تفسير سورة غافر

تفسير القرآن

تفسير سورة سورة غافر من كتاب تفسير القرآن
لمؤلفه الصنعاني . المتوفي سنة 211 هـ
سورة حم ( المؤمن )١
١ في (م) سورة المؤمن..

بسم الله الرحمن الرحيم٢
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ حم ﴾ قال : اسم من أسماء القرآن.
٢ البسملة من (م)..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فلا يغررك تقلبهم في البلاد ﴾ قال : إقبالهم وإدبارهم وتقلبهم في أسفارهم.
معمر عن قتادة في قوله :﴿ والأحزاب من بعدهم ﴾ قال : من بعد قوم نوح وعاد وثمود وتلك القرون كانوا أحزابا على الكفر.
معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه ﴾ قال : ليأخذوه فيقتلوه.
معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ حقت كلمة ربك ﴾١ قال : حق عليهم عذاب الله بأعمالهم.
١ (كلمات) بالجمع قراءة أبي جعفر ونافع وابن عامر، والباقون بالإفراد..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ويستغفرون للذين آمنوا ﴾ قال : قال مطرف بن عبد الله بن الشخير وجدنا أنصح عباد الله لعباد الله الملائكة، ووجدنا أغش عباد الله لعباد الله الشياطين١.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فاغفر للذين تابوا ﴾ قال : تابوا من الشرك ﴿ تابوا واتبعوا ﴾ أي طاعتك.
١ في (م) الشيطان..
معمر عن قتادة في قوله :﴿ وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ﴾ قال : بلغني أن عمر بن الخطاب قال : يا كعب١ ما عدن ؟ قال : قصور من ذهب٢ في الجنة يسكنها النبيون والصديقون والشهداء وأئمة العدل.
١ في (م) لكعب..
٢ كلمة (من ذهب) من (ق)..
أنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وقهم السيئات ﴾ قال : قهم العذاب. ومن تق العذاب يومئذ فقد رحمته.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم ﴾ قال : يقول : لمقت الله إياكم في الدنيا حين دعيتم إلى الإيمان فلم تؤمنوا أكبر من مقتكم أنفسكم حين رأيتم العذاب.
عبد الرزاق قال معمر : مر بالكلبي رجل فقال له : أرأيت قوله :﴿ أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين ﴾ قال : قد عرفت حين تذهب إنما كانوا أمواتا في أصلاب آبائهم فأحياهم ثم يميتهم ثم يحييهم.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ فالحكم لله العلي الكبير ﴾ قال : قالت الحروراء : لا حكم إلا لله فقال علي : كلمة حق غذي بها الباطل. قال : معمر وقال قتادة : والله لقد استحل بها الفرج الحرام والمال الحرام والدم الحرام وعصي بها الرحمن.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة ﴿ يلقي الروح ﴾ قال : الوحي والرحمة. عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ يوم التلاقي ﴾ يوم يتلاقى أهل السماء وأهل الأرض. والخالق١ وخلقه.
١ في (م) والخلاق..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ يوم هم بارزون ﴾ قال : بارزون لا يسترهم جبل ولا يسترهم شيء.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ﴾ قال : شخصت من صدورهم فنشبت في حلوقهم فلم تخرج ولم ترجع. عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ يوم الأزفة ﴾ قال : الساعة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ يعلم خائنة الأعين ﴾ قال : يعلم همزه بعينه وإغماضه فيما لا يحب الله.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة :﴿ فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا ﴾ قال : هذا بعد القتل الأول.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ أو أن يظهر في الأرض الفساد ﴾ قال : هو الهدى١، الفساد الذي عنى فرعون.
عبد الرزاق قال : أنا جعفر عن حميد الأعرج عن مجاهد أنه كان يقرأ :( وأن يظهر في الأرض الفساد ).
١ في (م) قال: هو هذا الفساد. وهو تصحيف..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ مثل يوم الأحزاب مثل دأب قوم نوح ﴾ قال : هم الأحزاب : قوم نوح وعاد وثمود.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ يوم التناد ﴾ يوم ينادي كل قوم بأعمالهم فينادي أهل النار أهل الجنة وأهل الجنة أهل النار.
معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ يوم تولون مدبرين ﴾ قال : مدبرين إلى النار.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ لعلي أبلغ الأسباب ﴾ قال : الأبواب.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ إلا في تباب ﴾ قال : في خسار.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ﴾ قال : من عمل شركا.
أنا عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فوقاه الله سيئات ما مكروا ﴾ قال : كان قبطيا فنجا مع موسى وبني إسرائيل حين نجوا.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن الأعمش في قوله :﴿ النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ﴾ قال : قال ابن مسعود : إن أرواحهم في صور طير سود يرون منازلهم بكرة وعشية.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري١ عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال : قالت أم مبشر لكعب بن مالك وهو شاك : اقرأ على ابني السلام تعني مبشرا، فقال : يغفر الله لك يا أم مبشر، أو لم تسمعي ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إنما نسمة المؤمن طير تعلق في شجره الجنة حتى يرجعها الله إلى جسده يوم القيامة " قالت : ضعفت فأستغفر٢ الله.
١ كلمة (عن الزهري) من (ق)...
٢ رواه النسائي في الجنائز ج ٤ ص ١٠٨.
وابن ماجه في الزهد: ج ٢ ص ١٤٢٨.
وأحمد: ج ٣ ص ٤٥٥، ٤٥٦ وقد تقدم هذا الحديث في سورة آل عمران فلينظر هناك..

عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ويوم يقوم الأشهاد ﴾ قال : الأشهاد الملائكة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ بالعشي والإبكار ﴾ قال : صلاة الفجر والعصر، وكل شيء في القرآن من ذكر التسبيح فهو صلاة.
عبد الرزاق عن الثوري عن أبي قيس الأودي عن هذيل بن شرحبيل عن ابن مسعود قال : إن أرواح آل فرعون في أجواف طير سود تعرض١ على النار كل يوم مرتين، يقال : يا آل فرعون هذه داركم.
١ في (م) يعرضون..
أنا عبد الرزاق عن الثوري عن منصور والأعمش عن ذر عن يسيع الكندي١ عن النعمان بن بشير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن الدعاء هو٢ العبادة " ثم قرأ :﴿ ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ﴾.
عبد الرزاق قال : أنا ابن التيمي عن أبيه قال :٣ لو أن غلا من أغلال جهنم وضع على جبل لوهصه٤ حتى يبلغ الماء الأسود.
١ في (م)... عن الثوري والأعمش عن يسيع الكلبي... وهو تصحيف انظر تهذيب التهذيب ج ١١ ص ٣٨٠..
٢ رواه أبو داود في الدعاء ج ٢ ص ١٤١.
والترمذي في التفسير ج ٤ ص ٣٧٩ وأحمد ج ٤ ص ٢٦٧..

٣ في (ق) قال: إنه لو أن غلا..
٤ معنى وهصه: كسره ودقه. انظر لسان العرب ج ٧ ص ٣٠٨..
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ حاجة في صدوركم ﴾ قال : من بلد إلى بلد.
عبد الرزاق قال : أنا ابن جريج سمعته يذكر عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ وآثارا فيه في الأرض ﴾ قال : المشي فيها بأرجلهم.
عبد الرزاق قال : أنا ابن جريج عن مجاهد في قوله :﴿ قلوبنا في أكنة ﴾ قال : كالجعبة للنبل.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ سنة الله التي قد خلت في عباده ﴾ قال : سنته أنهم إذا رأوا بأسنا آمنوا فلم ينفعهم إيمانهم ﴿ فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده ﴾ إلى آخر السورة.
سورة غافر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (غافرٍ) من السُّوَر المكِّية، بُدِئت بعد حمدِ الله بإثبات صفةِ المغفرة له عزَّ وجلَّ، ولا تكون مغفرةٌ إلا عن عِزَّةٍ وعلم وقدرة، فأثبتت هذه السورة كثيرًا من صفاتِ الكمال لله عزَّ وجلَّ، كما أظهرت قُدْرتَه عزَّ وجلَّ على العقاب؛ فالله غافرُ الذَّنب وقابلُ التَّوب، لكنه شديدُ العقاب، كما جاءت السورةُ على حُجَجِ المشركين وأدحضَتْها، ودعَتْ إلى الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ فالله ناصرٌ دِينَه، ومُعْلٍ كتابَه.

ترتيبها المصحفي
40
نوعها
مكية
ألفاظها
1226
ترتيب نزولها
60
العد المدني الأول
84
العد المدني الأخير
84
العد البصري
82
العد الكوفي
85
العد الشامي
86

* سورة (غافرٍ):

سُمِّيت سورةُ (غافرٍ) بهذا الاسم؛ لورود هذه الصفةِ لله في أوَّل السورة.

1. صفات الله تعالى (١-٣).

2. نشاط المشركين العقليُّ ضد الرسول صلى الله عليه وسلم (٤-٦).

3. إعانة المسلمين للتصدي للمشركين (٧-٩).

4. مصير المشركين، وندَمُهم (١٠-١٢).

5. صفاته تعالى، وإفراده بالعبادة (١٣-١٧).

6. يوم الفصل، وأحوالُ الناس فيه (١٨-٢٢).

7. صور من مسيرة الدعاة (٢٣-٢٧).

8. مؤمن آل فرعون (٢٨-٤٥).

9. حُجَجٌ تدعو إلى الإيمان (٢٨-٢٩).

10. نماذجُ تطبيقية (٣٠-٣٤).

11. حُجَج المشركين الداحضةُ (٣٥- ٣٧).

12. حُجَجٌ تستوجب التوبةَ والإيمان (٣٨-٤٥).

13. ندمُ المشركين على كفرهم، وعذابُهم (٤٥-٥٠).

14. عهدٌ من الله لنصرِ المؤمنين (٥١-٥٥).

15. أسباب تمسُّك المشركين بشِرْكِهم (٥٦-٥٩).

16. توجيه المؤمنين لتوثيق رأيِهم بالسُّنَن الكونية (٦٠- ٦٨).

17. وعيدٌ للمشركين بمصيرهم الأُخْروي (٦٩-٧٧).

18. وعد الرسول بالانتصار له، وضربُ الأمثلة من الواقع (٧٨-٨٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (6 /530).

مقصودُها بيانُ اتصافِ الله عزَّ وجلَّ بالعِزَّة الكاملة والعلمِ الشامل، ومغفرتِه لمن يشاء من عباده؛ فإنه لا يَقدِر على غفران ما يشاء لكل من يشاء إلا كاملُ العِزَّة، ولا يَعلَم جميعَ الذُّنوب ليسمى غافرًا لها إلا بالغُ العلم.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /435).