تفسير سورة المرسلات

كتاب نزهة القلوب

تفسير سورة سورة المرسلات من كتاب كتاب نزهة القلوب
لمؤلفه أبى بكر السجستاني .

﴿ وَٱلْمُرْسَلاَتِ عُرْفاً ﴾: الملائكة تنزل بالمعروف. ويقال: المرسلات: الرياح. عرفا: متتابعة. ويقال: هم إليه عرف واحد، إذا توجهوا إليه وأكثروا وتتابعوا.
﴿ فَٱلْعَاصِفَاتِ عَصْفاً ﴾: الرياح الشداد.
﴿ وٱلنَّاشِرَاتِ نَشْراً ﴾: الرياح التي تأتي بالمطر، كقوله﴿ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ﴾[الأعراف: ٥٧] يقال نشرت الريح إذا جرت، قال جرير: نشرت عليك فذكرت بعد البلا   ريح يمانية بيوم ماطر
﴿ فَٱلْفَارِقَاتِ فَرْقاً ﴾: الملائكة تنزل فتفرق بين الحلال والحرام.
﴿ فَٱلْمُلْقِيَٰتِ ذِكْراً * عُذْراً أَوْ نُذْراً ﴾: الملائكة تلقي الوحي إلى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إعذارا من الله جل اسمه، وإنذارا.
﴿ طُمِسَتْ ﴾ أي ذهب ضوءها كما يطمس الأثر حتى يذهب.
﴿ فُرِجَتْ ﴾ أي انشقت انظر ٦ من ق.
﴿ وقتت ﴾ وأقتت أي جمعت لوقت وهو يوم القيامة.
﴿ أُجِّلَتْ ﴾: أخرت.
﴿ كِفَاتاً ﴾ أوعية واحدتها كفت، ثم قال: ﴿ أَحْيَآءً وَأَمْوٰتاً ﴾ أي منها ما ينبت ومنها ما لا ينبت، ويقال: كفاتا: مضم ومجمع وحرز وحفظ وستر، وهو مأخوذ من كفتة الشيء وكفته: وهو وعاؤه: أي تكفت أهلها: أي تضمهم أحياء على ظهرها وأمواتا في بطنها. يقال: كفت الشيء في الوعاء إذا ضممته فيه، وكانوا يسمون بقيع الغرقد كفتة، لأنها مقبرة تضم الموتى.
﴿ شَامِخَاتٍ ﴾ أي عاليات، ومنه شمخ بأنفه في باب الكبر.
﴿ ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ ﴾ يعني دخان جهنم أعاذنا الله منها. قال عمر الزاهد: حدثني الشيباني قال: إن قيل لم قيل: ثلاث شعب؟ قيل لأن الفأر إذا خرج من محبسه أخذ يمنة أو يسرة أو فوق ولا رابع له.
﴿ ٱلْقَصْرِ ﴾ واحد القصوره. ومن قرأ كالقصر أراد أعناق النخل. ويقال: أصول النخل المقلوعة.
﴿ جِمَٰلَتٌ صُفْرٌ ﴾: أي إبل سود، أي جمع جمالة، وواحد الجمالة جمل. وجمالات بضم الجيم: قلوس سفن البحر. ويجوز أن يكون صفر من الصفرة. وانظر ٦٩ من البقرة.
سورة المرسلات
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (المُرسَلات) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الهُمَزة)، وقد جاءت ببيانِ قدرة الله على بعثِ الناس بعد هلاكهم؛ فهو المتصفُ بالرُّبوبية والألوهية، وقد افتُتحت بمَشاهدِ القيامة، والتذكير بمَصارعِ الغابرين، وذكَرتْ تأمُّلات في خَلْقِ الإنسان والكون؛ ليعودَ الخلقُ إلى أوامرِ الله، وليستجيبوا له سبحانه، و(المُرسَلات): هي الرِّياحُ التي تهُبُّ متتابِعةً.

ترتيبها المصحفي
77
نوعها
مكية
ألفاظها
181
ترتيب نزولها
33
العد المدني الأول
50
العد المدني الأخير
50
العد البصري
50
العد الكوفي
50
العد الشامي
50

* سورة (المُرسَلات):

سُمِّيت سورة (المُرسَلات) بذلك؛ لافتتاحها بالقَسَمِ الإلهيِّ بـ(المُرسَلات)؛ وهي: الرِّياح التي تهُبُّ متتابِعةً.

سورة (المُرسَلات) من السُّوَر التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم:

عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «قال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يا رسولَ اللهِ، أراكَ قد شِبْتَ! قال: «شيَّبتْني هُودٌ، والواقعةُ، والمُرسَلاتُ، و{عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ}، و{إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}». أخرجه الحاكم (3314).

1. مَشاهد القيامة (١-١٥).

2. مَصارع الغابرين (١٦-١٩).

3. تأمُّلات في خَلْقِ الإنسان والكون (٢٠-٢٨).

4. عودٌ لمَشاهد القيامة (٢٩-٥٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /540).

مقصدُ سورة (المُرسَلات): الاستدلالُ على وقوع البعث بعد فَناء الدنيا، والاستدلال على إمكانِ إعادة الخَلْقِ بما سبَق من خَلْقِ الإنسان وخلق الأرض، وفي ذلك دلائلُ على قدرة الله، واتصافِه بالوَحْدانية والرُّبوبية.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /419).