تفسير سورة فصّلت

غريب القرآن لابن قتيبة

تفسير سورة سورة فصلت من كتاب غريب القرآن المعروف بـغريب القرآن لابن قتيبة.
لمؤلفه ابن قتيبة الدِّينَوري . المتوفي سنة 276 هـ

سورة فصلت «١»
مكية كلها
٥- وَفِي آذانِنا وَقْرٌ أي صمم.
١٠- وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها: جمع قوت، وهو: ما أوتيه ابن آدم لأكله ومصلحته سَواءً لِلسَّائِلِينَ. قال قتادة: «من سأل فهو كما قال الله».
١١- ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ أي عمد لها.
١٢- فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ، أي صنعهن وأحكمهن. قال أبو ذؤيب:
وعليهما مسرودتان قضاهما داود أو صنع السوابغ تبع
[أي صنعما داود وتبع].
وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها أي جعل في كل سماء ملائكة.
١٦- (الريح الصرصر) : الشديدة.
فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ قال قتادة: «نكدات مشئومات». قال الشاعر:
فسيروا بقلب العقرب اليوم، إنه سواء عليكم بالنحوس وبالسعد
(١) وتسمى سورة السجدة أو حم السجدة.
١٧- وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ أي دعوناهم ودللناهم.
الْعَذابِ الْهُونِ أي الهوان.
٢٠- وَجُلُودُهُمْ كناية عن الفروج.
٢٣- وأَرْداكُمْ: أهلككم.
٢٦- وَالْغَوْا فِيهِ: الغطوا فيه.
٢٩- رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا- مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ- نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا. يقال: إبليس وابن آدم الذي قتل أخاه، فسن القتل.
٣٠- إِنَّ الَّذِينَ قالُوا: رَبُّنَا اللَّهُ، ثُمَّ اسْتَقامُوا أي آمنوا، ثم استقاموا على طاعة الله.
قال النبي- صلّى الله عليه وعلى آله وسلم-: «استقيموا، ولن تحصوا».
٣٢- نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ أي رزقا.
٣٩- اهْتَزَّتْ أي اهتزت بالنبات، وَرَبَتْ: علت وانتفخت.
٤٢- لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ. قالوا: لا يستطيع الشيطان أن يبطل منه حقا، ولا يحق منه باطلا.
٤٣- ما يُقالُ لَكَ إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ. تعزية [له ﷺ وتسلية] أي قد قيل للرسل قبلك: ساحر وكذاب، كما قيل لك.
٤٤- وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا، لَقالُوا: لَوْلا فُصِّلَتْ آياتُهُ، أي هلّا فصلت آياته، اي أنزلت مفصلة بالآي!. كأن التفصيل للسان العرب!.
ثم ابتدأ فقال: ءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ!؟ حكاية عنهم. كأنهم يعجبون
فيقولون: أكتاب اعجمي ونبي عربي؟ كيف يكون هذا!؟. فكان ذلك أشد لتكذيبهم.
٤٤- أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ: لقلة أفهامهم. يقال للرجل الذي لا يفهم: أنت تنادي من مكان بعيد!.
٤٧- وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها أي من المواضع التي كانت فيها مستترة. وغلاف كل شيء: كمته. وإنما قيل: كم القميص، من هذا.
٤٧- قالُوا آذَنَّاكَ: أعلمناك. هذا من قول الآلهة التي كانوا يعبدون في الدنيا. ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ لهم بما قالوا وادعوه فينا.
٥١- فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ أي كثير. إن وصفته بالطول أو بالعرض، جاز في الكلام.
٥٣- سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ قال مجاهد: «فتح القرى، وَفِي أَنْفُسِهِمْ: فتح مكة».
٥٤- أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ أي في شك.
سورة فصلت
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (فُصِّلتْ) من السُّوَر المكِّية، من مجموعةِ سُوَرِ (الحواميم)، افتُتِحت بتعظيم الكتاب، وبيان وضوحه وهدايته للناس، وإنزالُ هذا الكتاب يدلُّ دَلالةً واضحة على تمام علمِ الخالق، الذي دعا النبيُّ صلى الله عليه وسلم الكفارَ إلى الإيمان به؛ فبعد هذه الدَّلالة بانَ استكبارُهم، ومخالَفتُهم الحقَّ بعد وضوحه لهم كوضوحِ الشمس؛ فقد جاء لهم بالآياتِ البيِّنات في هذا الكون، وفي إنزال هذا الكتاب المُحكَم.

ترتيبها المصحفي
41
نوعها
مكية
ألفاظها
795
ترتيب نزولها
61
العد المدني الأول
53
العد المدني الأخير
53
العد البصري
52
العد الكوفي
54
العد الشامي
52

- قوله تعالى: {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَآ أَبْصَٰرُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اْللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرٗا مِّمَّا تَعْمَلُونَ} [فصلت: 22]:

عن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه، قال: «كان رجُلانِ مِن قُرَيشٍ وخَتَنٌ لهما مِن ثَقِيفَ - أو رجُلانِ مِن ثَقِيفَ وخَتَنٌ لهما مِن قُرَيشٍ - في بيتٍ، فقال بعضُهم لبعضٍ: أترَوْنَ أنَّ اللهَ يَسمَعُ حديثَنا؟ قال بعضُهم: يَسمَعُ بعضَه، وقال بعضُهم: لَئِنْ كان يَسمَعُ بعضَه لقد يَسمَعُ كلَّه؛ فأُنزِلتْ: {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَآ أَبْصَٰرُكُمْ} [فصلت: 22] الآية». أخرجه البخاري (٤٨١٦).

* سورةُ (فُصِّلتْ):

سُمِّيت سورةُ (فُصِّلتْ) بهذا الاسم؛ لوقوع كلمة (فُصِّلتْ) في أولها؛ قال تعالى: {كِتَٰبٞ فُصِّلَتْ ءَايَٰتُهُۥ قُرْءَانًا عَرَبِيّٗا لِّقَوْمٖ يَعْلَمُونَ} [فصلت: 3].

1. مقدمة في القرآن الكريم، وموقفُ المشركين الانهزاميُّ، وصفة الرسول عليه السلام وواجبه (١-٨).

2. الاحتجاج بالسُّنَن الكونية على صدقِ الدعوة (٩-١٢).

3. إعراض المشركين عن سماع الدعوة في القرآن الكريم، ومسيرةُ الدعوة في الأُمَم السابقة (١٣-١٨).

4. مصير المشركين، وإحصاءُ أعمالهم التي أوصلتهم لهذا المصير (١٩-٢٤).

5. إصرار المشركين على عدم سماع الدعوة (قرناء الباطل) (٢٥-٢٩).

6. قرناء المؤمنين (الملائكة) يُعِينونهم على تبليغ الدعوة (٣٠-٣٦).

7. الاحتجاج بالسُّنَن الكونية (٣٧-٤٠).

8. صفات القرآن الكريم، وعلمُ اللهِ المطلقُ (٤١-٤٨).

9. تردُّد الإنسان نفسيًّا من الأحداث حوله (٤٩- ٥١).

10. تحقيقُ أن القرآنَ من الله جل وعلا (٥٢-٥٤).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /5).

مقصودها إثباتُ العلمِ لله عزَّ وجلَّ؛ فإنَّ هذا الكتابَ المُحكَم المفصَّل يدلُّ دَلالةً واضحة على تمام علمِ الله عزَّ وجلَّ، وفي هذا دعوةٌ للكفار إلى الإيمان بالله، واتِّباع الصراط المستقيم البَيِّنِ الذي لا شائبةَ فيه، وتسميتُها بسورة (فُصِّلتْ) واضحُ الدَّلالة على ذلك المقصد.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /444).