تفسير سورة المرسلات

فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن

تفسير سورة سورة المرسلات من كتاب فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن
لمؤلفه زكريا الأنصاري . المتوفي سنة 926 هـ

قوله تعالى :﴿ ويل يومئذ للمكذبين ﴾ [ المرسلات : ١٥ ].
كرّر هنا عشر مرات، والتكرار في مقام الترغيب والترهيب مستحسن، لاسيما إذا تغايرت الآيات السابقة على المرات المكررة كما هنا.
قوله تعالى :﴿ هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون ﴾ [ المرسلات : ٣٥، ٣٦ ].
إن قلتَ : نفي النطق عنهم، يدلّ على انتفاء الاعتذار منهم، إذ الاعتذار لا يكون إلا بالنطق، فما فائدة قوله عقبه ﴿ ولا يؤذن لهم فيعتذرون ﴾.
قلتُ : معناه لا ينطقون ابتداء بعذر مقبول، ولا بعد أن يؤذن لهم في الاعتذار، لو أُذن لهم فيه، إذ الخائف عادة قد لا ينطق لسانه بعذر وحجة لخوفه، لكن إذا أُذن له فيه نطق( ١ )، ففائدة ذلك نفي هذا المعنى، أي لا ينطقون ابتداء بعذر، ولا بعد الإذن.
فإن قلتَ : ما ذُكر ينافيه ما دلّ عليه قوله تعالى :﴿ يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ﴾ [ غافر : ٥٢ ] من وقوع الاعتذار منهم ؟
قلتُ : لا ينافيه لأن يوم القيامة يوم طويل، فيعتذرون في وقت، ولا يعتذرون في آخر، والجواب بأن المراد بتلك الآية " الظالمون " من المسلمين، وبما هنا " الكافرون " ضعيف، لتعقيب تلك الآية بقوله تعالى :﴿ ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ﴾ [ غافر : ٥٢ ].
١ - المراد أنهم في ذلك اليوم الرهيب كالخُرس، لا يتكلمون بكلام ينفعهم لهول ذلك اليوم، ولا يُقبل لهم عذر وحجة إذا اعتذروا، بل لا يؤذن لهم في الاعتذار، لأنهم كفرة أشرار..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٥:قوله تعالى :﴿ هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون ﴾ [ المرسلات : ٣٥، ٣٦ ].
إن قلتَ : نفي النطق عنهم، يدلّ على انتفاء الاعتذار منهم، إذ الاعتذار لا يكون إلا بالنطق، فما فائدة قوله عقبه ﴿ ولا يؤذن لهم فيعتذرون ﴾.
قلتُ : معناه لا ينطقون ابتداء بعذر مقبول، ولا بعد أن يؤذن لهم في الاعتذار، لو أُذن لهم فيه، إذ الخائف عادة قد لا ينطق لسانه بعذر وحجة لخوفه، لكن إذا أُذن له فيه نطق( ١ )، ففائدة ذلك نفي هذا المعنى، أي لا ينطقون ابتداء بعذر، ولا بعد الإذن.
فإن قلتَ : ما ذُكر ينافيه ما دلّ عليه قوله تعالى :﴿ يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ﴾ [ غافر : ٥٢ ] من وقوع الاعتذار منهم ؟
قلتُ : لا ينافيه لأن يوم القيامة يوم طويل، فيعتذرون في وقت، ولا يعتذرون في آخر، والجواب بأن المراد بتلك الآية " الظالمون " من المسلمين، وبما هنا " الكافرون " ضعيف، لتعقيب تلك الآية بقوله تعالى :﴿ ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ﴾ [ غافر : ٥٢ ].
١ - المراد أنهم في ذلك اليوم الرهيب كالخُرس، لا يتكلمون بكلام ينفعهم لهول ذلك اليوم، ولا يُقبل لهم عذر وحجة إذا اعتذروا، بل لا يؤذن لهم في الاعتذار، لأنهم كفرة أشرار..

سورة المرسلات
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (المُرسَلات) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الهُمَزة)، وقد جاءت ببيانِ قدرة الله على بعثِ الناس بعد هلاكهم؛ فهو المتصفُ بالرُّبوبية والألوهية، وقد افتُتحت بمَشاهدِ القيامة، والتذكير بمَصارعِ الغابرين، وذكَرتْ تأمُّلات في خَلْقِ الإنسان والكون؛ ليعودَ الخلقُ إلى أوامرِ الله، وليستجيبوا له سبحانه، و(المُرسَلات): هي الرِّياحُ التي تهُبُّ متتابِعةً.

ترتيبها المصحفي
77
نوعها
مكية
ألفاظها
181
ترتيب نزولها
33
العد المدني الأول
50
العد المدني الأخير
50
العد البصري
50
العد الكوفي
50
العد الشامي
50

* سورة (المُرسَلات):

سُمِّيت سورة (المُرسَلات) بذلك؛ لافتتاحها بالقَسَمِ الإلهيِّ بـ(المُرسَلات)؛ وهي: الرِّياح التي تهُبُّ متتابِعةً.

سورة (المُرسَلات) من السُّوَر التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم:

عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «قال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يا رسولَ اللهِ، أراكَ قد شِبْتَ! قال: «شيَّبتْني هُودٌ، والواقعةُ، والمُرسَلاتُ، و{عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ}، و{إِذَا اْلشَّمْسُ كُوِّرَتْ}». أخرجه الحاكم (3314).

1. مَشاهد القيامة (١-١٥).

2. مَصارع الغابرين (١٦-١٩).

3. تأمُّلات في خَلْقِ الإنسان والكون (٢٠-٢٨).

4. عودٌ لمَشاهد القيامة (٢٩-٥٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /540).

مقصدُ سورة (المُرسَلات): الاستدلالُ على وقوع البعث بعد فَناء الدنيا، والاستدلال على إمكانِ إعادة الخَلْقِ بما سبَق من خَلْقِ الإنسان وخلق الأرض، وفي ذلك دلائلُ على قدرة الله، واتصافِه بالوَحْدانية والرُّبوبية.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /419).