تفسير سورة القصص

جهود الإمام الغزالي في التفسير

تفسير سورة سورة القصص من كتاب جهود الإمام الغزالي في التفسير
لمؤلفه أبو حامد الغزالي . المتوفي سنة 505 هـ

﴿ قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي ﴾.
٨١٧- موسى بن عمران صلى الله عليه وسلم، لم يكن منه إلا وكرة واحدة، فكم خاف واستغفر وقال :﴿ رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي ﴾. ( منهاج العابدين : ١٥٩ )
﴿ فأوقد لي يا هامان على الطين ﴾.
٨١٨- نظر عمر رضي الله عنه في طريق الشام إلى صرح قد بني بجص وآجر، فكر وقال ما كنت أظن أن يكون في هذه الأمة من يبني بنيان هامان لفرعون، يعني قول فرعون :﴿ فأوقد لي يا هامان على الطين ﴾ يعني به الآجر، ويقال : عن فرعون هو أول من بني له بالجص والآجر، وأول من علمه هامان، ثم تبعهما الجبابرة، وهذا هو الزخرف. ( الإحياء : ٤/٢٥١ )
﴿ واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق ﴾.
٨١٩- فتكبر هو على الله وعلى رسله جميعا، قال وهب١ : قال له موسى عليه السلام آمن ولك ملكك، قال : حتى أشاور هامان، فشاور هامان فقال هامان : بينما أنت رب يعبد إذ صرت عبدا تعبد، فاستنكف عن عبودية الله وعن اتباع موسى عليه السلام. ( نفسه : ٣/٣٦٥ ).
١ هو ابن كامل بن سيح بن ذي كبار، وهو الأسوار الإمام، العلامة الإخباري القصصي، أبو عبد الله الأنباري، اليماني الدماري الصنعاني، أخو همام بن منية ومعقل بن منية، وغيلان بن منبه، ولد في زمان عثمان بن عفان وأخذ عن النعمان بن بشير وجابر وابن عمر وطاووس وغيره. وحدث عنه عمر وبن دينار وعوف الأعرابي وغيرهما ت سنة ١١٤هـ ن. تذكرة الحفاظ: ١/١٠٠. وسير أعلام النبلاء: ٤/٥٤٤..
﴿ وابتغ فيما ءاتاك الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض ﴾.
٨٢٠- ﴿ ولا تنس نصيبك من الدنيا ﴾ أي : لا تنس في الدنيا نصيبك منها للآخرة، فإنها مزرعة الآخرة، وفيها تكتسب الحسنات. ( نفسه : ٢/٩٤ )
٨٢١- ﴿ وابتغ فيما ءاتاك الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض ﴾
وإنما يكمن الإحسان بإدخال السرور على قلوب المسلمين بالمال. ( المستصفى :/٣٨٥ )
٨٢٣- ﴿ فخرج على قومه في زينته ﴾ الآية. فعرف أهل العلم بإيثار الآخرة على الدنيا. ( الإحياء : ١/٧٧ )
٨٢٤- ﴿ فخرج على قومه في زينته ﴾ إلى قوله تعالى :﴿ وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن ﴾ فنسب الزهد إلى العلماء ووصف أهله بالعلم وهو غاية الثناء. ( نفسه : ٤/٢٣٣ ).
﴿ تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون غلوا في الأرض ولا فسادا ﴾.
٨٢٥- إنه الرئاسة والتطاول في البنيان. ( نفسه : ٣/٢٩٤ )
٨٢٦- جمع بين إرادة الفساد والعلو، وبين أن الدار الآخرة للخالي عن الإرادتين ( نفسه : ٤/٢٥٠ )
٨٢٧- علق الحكم بنفي الإرادة دون الطلب والفعل للمراد. ( منهاج العابدين : ٨٥ )
﴿ كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون ﴾.
٨٢٨- ذاته ليست بفانية وعلمه ليس بمتناه، وكلامه ليس بمنقطع، لأن الكلام باق ببقاء الذات، ولا فناء لذاته، فكلامه كعلمه، وعلمه كذاته. ﴿ كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون ﴾. ( المعارف العقلية : ٥٥ ).
سورة القصص
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (القَصَص) من السُّوَر المكية التي جاءت ببيانِ إعجاز هذا الكتاب، وبيانِ صِدْقِ نبوة مُحمَّد صلى الله عليه وسلم؛ من خلال قَصِّ القِصَص التي علَّمها اللهُ نبيَّه صلى الله عليه وسلم، وذكَرتِ السورةُ قصةَ موسى عليه السلام مع فِرْعون، وخروجَه من (مِصْرَ) إلى (مَدْيَنَ)، والتقاءَه بابنتَيْ شُعَيبٍ عليه السلام، وما تَبِع ذلك من التفاصيل التي كان مقصودُها بيانَ صراعِ الحقِّ والباطل، وأن النُّصرةَ لهذا الدِّين، وكذلك بيَّنت السورةُ تواضع الأنبياء مع الله عز وجل، ورَدَّ الأمرِ والفضل كلِّه لله عز وجل.

ترتيبها المصحفي
28
نوعها
مكية
ألفاظها
1438
ترتيب نزولها
49
العد المدني الأول
88
العد المدني الأخير
88
العد البصري
88
العد الكوفي
88
العد الشامي
88

* قوله تعالى: {إِنَّكَ ‌لَا ‌تَهْدِي ‌مَنْ ‌أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اْللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُۚ} [القصص: 56]:

عن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه، قال: «قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لعَمِّه: «قُلْ: لا إلهَ إلا اللهُ، أشهَدُ لك بها يومَ القيامةِ»، قال: لولا أن تُعيِّرَني قُرَيشٌ، يقولون: إنَّما حمَلَه على ذلك الجَزَعُ؛ لأقرَرْتُ بها عينَك؛ فأنزَلَ اللهُ: {إِنَّكَ ‌لَا ‌تَهْدِي ‌مَنْ ‌أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اْللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُۚ} [القصص: 56]». أخرجه مسلم (٢٥).

* سورة (القَصَص):

سُمِّيت سورةُ (القَصَص) بذلك؛ لوقوع لفظ (القَصَص) فيها في قوله تعالى: {فَلَمَّا جَآءَهُۥ وَقَصَّ عَلَيْهِ ‌اْلْقَصَصَ} [القصص: 25].

اشتملت سورةُ (القَصَص) على الموضوعات الآتية:

1. طغيان فرعون، ووعد الله تعالى بإنقاذ المضطهدين، وعقوبة المفسدين (١-٦).

2. ميلاد موسى ونجاته من القتل (٧-١٣).

3. قتل القِبْطي خطأً، والخروج إلى (مَدْيَنَ) (١٤-٢١).

4. اللجوء إلى (مَدْيَنَ)، وزواج موسى عليه السلام (٢٢-٢٨).

5. بعثة موسى وهارون عليهما السلام، وتأييدهما (٢٩-٣٥).

6. بَدْء الدعوة، وتكذيب فرعون وجنوده، ونزول العقاب بهما (٣٦-٤٢).

7. إيتاء التوراة لموسى والقرآن لمُحمَّد عليهما السلام (٤٣-٥٠).

8. الإشارة إلى مؤمني أهلِ الكتاب، وتحذير كفار قريش من الرُّكون إلى الدنيا (٥١-٦١).

9. موقف المشركين يوم القيامة ودعوتهم للتوبة /توحيد الله تعالى (٦٢-٧٥).

10. قصة قارون وعاقبة البَغْي والتكبُّر (٧٦-٨٤).

11. بشارة النبيِّ بالعودة إلى مكَّةَ سالمًا (٨٥-٨٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (5 /516).

مقصدُ سورة (القَصَص): هو بيانُ صراع الحقِّ والباطل، ونُصْرة الله لهذا الدِّين، وبيانُ تواضع الأنبياء لله عزَّ وجلَّ، ونتج عن هذا التواضعِ ردُّ الأمر كلِّه لله؛ كما تَجلَّى ذلك في قصة موسى عليه السلام مع المرأتين، ومردُّ ذلك إلى الإيمان بالآخرة، والإيمانِ بنبوَّة مُحمَّد صلى الله عليه وسلم، الثابتةِ بإعجاز القرآن، الذي أخبر بالغيب الذي لم يطَّلِعْ عليه أحد، وإنما هو من عند الله عزَّ وجلَّ، بما علَّمه اللهُ من القِصص الصادقة.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /338).