تفسير سورة غافر

غريب القرآن

تفسير سورة سورة غافر من كتاب غريب القرآن
لمؤلفه زيد بن علي . المتوفي سنة 120 هـ

أخبرنا أبو جعفر قال : حدّثنا علي بن أحمد، قال : حدّثنا عطاء بن السائب عن أبي خالد عن زيد بن علي عليهما السَّلامُ في قولهِ تعالى :﴿ ذِي الطَّوْلِ ﴾ معناه ذو الغِنى والتَفضلِ.
وقوله تعالى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ ﴾ معناه مَقتُ الله إيّاكُم في الدُّنيا كَان أكبرَ من مَقتِكُم أَنفسكُم إذا عاينتُم العَذابَ.
وقوله تعالى :﴿ أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ﴾ معناه كُنّا أَمواتاً في أَصلابِ آبائِنا، ثُمَّ أَحييتَنا، ثُمَّ أَمَتنا فيهَا، ثُمَّ أحييتَنا فِي الآخرةِ. ومثلُهُ ﴿ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ﴾ [ البقرة : ٢٨ ] [ أي ] أمواتاً في أصلابِ آبائِكُمْ ثُمَّ أحياكُم في أَرحامِ أُمهاتِكُم وأَخرجَكُمْ منهَا ثُمَّ أَماتكم في الدُّنيا ثُمَّ أحياكم في الآخرةِ.
وقوله تعالى :﴿ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا ﴾ معناه أقررنا بهَا.
وقوله تعالى :﴿ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ ﴾ معناه الوَحي.
وقوله تعالى :﴿ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلاَقِ يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لاَ يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ﴾ فيومُ التَّلاقِ : هو يومُ القِيامةِ، حينَ يلتقي الخَلقُ من الأَولينَ والآخرينَ، وقد بَرزوا من قِبورِهم، فيقالُ لَهُمْ لمن المُلكُ وقَدْ تَفردتُم بأربابٍ كَثيرةٍ وآلهةٍ شَتّى، فيجيبون أن المُلكَ لله الواحدِ القَهارِ. والقولُ فيهِ مُضمرٌ كَقولهِ تعالى :﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّآ ﴾ [ البقرة : ١٢٧ ] وأضمرَ يقولان رَبّنا تَقبل مِنَّا.
وقوله تعالى :﴿ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الأَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ﴾ فيومُ الأَزِفةِ : هو يَومُ القِيامةِ وكاظمين : معناه مغتمونَ.
وقوله تعالى :﴿ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيعٍ ﴾ فالظَّالمونَ : الكَافرونَ. والحَميمُ : القَريبُ.
وقوله تعالى :﴿ يَعْلَمُ خَآئِنَةَ الأَعْيُنِ ﴾ قال : والرَّجلُ يكونُ في القَومِ، فتمر بِهمْ المَرأةُ، فيريهُم أنهُ يَغضُ نَظرَهُ، فإذا رأى منهُم غَفلةً، لَحِظَ إليها ؛ فإنْ خَافَ أنْ يَفطِنوا لَهُ غَضَّ نَظرَهُ، فإذا رأى منهُم غَفلةً، لَحِظَ إليها ؛ فإنْ خَافَ أنْ يَفطِنوا لَهُ غَضَّ نَظَرَهُ، وَقدْ اطلعَ الله تَعالى مَن قَلبهِ أنهُ ودَّ أنهُ نَظَرَ إلى عَورتِها.
وقوله تعالى :﴿ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ ﴾ معناه بِغيرِ بُرهانٍ وَلاَ حُجةٍ.
قوله تعالى :﴿ إِلاَّ فِي تَبَابٍ ﴾ معناه في هَلكةٍ.
وقوله تعالى :﴿ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ﴾ معناه سَفكةُ الدِّماءِ بغيرِ حَقِّها.
وقوله تعالى :﴿ وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ﴾ معناه الملائكةُ.
وقوله تعالى :﴿ سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ معناه صاغرونَ.
وقوله تعالى :﴿ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ ﴾ معناه يَجرونَ.
وقوله تعالى :﴿ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ ﴾ معناه تَبطَرُونَ.
سورة غافر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (غافرٍ) من السُّوَر المكِّية، بُدِئت بعد حمدِ الله بإثبات صفةِ المغفرة له عزَّ وجلَّ، ولا تكون مغفرةٌ إلا عن عِزَّةٍ وعلم وقدرة، فأثبتت هذه السورة كثيرًا من صفاتِ الكمال لله عزَّ وجلَّ، كما أظهرت قُدْرتَه عزَّ وجلَّ على العقاب؛ فالله غافرُ الذَّنب وقابلُ التَّوب، لكنه شديدُ العقاب، كما جاءت السورةُ على حُجَجِ المشركين وأدحضَتْها، ودعَتْ إلى الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ فالله ناصرٌ دِينَه، ومُعْلٍ كتابَه.

ترتيبها المصحفي
40
نوعها
مكية
ألفاظها
1226
ترتيب نزولها
60
العد المدني الأول
84
العد المدني الأخير
84
العد البصري
82
العد الكوفي
85
العد الشامي
86

* سورة (غافرٍ):

سُمِّيت سورةُ (غافرٍ) بهذا الاسم؛ لورود هذه الصفةِ لله في أوَّل السورة.

1. صفات الله تعالى (١-٣).

2. نشاط المشركين العقليُّ ضد الرسول صلى الله عليه وسلم (٤-٦).

3. إعانة المسلمين للتصدي للمشركين (٧-٩).

4. مصير المشركين، وندَمُهم (١٠-١٢).

5. صفاته تعالى، وإفراده بالعبادة (١٣-١٧).

6. يوم الفصل، وأحوالُ الناس فيه (١٨-٢٢).

7. صور من مسيرة الدعاة (٢٣-٢٧).

8. مؤمن آل فرعون (٢٨-٤٥).

9. حُجَجٌ تدعو إلى الإيمان (٢٨-٢٩).

10. نماذجُ تطبيقية (٣٠-٣٤).

11. حُجَج المشركين الداحضةُ (٣٥- ٣٧).

12. حُجَجٌ تستوجب التوبةَ والإيمان (٣٨-٤٥).

13. ندمُ المشركين على كفرهم، وعذابُهم (٤٥-٥٠).

14. عهدٌ من الله لنصرِ المؤمنين (٥١-٥٥).

15. أسباب تمسُّك المشركين بشِرْكِهم (٥٦-٥٩).

16. توجيه المؤمنين لتوثيق رأيِهم بالسُّنَن الكونية (٦٠- ٦٨).

17. وعيدٌ للمشركين بمصيرهم الأُخْروي (٦٩-٧٧).

18. وعد الرسول بالانتصار له، وضربُ الأمثلة من الواقع (٧٨-٨٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (6 /530).

مقصودُها بيانُ اتصافِ الله عزَّ وجلَّ بالعِزَّة الكاملة والعلمِ الشامل، ومغفرتِه لمن يشاء من عباده؛ فإنه لا يَقدِر على غفران ما يشاء لكل من يشاء إلا كاملُ العِزَّة، ولا يَعلَم جميعَ الذُّنوب ليسمى غافرًا لها إلا بالغُ العلم.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /435).