تفسير سورة المرسلات

تفسير ابن أبي حاتم

تفسير سورة سورة المرسلات من كتاب تفسير ابن أبي حاتم المعروف بـتفسير ابن أبي حاتم.
لمؤلفه ابن أبي حاتم الرازي . المتوفي سنة 327 هـ

سُورَةُ الْمرسلات
٧٧
قَوْلُهُ تَعَالَى: الْمُرْسَلاتِ
١٩٠٨٦ - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ سَهْلِ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنُ شَقِيقٍ، أخبرنا الحسين ابن وَاقِدٍ حَدَّثَنَا الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا قَالَ: الْمَلائِكَةُ «١».
١٩٠٨٧ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضِيَ اللَّهَ عَنْهُ وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا قَالَ: هِيَ الْمَلائِكَةُ، أُرْسِلَتْ بِالْمَعْرُوفِ «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَالْعَاصِفَاتِ
١٩٠٨٨ - مِنْ طَرِيقِ أَبِي الْعُبَيْدَيْنِ أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ مَسْعُودٍ وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا قَالَ:
الرِّيحُ فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا قَالَ: الرِّيحُ وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا قَالَ: الرِّيحُ فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا قَالَ: حَسْبُكَ «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: كِفَاتًا
١٩٠٨٩ - مِنْ طَرِيقِ عَلِيٍّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ كِفَاتًا قَالَ: كِنًّا «٤».
قَوْلُهُ تَعَالَى: جِمَالَتٌ صُفْر
١٩٠٩٠ - مِنْ طَرِيقِ عَلِيٍّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَوَاسِيَ جِبَالًا شَامِخَاتٍ مُشْرِفَاتٍ فُرَاتًا عَذْبًا بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ قَالَ: كَالْقَصْرِ الْعَظِيمِ جِمَالَتٌ صُفْرٌ قَالَ: قِطَعُ النُّحَاسِ «٥».
(١) ابن كثير ٨/ ٣٢٠.
(٢) الدر ٨/ ٣٨٤- ٣٨٥.
(٣) الدر ٨/ ٣٨٤- ٣٨٥.
(٤) الدر ٨/ ٣٨٤- ٣٨٥.
(٥) الدر ٨/ ٣٨٤- ٣٨٥.
قوله تعالى :﴿ فالعاصفات ﴾ آية ٢
من طريق أبي العبيدين أنه سأل ابن مسعود ﴿ فالعاصفات عصفا ﴾ قال : الريح.
من طريق أبي العبيدين أنه سأل ابن مسعود ﴿ والناشرات نشرا ﴾ قال : الريح.
من طريق أبي العبيدين أنه سأل ابن مسعود ﴿ الفارقات فرقا ﴾ قال : حسبك.
قوله تعالى :﴿ كفاتا ﴾ آية ٢٥
من طريق علي عن ابن عباس ﴿ كفاتا ﴾ قال : كنا.
من طريق علي عن ابن عباس ﴿ رواسي ﴾ جبالا شامخات مشرفات ﴿ فراتا ﴾ عذبا.
من طريق علي عن ابن عباس ﴿ بشرر كالقصر ﴾ قال : كالقصر العظيم.
قوله تعالى :﴿ كالقصر ﴾ آية ٣٢
عن ابن مسعود في قوله :﴿ ترمي بشرر كالقصر ﴾ قال : إنها ليست كالشجر والجبال، ولكنها مثل المدائن والحصون.
من طريق علي عن ابن عباس ﴿ جمالت صفر ﴾ قال : قطع النحاس.
قَوْلُهُ تَعَالَى: كَالْقَصْرِ
١٩٠٩١ - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ: تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ قَالَ: إِنَّهَا لَيْسَتْ كَالشَّجَرِ وَالْجِبَالِ، وَلَكِنَّهَا مِثْلُ الْمَدَائِنِ وَالْحُصُونِ «١».
قَوْلُهُ تَعَالَى: هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ
١٩٠٩٢ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ الطَّرِيفِيُّ الْأَوْدِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَكَعْبُ الْأَحْبَارِ يتحدثون في بيت المقدس فقال، عبادة:
إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخَرِينَ بِصَعِيدٍ وَاحِدٍ يَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ وَيَسْمَعُهُمُ الدَّاعِي، وَيَقُولُ اللَّهُ: هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ الْيَوْمُ لَا يَنْجُو مِنِّي جَبَّارٌ عَنِيدٌ، وَلا شَيْطَانٌ مَرِيدٌ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو:
فَإِنَّا نُحَدَّثُ يَوْمَئِذٍ أَنَّهُ يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ فَتَنْطَلِقُ حَتَّى إِذَا كَانَتْ بَيْنَ ظَهْرَانِيِّ الناس نادت: أيها الناس إني بعثت إِلَى ثَلاثَةٍ أَنَا أَعْرَفُ بِهِمْ مِنَ الْأَبِ بِوَلَدِهِ وَمِنَ الْأَخِ بِأَخِيهِ، لَا يُغَيِّبُهُمْ عَنِّي وِزْرٌ، وَلا تُخْفِيهِمْ عَنِّي خَافِيَةٌ: الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ، وَكُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَكُلُّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ، فَتَنْطَوِي عَلَيْهِمْ فَتُقْذَفُ بِهِمْ في النار قبل الحساب بأربعين سنة «٢».
(١) الدر ٨/ ٣٨٤- ٣٨٥. [.....]
(٢) ابن كثير ٨/ ٣٢٤.
سورة المرسلات
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (المُرسَلات) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الهُمَزة)، وقد جاءت ببيانِ قدرة الله على بعثِ الناس بعد هلاكهم؛ فهو المتصفُ بالرُّبوبية والألوهية، وقد افتُتحت بمَشاهدِ القيامة، والتذكير بمَصارعِ الغابرين، وذكَرتْ تأمُّلات في خَلْقِ الإنسان والكون؛ ليعودَ الخلقُ إلى أوامرِ الله، وليستجيبوا له سبحانه، و(المُرسَلات): هي الرِّياحُ التي تهُبُّ متتابِعةً.

ترتيبها المصحفي
77
نوعها
مكية
ألفاظها
181
ترتيب نزولها
33
العد المدني الأول
50
العد المدني الأخير
50
العد البصري
50
العد الكوفي
50
العد الشامي
50

* سورة (المُرسَلات):

سُمِّيت سورة (المُرسَلات) بذلك؛ لافتتاحها بالقَسَمِ الإلهيِّ بـ(المُرسَلات)؛ وهي: الرِّياح التي تهُبُّ متتابِعةً.

سورة (المُرسَلات) من السُّوَر التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم:

عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «قال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يا رسولَ اللهِ، أراكَ قد شِبْتَ! قال: «شيَّبتْني هُودٌ، والواقعةُ، والمُرسَلاتُ، و{عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ}، و{إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}». أخرجه الحاكم (3314).

1. مَشاهد القيامة (١-١٥).

2. مَصارع الغابرين (١٦-١٩).

3. تأمُّلات في خَلْقِ الإنسان والكون (٢٠-٢٨).

4. عودٌ لمَشاهد القيامة (٢٩-٥٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /540).

مقصدُ سورة (المُرسَلات): الاستدلالُ على وقوع البعث بعد فَناء الدنيا، والاستدلال على إمكانِ إعادة الخَلْقِ بما سبَق من خَلْقِ الإنسان وخلق الأرض، وفي ذلك دلائلُ على قدرة الله، واتصافِه بالوَحْدانية والرُّبوبية.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /419).