تفسير سورة غافر

جهود ابن عبد البر في التفسير

تفسير سورة سورة غافر من كتاب جهود ابن عبد البر في التفسير
لمؤلفه ابن عبد البر . المتوفي سنة 463 هـ

٤١٧- أخبر الله عن الملائكة أنهم يستغفرون للذين آمنوا ويقولون :﴿ ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك ﴾، فمن كان منه من القول مثل هذا بإخلاص واجتهاد، ونية صادقة، وتوبة صحيحة، غفرت ذنوبه- إن شاء الله. ( ت : ٢٢/٣٢ )
٤١٨- الآل ههنا الأتباع، والآل قد يكون الأهل، ويكون الأتباع، ويكون الأزواج والذرية- على ما جاء في بعض الآثار. ( ت : ١٦/١٩٦. وانظر س : ٦/٢٥٥ )
٤١٩- روى النعمان بن بشير، عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال :( إن الدعاء هو العبادة )١ ثم تلا :﴿ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي ﴾-الآية. ( ت : ١٠/٣٠٠. وانظر بهجة المجالس : ٣/٢٦٦ )
٤٢٠- مالك، أنه سمع زيد بن أسلم يقول : ما من داع يدعو إلا كان بين إحدى ثلاث : إما أن يستجاب له، وإما أن يدخر له، وإما أن يكفر عنه٢.
قال أبو عمر : هذا الحديث يخرج في التفسير المسند لقول الله- عز وجل :﴿ ادعوني أستجب لكم ﴾. ( ت : ٥/٣٤٥. وكذا في س : ٨/١٦٦ )
٤٢١- مالك، عن ابن شهاب، عن أبي عبيد مولى ابن أزهر، عن أبي هريرة، أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال :( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل فيقول : قد دعوت فلم يستجب لي )٣.
في هذا الحديث دليل على خصوص قول الله- عز وجل- :﴿ ادعوني أستجب لكم ﴾، وأن الآية ليست على عمومها، ألا ترى أن هذه السنة الثابتة خصت منها الداعي إذا عجل. فقال قد دعوت فلم يستجب لي. والدليل على صحة هذا التأويل، قول الله- عز وجل- :﴿ فيكشف ما تدعون إليه إن شاء ﴾٤. ( ت : ١٠/٢٩٦ )
١ أخرجه الترمذي في التفسير سورة البقرة: ١٨٥. ٤/٢٧٩. وابن ماجة في الدعاء، باب فضل الدعاء: ٢/١٢٥٨. والإمام أحمد في مسنده: ٤/٢٦٧..
٢ الموطأ، كتاب القرآن، باب ما جاء في الدعاء: ١٣٢..
٣ الموطأ، كتاب القرآن، باب ما جاء في الدعاء: ١٣٠..
٤ سورة الأنعام: ٤٢..
سورة غافر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (غافرٍ) من السُّوَر المكِّية، بُدِئت بعد حمدِ الله بإثبات صفةِ المغفرة له عزَّ وجلَّ، ولا تكون مغفرةٌ إلا عن عِزَّةٍ وعلم وقدرة، فأثبتت هذه السورة كثيرًا من صفاتِ الكمال لله عزَّ وجلَّ، كما أظهرت قُدْرتَه عزَّ وجلَّ على العقاب؛ فالله غافرُ الذَّنب وقابلُ التَّوب، لكنه شديدُ العقاب، كما جاءت السورةُ على حُجَجِ المشركين وأدحضَتْها، ودعَتْ إلى الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ فالله ناصرٌ دِينَه، ومُعْلٍ كتابَه.

ترتيبها المصحفي
40
نوعها
مكية
ألفاظها
1226
ترتيب نزولها
60
العد المدني الأول
84
العد المدني الأخير
84
العد البصري
82
العد الكوفي
85
العد الشامي
86

* سورة (غافرٍ):

سُمِّيت سورةُ (غافرٍ) بهذا الاسم؛ لورود هذه الصفةِ لله في أوَّل السورة.

1. صفات الله تعالى (١-٣).

2. نشاط المشركين العقليُّ ضد الرسول صلى الله عليه وسلم (٤-٦).

3. إعانة المسلمين للتصدي للمشركين (٧-٩).

4. مصير المشركين، وندَمُهم (١٠-١٢).

5. صفاته تعالى، وإفراده بالعبادة (١٣-١٧).

6. يوم الفصل، وأحوالُ الناس فيه (١٨-٢٢).

7. صور من مسيرة الدعاة (٢٣-٢٧).

8. مؤمن آل فرعون (٢٨-٤٥).

9. حُجَجٌ تدعو إلى الإيمان (٢٨-٢٩).

10. نماذجُ تطبيقية (٣٠-٣٤).

11. حُجَج المشركين الداحضةُ (٣٥- ٣٧).

12. حُجَجٌ تستوجب التوبةَ والإيمان (٣٨-٤٥).

13. ندمُ المشركين على كفرهم، وعذابُهم (٤٥-٥٠).

14. عهدٌ من الله لنصرِ المؤمنين (٥١-٥٥).

15. أسباب تمسُّك المشركين بشِرْكِهم (٥٦-٥٩).

16. توجيه المؤمنين لتوثيق رأيِهم بالسُّنَن الكونية (٦٠- ٦٨).

17. وعيدٌ للمشركين بمصيرهم الأُخْروي (٦٩-٧٧).

18. وعد الرسول بالانتصار له، وضربُ الأمثلة من الواقع (٧٨-٨٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (6 /530).

مقصودُها بيانُ اتصافِ الله عزَّ وجلَّ بالعِزَّة الكاملة والعلمِ الشامل، ومغفرتِه لمن يشاء من عباده؛ فإنه لا يَقدِر على غفران ما يشاء لكل من يشاء إلا كاملُ العِزَّة، ولا يَعلَم جميعَ الذُّنوب ليسمى غافرًا لها إلا بالغُ العلم.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /435).