تفسير سورة المرسلات

تفسير الجلالين

تفسير سورة سورة المرسلات من كتاب تفسير الجلالين المعروف بـتفسير الجلالين.
لمؤلفه المَحَلِّي . المتوفي سنة 864 هـ

﴿وَالْمُرْسَلَات عُرْفًا﴾ أَيْ الرِّيَاح مُتَتَابِعَة كَعُرْفِ الْفَرَس يَتْلُو بَعْضه بَعْضًا وَنَصْبه عَلَى الْحَال
﴿فَالْعَاصِفَات عَصْفًا﴾ الرِّيَاح الشَّدِيدَة
﴿وَالنَّاشِرَات نَشْرًا﴾ الرِّيَاح تَنْشُر الْمَطَر
﴿فَالْفَارِقَات فَرْقًا﴾ أَيْ آيَات الْقُرْآن تَفْرُق بَيْن الْحَقّ وَالْبَاطِل وَالْحَلَال وَالْحَرَام
﴿فَالْمُلْقِيَات ذِكْرًا﴾ أَيْ الْمَلَائِكَة تَنْزِل بِالْوَحْيِ إلَى الْأَنْبِيَاء وَالرُّسُل يُلْقُونَ الْوَحْي إلَى الْأُمَم
﴿عُذْرًا أَوْ نُذْرًا﴾ أَيْ لِلْإِعْذَارِ وَالْإِنْذَار مِنْ اللَّه تَعَالَى وَفِي قِرَاءَة بِضَمِّ ذَال نُذْرًا وَقُرِئَ بِضَمِّ ذَال عُذْرًا
﴿إنَّمَا تُوعَدُونَ﴾ أَيْ يَا كُفَّار مَكَّة مِنْ الْبَعْث وَالْعَذَاب ﴿لَوَاقِع﴾ كَائِن لَا مَحَالَة
﴿فَإِذَا النُّجُوم طُمِسَتْ﴾ مُحِيَ نُورهَا
﴿وَإِذَا السَّمَاء فُرِجَتْ﴾ شُقَّتْ
١ -
﴿وَإِذَا الْجِبَال نُسِفَتْ﴾ فُتِّتَتْ وَسُيِّرَتْ
١ -
﴿وإذا الرسل أُقِّتَتْ﴾ بِالْوَاوِ وَبِالْهَمْزَةِ بَدَلًا مِنْهَا أَيْ جُمِعَتْ لوقت
١ -
﴿لِأَيّ يَوْم﴾ لِيَوْمٍ عَظِيم ﴿أُجِّلَتْ﴾ لِلشَّهَادَةِ عَلَى أممهم بالتبليغ
١ -
﴿لِيَوْمِ الْفَصْل﴾ بَيْن الْخَلْق وَيُؤْخَذ مِنْهُ جَوَاب إذَا أَيْ وَقَعَ الْفَصْل بَيْن الْخَلَائِق
١ -
﴿وَمَا أَدْرَاك مَا يَوْم الْفَصْل﴾ تَهْوِيل لِشَأْنِهِ
١ -
﴿وَيْل يَوْمئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾ هَذَا وَعِيد لَهُمْ
١ -
﴿أَلَمْ نُهْلِك الْأَوَّلِينَ﴾ بِتَكْذِيبِهِمْ أَيْ أَهْلَكْنَاهُمْ
١ -
﴿ثُمَّ نُتْبِعهُمْ الْآخِرِينَ﴾ مِمَّنْ كَذَّبُوا كَكُفَّارِ مَكَّة فَنُهْلِكهُمْ
784
١ -
785
﴿كَذَلِكَ﴾ مِثْل مَا فَعَلْنَا بِالْمُكَذِّبِينَ ﴿نَفْعَل بِالْمُجْرِمِينَ﴾ بِكُلِّ مَنْ أَجْرَمَ فِيمَا يَسْتَقْبِل فَنُهْلِكهُمْ
١ -
﴿وَيَلِ يَوْمئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾ تَأْكِيد
٢ -
﴿أَلَمْ نَخْلُقكُمْ مِنْ مَاء مَهِين﴾ ضَعِيف وَهُوَ المني
٢ -
﴿فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَار مَكِين﴾ حَرِيز وَهُوَ الرَّحِم
٢ -
﴿إلَى قَدَر مَعْلُوم﴾ وَهُوَ وَقْت الْوِلَادَة
٢ -
﴿فَقَدَرنَا﴾ على ذلك ﴿فنعم القادرون﴾ نحن
٢ -
﴿ويل يومئذ للمكذبين﴾
٢ -
785
﴿ويل يومئذ للمكذبين﴾
٣ -
785
﴿ويل يومئذ للمكذبين﴾
٣ -
785
﴿ألم نجعل الأرض كِفَاتًا﴾ مَصْدَر كَفَتَ بِمَعْنَى ضَمَّ أَيْ ضَامَّة
٢ -
﴿أَحْيَاء﴾ عَلَى ظَهْرهَا ﴿وَأَمْوَاتًا﴾ فِي بَطْنهَا
٢ -
﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِي شَامِخَات﴾ جِبَالًا مُرْتَفِعَات ﴿وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاء فراتا﴾ عذبا
٢ -
﴿وَيَلِ يَوْمئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾ وَيُقَال لِلْمُكَذِّبِينَ يَوْم الْقِيَامَة
٢ -
﴿انْطَلِقُوا إلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ﴾ مِنْ الْعَذَاب ﴿تكذبون﴾
٣ -
﴿انْطَلِقُوا إلَى ظِلّ ذِي ثَلَاث شُعَب﴾ هُوَ دُخَان جَهَنَّم إذَا ارْتَفَعَ افْتَرَقَ ثَلَاث فِرَق لعظمه
٣ -
﴿لَا ظَلِيل﴾ كَنِين يُظِلّهُمْ مِنْ حَرّ ذَلِكَ الْيَوْم ﴿وَلَا يُغْنِي﴾ يَرُدّ عَنْهُمْ شَيْئًا ﴿مِنْ اللهب﴾ النار
٣ -
﴿؟ إنَّهَا﴾ أَيْ النَّار ﴿تَرْمِي بِشَرَرٍ﴾ هُوَ مَا تَطَايَرَ مِنْهَا ﴿كَالْقَصْرِ﴾ مِنْ الْبِنَاء فِي عِظَمه وارتفاعه
٣ -
﴿كأنه جمالات﴾ جمع جمالت جَمْع جَمَل وَفِي قِرَاءَة جِمَالَت ﴿صُفْر﴾ فِي هَيْئَتهَا وَلَوْنهَا وَفِي الْحَدِيث شِرَار النَّاس أَسْوَد كَالْقِيرِ وَالْعَرَب تُسَمِّي سُود الْإِبِل صُفْرًا لِشَوْبِ سَوَادهَا بِصُفْرَةٍ فَقِيلَ صُفْر فِي الْآيَة بِمَعْنَى سُود لِمَا ذُكِرَ وَقِيلَ لَا وَالشَّرَر جَمْع شرارة والقير القار
٣ -
﴿هَذَا﴾ أَيْ يَوْم الْقِيَامَة ﴿يَوْم لَا يَنْطِقُونَ﴾ فيه بشيء
٣ -
﴿وَلَا يُؤْذَن لَهُمْ﴾ فِي الْعُذْر ﴿فَيَعْتَذِرُونَ﴾ عَطْف عَلَى يُؤْذَن مِنْ غَيْر تَسَبُّب عَنْهُ فَهُوَ دَاخِل فِي حَيِّز النَّفْي أَيْ لَا إذْن فلا اعتذار
٣ -
﴿هَذَا يَوْم الْفَصْل جَمَعْنَاكُمْ﴾ أَيّهَا الْمُكَذِّبُونَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّة ﴿وَالْأَوَّلِينَ﴾ مِنْ الْمُكَذِّبِينَ قَبْلكُمْ فَتُحَاسَبُونَ وتعذبون جميعا
785
٣ -
786
﴿فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْد﴾ حِيلَة فِي دَفْع العذاب عنكم ﴿فكيدون﴾ فافعلوها
٤ -
﴿ويل يومئذ للمكذبين﴾
٤ -
786
﴿ويل يومئذ للمكذبين﴾
٤ -
786
﴿ويل يومئذ للمكذبين﴾
٤ -
786
﴿ويل يومئذ للمكذبين﴾
٥ -
786
﴿إنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَال﴾ أَيْ تَكَاثُف أَشْجَار إذْ لَا شَمْس يُظِلّ مِنْ حَرّهَا ﴿وَعُيُون﴾ نَابِعَة مِنْ الْمَاء
٤ -
﴿وَفَوَاكِه مِمَّا يَشْتَهُونَ﴾ فِيهِ إعْلَام بِأَنَّ الْمَأْكَل وَالْمَشْرَب فِي الْجَنَّة بِحَسَبِ شَهَوَاتهمْ بِخِلَافِ الدُّنْيَا فَبِحَسَبِ مَا يَجِد النَّاس فِي الْأَغْلَب وَيُقَال لهم
٤ -
﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا﴾ حَال أَيْ مُتَهَنِّئِينَ ﴿بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ مِنْ الطَّاعَة
٤ -
﴿إنا كذلك﴾ كما جزينا المتقين ﴿نجزي المحسنين﴾
٤ -
﴿كُلُوا وَتَمَتَّعُوا﴾ خِطَاب لِلْكُفَّارِ فِي الدُّنْيَا ﴿قَلِيلًا﴾ مِنْ الزَّمَان وَغَايَته إلَى الْمَوْت وَفِي هَذَا تهديد لهم ﴿إنكم مجرمون﴾
٤ -
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ارْكَعُوا﴾ صَلُّوا ﴿لَا يَرْكَعُونَ﴾ لا يصلون
٤ -
﴿فَبِأَيِّ حَدِيث بَعْده﴾ أَيْ الْقُرْآن ﴿يُؤْمِنُونَ﴾ أَيْ لَا يَمْكَن إيمَانهمْ بِغَيْرِهِ مِنْ كُتُب اللَّه بَعْد تَكْذِيبهمْ بِهِ لِاشْتِمَالِهِ عَلَى الْإِعْجَاز الَّذِي لم يشتمل عليه غيره = ٧٨ سورة النبأ
سورة المرسلات
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (المُرسَلات) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الهُمَزة)، وقد جاءت ببيانِ قدرة الله على بعثِ الناس بعد هلاكهم؛ فهو المتصفُ بالرُّبوبية والألوهية، وقد افتُتحت بمَشاهدِ القيامة، والتذكير بمَصارعِ الغابرين، وذكَرتْ تأمُّلات في خَلْقِ الإنسان والكون؛ ليعودَ الخلقُ إلى أوامرِ الله، وليستجيبوا له سبحانه، و(المُرسَلات): هي الرِّياحُ التي تهُبُّ متتابِعةً.

ترتيبها المصحفي
77
نوعها
مكية
ألفاظها
181
ترتيب نزولها
33
العد المدني الأول
50
العد المدني الأخير
50
العد البصري
50
العد الكوفي
50
العد الشامي
50

* سورة (المُرسَلات):

سُمِّيت سورة (المُرسَلات) بذلك؛ لافتتاحها بالقَسَمِ الإلهيِّ بـ(المُرسَلات)؛ وهي: الرِّياح التي تهُبُّ متتابِعةً.

سورة (المُرسَلات) من السُّوَر التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم:

عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «قال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يا رسولَ اللهِ، أراكَ قد شِبْتَ! قال: «شيَّبتْني هُودٌ، والواقعةُ، والمُرسَلاتُ، و{عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ}، و{إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}». أخرجه الحاكم (3314).

1. مَشاهد القيامة (١-١٥).

2. مَصارع الغابرين (١٦-١٩).

3. تأمُّلات في خَلْقِ الإنسان والكون (٢٠-٢٨).

4. عودٌ لمَشاهد القيامة (٢٩-٥٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /540).

مقصدُ سورة (المُرسَلات): الاستدلالُ على وقوع البعث بعد فَناء الدنيا، والاستدلال على إمكانِ إعادة الخَلْقِ بما سبَق من خَلْقِ الإنسان وخلق الأرض، وفي ذلك دلائلُ على قدرة الله، واتصافِه بالوَحْدانية والرُّبوبية.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /419).