تفسير سورة غافر

كتاب نزهة القلوب

تفسير سورة سورة غافر من كتاب كتاب نزهة القلوب
لمؤلفه أبى بكر السجستاني .

﴿ تَقَلُّبُهُمْ فِي ٱلْبِلاَدِ ﴾: أي تصرفهم فيها للتجارة، أي فلا يغررك تصرفهم وأمنهم وخروجهم من بلد إلى بلد، وإن الله تعالى محيط بهم.
﴿ لِيُدْحِضُواْ بِهِ ٱلْحَقَّ ﴾ أي ليزيلوا به الحق ويذهبوا به. انظر ١٦ من الشورى.
﴿ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ ﴾ أي وجبت.
﴿ أَمَتَّنَا ٱثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا ٱثْنَتَيْنِ ﴾: مثل قوله تعالى:﴿ وَكُنْتُمْ أَمْوَٰتاً فَأَحْيَٰكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ﴾[البقرة: ٢٨] فالموتة الأولى كونهم نطفا في أصلاب آبائهم، لأن النطفة ميتة؛ والحياة الأولى إحياء الله تعالى إياهم من النطفة؛ والموتة الثانية إماتة الله إياهم بعد الحياة؛ والحياة الثانية إحياء الله إياهم للبعث؛ فهاتان موتتان وحياتان. ويقال: الموتة الأولى التي تقع بهم في الدنيا بعد الحياة؛ والحياة الأولى إحياء الله تعالى إياهم في القبر لمساءلة منكر ونكير؛ والموتة الثانية إماتة الله تعالى لهم بعد المساءلة، والحياة الثانية إحياء الله تعالى إياهم للبعث.
(تلاق): التقاء، وقوله: ﴿ لِيُنذِرَ يَوْمَ ٱلتَّلاَقِ ﴾: أي يوم يلتقي فيه أهل الأرض وأهل السماء، ويقال: الخالق والمخلوق لقوله تعالى:﴿ وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً ﴾[الفجر: ٢٢] ويوم التناد: يوم يتنادى فيه أهل الجنة والنار، وينادي أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم. والتناد بتشديد الدال: من ند البعير إذا مضى على وجهه. يوم التغابن: يوم يغبن فيه أهل الجنة أهل النار، وأصل الغبن النقص في المعاملة والمبايعة والمقاسمة.
﴿ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ ٱلأَزِفَةِ ﴾ يعني يوم القيامة.(حناجر): جمع حنجرة وحنجرة وهما رأس الغلصمة حيث تراه حديدا من خارج الحلق.
﴿ يَوْمَ ٱلتَّنَادِ ﴾ يوم يتنادى فيه أهل الجنة والنار، وينادي أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم. والتناد بتشديد الدال، من ند البعير إذا مضى على وجهه.
﴿ أَسْبَابَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ﴾ أبوابها.﴿ تَبَابٍ ﴾: أي خسران.
﴿ مَّـا هُم بِبَالِغِيهِ ﴾ أي تكبر.
﴿ دَاخِرِينَ ﴾: صاغرين أذلاء.
سورة غافر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (غافرٍ) من السُّوَر المكِّية، بُدِئت بعد حمدِ الله بإثبات صفةِ المغفرة له عزَّ وجلَّ، ولا تكون مغفرةٌ إلا عن عِزَّةٍ وعلم وقدرة، فأثبتت هذه السورة كثيرًا من صفاتِ الكمال لله عزَّ وجلَّ، كما أظهرت قُدْرتَه عزَّ وجلَّ على العقاب؛ فالله غافرُ الذَّنب وقابلُ التَّوب، لكنه شديدُ العقاب، كما جاءت السورةُ على حُجَجِ المشركين وأدحضَتْها، ودعَتْ إلى الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ فالله ناصرٌ دِينَه، ومُعْلٍ كتابَه.

ترتيبها المصحفي
40
نوعها
مكية
ألفاظها
1226
ترتيب نزولها
60
العد المدني الأول
84
العد المدني الأخير
84
العد البصري
82
العد الكوفي
85
العد الشامي
86

* سورة (غافرٍ):

سُمِّيت سورةُ (غافرٍ) بهذا الاسم؛ لورود هذه الصفةِ لله في أوَّل السورة.

1. صفات الله تعالى (١-٣).

2. نشاط المشركين العقليُّ ضد الرسول صلى الله عليه وسلم (٤-٦).

3. إعانة المسلمين للتصدي للمشركين (٧-٩).

4. مصير المشركين، وندَمُهم (١٠-١٢).

5. صفاته تعالى، وإفراده بالعبادة (١٣-١٧).

6. يوم الفصل، وأحوالُ الناس فيه (١٨-٢٢).

7. صور من مسيرة الدعاة (٢٣-٢٧).

8. مؤمن آل فرعون (٢٨-٤٥).

9. حُجَجٌ تدعو إلى الإيمان (٢٨-٢٩).

10. نماذجُ تطبيقية (٣٠-٣٤).

11. حُجَج المشركين الداحضةُ (٣٥- ٣٧).

12. حُجَجٌ تستوجب التوبةَ والإيمان (٣٨-٤٥).

13. ندمُ المشركين على كفرهم، وعذابُهم (٤٥-٥٠).

14. عهدٌ من الله لنصرِ المؤمنين (٥١-٥٥).

15. أسباب تمسُّك المشركين بشِرْكِهم (٥٦-٥٩).

16. توجيه المؤمنين لتوثيق رأيِهم بالسُّنَن الكونية (٦٠- ٦٨).

17. وعيدٌ للمشركين بمصيرهم الأُخْروي (٦٩-٧٧).

18. وعد الرسول بالانتصار له، وضربُ الأمثلة من الواقع (٧٨-٨٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (6 /530).

مقصودُها بيانُ اتصافِ الله عزَّ وجلَّ بالعِزَّة الكاملة والعلمِ الشامل، ومغفرتِه لمن يشاء من عباده؛ فإنه لا يَقدِر على غفران ما يشاء لكل من يشاء إلا كاملُ العِزَّة، ولا يَعلَم جميعَ الذُّنوب ليسمى غافرًا لها إلا بالغُ العلم.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /435).