تفسير سورة فصّلت

مجاز القرآن

تفسير سورة سورة فصلت من كتاب مجاز القرآن المعروف بـمجاز القرآن.
لمؤلفه أبو عبيدة معمر بن المثنى . المتوفي سنة 209 هـ

«سورة حم السّجدة» (٤١)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قوله: «وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها» (١٠) واحدها قوت وهى الأرزاق وما احتيج إليه..
«فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ» (١٠) مجاز نصبها مجاز المصدر..
«قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ» (١١) هذا مجاز الموات والحيوان الذي يشبّه تقدير فعله بفعل الآدميين..
«وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً» (١٢) مجاز نصبها كنصب المصادر..
«فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً» (١٦) الشديدة الصوت العاصف «١» «٢»، وقال ابن ميّادة «٣» :
أشاقك المنزل والمحضر أودت به ريدانة صرصر
[٨١٨]
(١). - ٩ «هى... العاصفة» الذي ورد فى الفروق: مروى عن أبى عبيدة (فتح الباري ٨/ ٤٣٠)
(٢). - ٩ «معنى عاصفة» الذي ورد فى الفروق: رواها القرطبي (١٥/ ٣٤٧) عن أبى عبيدة. [.....]
(٣). - ١٠ «ابن ميادة» : هو الرماح بن أبرد بن ثريان بن سراقة من بنى مرّة وأمه ميادة غلبت عليه وهو شاعر إسلامى انظر ترجمته فى الشعراء ص ٤٨٤ والسمط ص ٣٠٧ والخزانة ١/ ٧٧.
«نَحِساتٍ» (١٦) ذوات نحوس أي مشاييم «١»..
«الْعَذابِ الْهُونِ» (١٧) أي الهوان..
«يُوزَعُونَ» (١٩) يدفعون مجازها يفعلون من وزعت «٢» «٣»..
«كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ» (٣٤) الحميم القريب «٤»..
«وَمِنْ آياتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ» (٣٧) أي خلق الليل والنهار والشمس والقمر فلما انتهى الكلام إلى الشمس والقمر وهما يعبدان نهى عن عبادتهما وأمر بعبادة الذي خلقهما وخلق الليل والنهار فصار هاهنا جميعا وجميع الحيوان ذكرا كان أو مؤنثا أو ذكرا مع مؤنث يخرج إلى التأنيث..
«اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ» (٤٠) لم يأمرهم بعمل الكفر إنما هو توعد.
(١). - ١ «نحسات... مشاييم» : روى ابن حجر هذا الكلام عن أبى عبيدة (فتح الباري ٨/ ٤٣٠).
(٢). - ٨١٩: من قصيدة طويلة فى الأغانى ١٠/ ٧١- ٧٢ وهو فى الشعراء ص ٢٧٤ مع آخرين.
(٣). - ٣ «يوزعون... وزعت» : روى ابن حجر تفسيره هذا عنه (فتح الباري ٨/ ٤٣١).
(٤). - ٤ «الحميم القريب» : روى تفسيره هذا البخاري ولكن وقع اسمه معمر فى أكثر الروايات:
وفيه قال ابن حجر: ولى حميم القريب: كذا للأكثر وعند النسفي وقال معمر فذكره ومعمر هو إن المثنى أبو عبيدة وهذا كلامه قال فى قوله كأنه... إلخ (فتح الباري ٨/ ٤٢١).
«مِنْ أَكْمامِها» (٤٧) أي أوعيتها واحدها كمّة وهو ما كانت فيه وكم وكمّة واحد وجمعها أكمام وأكمّة..
«مِنْ مَحِيصٍ» (٤٨) يقال: حاص عنه حاد عنه «١».
«يوس» (٤٩) فعول من يئست..
«قَنُوطٌ» (٤٩) فعول من قنط ومجازهما واحد..
«أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ» (٥١) أي تباعد عنى..
«مِرْيَةٍ» (٥٤) ومرية «٢» أي امتراء.
(١). - ١- «من أكمامها... حاد» : روى ابن حجر هذا الكلام عنه (فتح الباري ٨/ ٤٢١).
(٢). - ٧ «مرية ومربة» : أخذ البخاري تفسيره هذا عنه وأشار إليه ابن حجر بقوله: هو قول أبى عبيدة أيضا (فتح الباري ٨/ ٤٢١).
سورة فصلت
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (فُصِّلتْ) من السُّوَر المكِّية، من مجموعةِ سُوَرِ (الحواميم)، افتُتِحت بتعظيم الكتاب، وبيان وضوحه وهدايته للناس، وإنزالُ هذا الكتاب يدلُّ دَلالةً واضحة على تمام علمِ الخالق، الذي دعا النبيُّ صلى الله عليه وسلم الكفارَ إلى الإيمان به؛ فبعد هذه الدَّلالة بانَ استكبارُهم، ومخالَفتُهم الحقَّ بعد وضوحه لهم كوضوحِ الشمس؛ فقد جاء لهم بالآياتِ البيِّنات في هذا الكون، وفي إنزال هذا الكتاب المُحكَم.

ترتيبها المصحفي
41
نوعها
مكية
ألفاظها
795
ترتيب نزولها
61
العد المدني الأول
53
العد المدني الأخير
53
العد البصري
52
العد الكوفي
54
العد الشامي
52

- قوله تعالى: {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَآ أَبْصَٰرُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اْللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرٗا مِّمَّا تَعْمَلُونَ} [فصلت: 22]:

عن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه، قال: «كان رجُلانِ مِن قُرَيشٍ وخَتَنٌ لهما مِن ثَقِيفَ - أو رجُلانِ مِن ثَقِيفَ وخَتَنٌ لهما مِن قُرَيشٍ - في بيتٍ، فقال بعضُهم لبعضٍ: أترَوْنَ أنَّ اللهَ يَسمَعُ حديثَنا؟ قال بعضُهم: يَسمَعُ بعضَه، وقال بعضُهم: لَئِنْ كان يَسمَعُ بعضَه لقد يَسمَعُ كلَّه؛ فأُنزِلتْ: {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَآ أَبْصَٰرُكُمْ} [فصلت: 22] الآية». أخرجه البخاري (٤٨١٦).

* سورةُ (فُصِّلتْ):

سُمِّيت سورةُ (فُصِّلتْ) بهذا الاسم؛ لوقوع كلمة (فُصِّلتْ) في أولها؛ قال تعالى: {كِتَٰبٞ فُصِّلَتْ ءَايَٰتُهُۥ قُرْءَانًا عَرَبِيّٗا لِّقَوْمٖ يَعْلَمُونَ} [فصلت: 3].

1. مقدمة في القرآن الكريم، وموقفُ المشركين الانهزاميُّ، وصفة الرسول عليه السلام وواجبه (١-٨).

2. الاحتجاج بالسُّنَن الكونية على صدقِ الدعوة (٩-١٢).

3. إعراض المشركين عن سماع الدعوة في القرآن الكريم، ومسيرةُ الدعوة في الأُمَم السابقة (١٣-١٨).

4. مصير المشركين، وإحصاءُ أعمالهم التي أوصلتهم لهذا المصير (١٩-٢٤).

5. إصرار المشركين على عدم سماع الدعوة (قرناء الباطل) (٢٥-٢٩).

6. قرناء المؤمنين (الملائكة) يُعِينونهم على تبليغ الدعوة (٣٠-٣٦).

7. الاحتجاج بالسُّنَن الكونية (٣٧-٤٠).

8. صفات القرآن الكريم، وعلمُ اللهِ المطلقُ (٤١-٤٨).

9. تردُّد الإنسان نفسيًّا من الأحداث حوله (٤٩- ٥١).

10. تحقيقُ أن القرآنَ من الله جل وعلا (٥٢-٥٤).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /5).

مقصودها إثباتُ العلمِ لله عزَّ وجلَّ؛ فإنَّ هذا الكتابَ المُحكَم المفصَّل يدلُّ دَلالةً واضحة على تمام علمِ الله عزَّ وجلَّ، وفي هذا دعوةٌ للكفار إلى الإيمان بالله، واتِّباع الصراط المستقيم البَيِّنِ الذي لا شائبةَ فيه، وتسميتُها بسورة (فُصِّلتْ) واضحُ الدَّلالة على ذلك المقصد.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /444).