﴾ قال : عونا لي.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فأوقد لي يا هامان على الطين ﴾ قال : بلغني أنه أول من طبخ الآجر.
عبد الرزاق : معمر عن قتادة في قوله :﴿ بجانب الغربي ﴾ قال : يعني جبلا غربيا كان.
عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن أبي مدرك عن أبي زرعة بن عمرو ابن جرير رفع الحديث في قوله تعالى :﴿ وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ﴾ قال : نودوا يا أمة محمد، أجبتكم قبل أن تدعوني، وأعطيتكم قبل أن تسألوني قال : فذلك قوله :﴿ وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ﴾. ١
١ نسبه السيوطي في الدر إلى الفرياني وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبي نعيم انظر الدر ج ٥ ص ١٢٩، ولم أجد الرواية في الكتب الستة..
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي في قوله :﴿ سحران تظاهرا ﴾ قال : الكتابان، قد ذكرهما فنسيت أحدهما، وحفظت أن أحدهما القرآن.
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي في قوله :﴿ سحران ﴾ محمد وعيسى أو قال : موسى.
عبد الرزاق عن معمر عن حميد الأعرج عن مجاهد قال : سألت ابن عباس وهو بين الركن والباب في الملتزم، وهو متكئ على يد١ عكرمة مولاه فقلت : أسحران أم ساحران ؟ قال : فقلت ذاك مرارا، فقال عكرمة : ساحران، اذهب أيها الرجل، أكثرت عليه٢.
١ في (م) على ابن عكرمة. وهو تصحيف. لأن مولاه عكرمة وليس ابنه..
٢ في (م) (فقلت ذلك مرارا فقال: ساحران، اذهب أيها الرجل أكثرت علي) وما أثبتناه من الدر المنثور ومن (ق). وبإثبات الألف وإسقاطها قراءاتان سبعيتان. انظر كتاب السبعة في القراءات ص ٤٩٥..
نا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ حرما آمنا ﴾ قال : كان أهل الحرم آمنين يذهبون حيث شاءوا ؛ فإذا خرج أحدهم قال : أنا من أهل الحرم ؛ فلم يعرض له. وكان غيرهم من الناس إذا خرج أحدهم ١ قُتل أو سُلب.
١ (أحدهم) من (ق)..
معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما أغوينا ﴾ قال : هم الشياطين.
معمر عن الكلبي في قوله :﴿ تنوء بالعصبة ﴾ قال : العصبة ما بين الخمس عشرة إلى الأربعين.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ مفاتحه لتنوء بالعصبة ﴾ قال : كانت من جلود الإبل.
[ عبد الرزاق عن معمر وابن علية عن حميد الأعرج عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ لتنوء بالعصبة ﴾ قال : كانت مفاتيحه من جلود الإبل ]١.
عبد الرزاق عن معمر ويحيى٢ عن أيوب عن ابن سيرين أن عمر بن الخطاب أراد أن يضرب من جلود الإبل دراهم. فقالوا : إذا يفنى الإبل فتركها.
[ عبد الرزاق عن ابن جريج عن مجاهد في قوله :﴿ لتنوء بالعصبة ﴾ قال : العصبة خمسة عشر رجلا ]٣.
١ هذه الرواية جاءت متأخرة عن التي تليها في (م)..
٢ كلمة (يحيى) من (ق)..
٣ هذه الرواية لم ترد في (م) وقد كتبت في هامش (ق)..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ولا تنس نصيبك من الدنيا ﴾ قال : لا تنسى الحلال من الدنيا، أي اتبع الحلال.
معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله :﴿ ولا تنس نصيبك من الدنيا ﴾ قال : العمل بطاعة الله نصيبه من الدنيا الذي يثاب عليه في الآخرة.
[ نا سلمة قال : نا الفريابي عن محرر عن الحسن في قوله تعالى :﴿ ولا تنس نصيبك من الدنيا ﴾ قال : أمره أن يأخذ قدر قوته ويدع ما سوى ذلك ]١.
١ هذه الرواية لم ترد في (م) وقد كتبت في هامش (ق)..
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون ﴾ قال : يدخلون النار بغير حساب.
عبد الرزاق قال أنا١ الثوري عن عثمان بن الأسود عن مجاهد في قوله :﴿ فخرج على قومه في زينته ﴾ قال : خرج على براذين بيض سروجها أرجوان، وعليه٢ ثياب معصفرة.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة قال : خرج على أربعة آلاف دافة٣ عليهم ثياب حمر، منها ألف بغلة بيضاء، عليها قطائف أرجوان.
١ في (م) عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: أرنا الثوري.....
٢ في (م) (وعليهم) وفي الدر المنثور (عليها) ورجحنا رواية (ق) عليه، لتوحيد الضمائر مع (فخرج، قومه، زينته)..
٣ الدافة: الجيش يدفون نحو العدو أي يدبون. والجماعة تسير سيرا لينا.. انظر لسان العرب ج ٩ ص ١٠٥..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر ﴾ قال : يقول : أولا يعلم أن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر، يقول :﴿ لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون ﴾ يقول : أولا يعلم أنه لا يفلح الكافرون.
نا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ لرادك إلى معاد ﴾ قال : هذه مما كان يكتم ابن عباس، قال معمر : وأما الحسن والزهري فقالا : معاده يوم القيامة.
سورة القصص
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (القَصَص) من السُّوَر المكية التي جاءت ببيانِ إعجاز هذا الكتاب، وبيانِ صِدْقِ نبوة مُحمَّد صلى الله عليه وسلم؛ من خلال قَصِّ القِصَص التي علَّمها اللهُ نبيَّه صلى الله عليه وسلم، وذكَرتِ السورةُ قصةَ موسى عليه السلام مع فِرْعون، وخروجَه من (مِصْرَ) إلى (مَدْيَنَ)، والتقاءَه بابنتَيْ شُعَيبٍ عليه السلام، وما تَبِع ذلك من التفاصيل التي كان مقصودُها بيانَ صراعِ الحقِّ والباطل، وأن النُّصرةَ لهذا الدِّين، وكذلك بيَّنت السورةُ تواضع الأنبياء مع الله عز وجل، ورَدَّ الأمرِ والفضل كلِّه لله عز وجل.

ترتيبها المصحفي
28
نوعها
مكية
ألفاظها
1438
ترتيب نزولها
49
العد المدني الأول
88
العد المدني الأخير
88
العد البصري
88
العد الكوفي
88
العد الشامي
88

* قوله تعالى: {إِنَّكَ ‌لَا ‌تَهْدِي ‌مَنْ ‌أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اْللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُۚ} [القصص: 56]:

عن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه، قال: «قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لعَمِّه: «قُلْ: لا إلهَ إلا اللهُ، أشهَدُ لك بها يومَ القيامةِ»، قال: لولا أن تُعيِّرَني قُرَيشٌ، يقولون: إنَّما حمَلَه على ذلك الجَزَعُ؛ لأقرَرْتُ بها عينَك؛ فأنزَلَ اللهُ: {إِنَّكَ ‌لَا ‌تَهْدِي ‌مَنْ ‌أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اْللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُۚ} [القصص: 56]». أخرجه مسلم (٢٥).

* سورة (القَصَص):

سُمِّيت سورةُ (القَصَص) بذلك؛ لوقوع لفظ (القَصَص) فيها في قوله تعالى: {فَلَمَّا جَآءَهُۥ وَقَصَّ عَلَيْهِ ‌اْلْقَصَصَ} [القصص: 25].

اشتملت سورةُ (القَصَص) على الموضوعات الآتية:

1. طغيان فرعون، ووعد الله تعالى بإنقاذ المضطهدين، وعقوبة المفسدين (١-٦).

2. ميلاد موسى ونجاته من القتل (٧-١٣).

3. قتل القِبْطي خطأً، والخروج إلى (مَدْيَنَ) (١٤-٢١).

4. اللجوء إلى (مَدْيَنَ)، وزواج موسى عليه السلام (٢٢-٢٨).

5. بعثة موسى وهارون عليهما السلام، وتأييدهما (٢٩-٣٥).

6. بَدْء الدعوة، وتكذيب فرعون وجنوده، ونزول العقاب بهما (٣٦-٤٢).

7. إيتاء التوراة لموسى والقرآن لمُحمَّد عليهما السلام (٤٣-٥٠).

8. الإشارة إلى مؤمني أهلِ الكتاب، وتحذير كفار قريش من الرُّكون إلى الدنيا (٥١-٦١).

9. موقف المشركين يوم القيامة ودعوتهم للتوبة /توحيد الله تعالى (٦٢-٧٥).

10. قصة قارون وعاقبة البَغْي والتكبُّر (٧٦-٨٤).

11. بشارة النبيِّ بالعودة إلى مكَّةَ سالمًا (٨٥-٨٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (5 /516).

مقصدُ سورة (القَصَص): هو بيانُ صراع الحقِّ والباطل، ونُصْرة الله لهذا الدِّين، وبيانُ تواضع الأنبياء لله عزَّ وجلَّ، ونتج عن هذا التواضعِ ردُّ الأمر كلِّه لله؛ كما تَجلَّى ذلك في قصة موسى عليه السلام مع المرأتين، ومردُّ ذلك إلى الإيمان بالآخرة، والإيمانِ بنبوَّة مُحمَّد صلى الله عليه وسلم، الثابتةِ بإعجاز القرآن، الذي أخبر بالغيب الذي لم يطَّلِعْ عليه أحد، وإنما هو من عند الله عزَّ وجلَّ، بما علَّمه اللهُ من القِصص الصادقة.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /338).