تفسير سورة غافر

مجاز القرآن

تفسير سورة سورة غافر من كتاب مجاز القرآن المعروف بـمجاز القرآن.
لمؤلفه أبو عبيدة معمر بن المثنى . المتوفي سنة 209 هـ

«سورة المؤمن» (٤٠)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

«حم» (١) «١» مجازها مجاز أوائل السور وقال بعض العرب: بل هو اسم، واحتج بقول شريح بن أبى أوفى العبسي:
يذكّرنى حاميم والرمح شاجر فهلّا تلا حاميم قبل التقدّم
«٢» [٨١٤] وقال الكميت بن زيد الأسدىّ:
وجدنا لكم فى آل حاميم آية تأوّلها منا تقىّ ومعرب
«٣» [٨١٥]
(١). - ٣- ٥ «هم... التقدم» : قد أخذ كلامه هذا عنه وأسنده إلى مجاهد هكذا: وقال مجاهد مجازها مجاز أوائل السور ويقال: بل هو اسم لقول شريح بن أبى أوفى العبسي يذكرنى البيت: وأشار إليه ابن حجر بقوله: وهذا الكلام لأبى عبيدة فى مجاز القرآن ولفظه حم مجاز... إلخ.
(٢). - ٨١٤: قد اختلفوا فى عزو هذا البيت اختلافا قديما. قال ابن حجر:... وحكى أيضا عن ابن إسحاق أن الشعر المذكور للأشتر النخعي قال وهو الذي قتل محمد بن طلحة وذكر أبو مخنف أنه لمدلج بن كعب السعدي ويقال كعب بن مدلج... ويقال إن الشعر لشداد ابن معاوية العبسي... هكذا يطول الخلاف وانظره فى فتح الباري (٨/ ٤٢٥- ٤٢٦).
وانظر البيت فى الطبري ٢٤/ ٢٤، ومعجم المرزباني ص ٢٧٠، والاقتضاب ص ٤٣٩ والجواليقي ص ٣٥٩ والقرطبي ١٥/ ٢٩٠ وشواهد المغني ص ١٩ وشواهد الكشاف ص ٢٦١ وانظر الخبر معه واسم قائله فى طبقات ابن سعد ٥/ ٣٩ والمعارف لابن قتيبة ص ١١٩ والمروج للمسعودى ٤/ ٣٢٤، وابن الأثير، الكامل ٣/ ٢٠٠٥.
(٣). - ٨١٥: البيت هو ٢٩ من يائيته فى الهاشميات وهو فى الكتاب ٢/ ٢٨ والطبري ٢٤/ ٢٤ والشنتمرى ٢/ ٣٠ والقرطبي ١/ ٢٨٨.
ﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽ ﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋ ﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤ ﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯ ﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡ ﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀ ﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎ ﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟ ﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯ ﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙ ﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪ ﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟ ﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ ﭲﭳﭴﭵﭶﭷ ﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉ ﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪ ﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚ ﯜﯝﯞﯟﯠﯡ ﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩ ﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣ ﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱ ﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜ ﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙ ﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤ ﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴ ﯶﯷﯸﯹﯺﯻ ﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊ ﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔ ﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ ﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘ ﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤ ﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚ ﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪ ﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁ ﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐ ﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜ ﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫ ﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠ ﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭ ﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣ ﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯ ﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻ ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄ ﮆﮇﮈﮉ ﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖ ﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰ ﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞ ﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭ
قال يونس: ومن قال هذا القول فهو منكسر عليه لأن السورة حم ساكنة الحروف فخرجت مخرج التهجي وهذه أسماء سور خرجن متحركات وإذا سمّيت سورة بشىء من هذه الأحرف المجزومة دخله الإعراب «١»..
«غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ» (٣) مجازها أن يكون مصدرا وجماعا..
«ذِي الطَّوْلِ» (٣) ذى التفضل تقول العرب للرجل: إنه لذو طول على قومه أي ذو فضل عليهم «٢»..
«أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ» (١١) مجازها مجاز قوله: «كنتم أمواتا فأحييناكم ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ» (٢/ ٢٨) فهاهنا موتتان وحياتان..
«فِي تَبابٍ» (٣٧) فى هلكة..
«لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ» (٤٩) خازن وخزنة مثل ظالم وظلمة وفاعل وفعله.
«قليلا ما يتذكّرون «٣» » (٥٨) مجازها يتذكرون قليلا. «٤»
(١). - ١- ٣ «قال... الإعراب» : روى الطبري هذا الكلام عنه وقال: وحدثت عن معمر بن المثنى أنه قال... يوفى إلخ».
(٢). - ٥- ٦ «ذى الطول... عليهم» : قال ابن حجر أثناء ما أشار إلى أخذ البخاري عن أبى عبيدة:
هو قول أبى عبيدة وزاد بقول العرب... إلخ (فتح الباري ٨/ ٤٢٦).
(٣). - ١٢ «يتذكرون» : قال القرطبي (١٥/ ٣٢٥) قراءة العامة بياء على الخبر واختاره أبو عبيدة وأبو حاتم لأجل ما قبله من الخبر وما بعده وقرأ الكوفيون بالتاء على الخطاب.
(٤). - ٨١٦: ديوانه ص ١٠٦ واللسان (حصص).
«ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا» (٦٧) مجازها أطفالا والعرب قد تضع لفظ الواحد على معنى الجميع قال عبّاس بن مرداس:
فقلنا أسلموا إنا أخوكم فقد برئت من الإحن الصدور
(١٠٠) وقال الغنوىّ:
إن تقتلوا اليوم فقد شرينا فى حلقكم عظم وقد شجينا
(٩٩)
«وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ «١» » (٨٠) مجازها وفى الفلك تحملون وفى آية أخرى: «لَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ» (٢٠/ ٧١) أي على جذوع النخل..
«سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ» (٨٥) نصبها على مصدر ما جاء من فعل على غير لفظها. «٢»
(١). - ٦ «داخرين خاضعين» الذي ورد فى الفروق: كما فى البخاري وأشار إليه ابن حجر يقول:
هو قول أبى عبيدة (فتح الباري ٨/ ٤٢٦).
(٢). - ٨١٧: ديوانه ص ٢٧٥]
سورة غافر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (غافرٍ) من السُّوَر المكِّية، بُدِئت بعد حمدِ الله بإثبات صفةِ المغفرة له عزَّ وجلَّ، ولا تكون مغفرةٌ إلا عن عِزَّةٍ وعلم وقدرة، فأثبتت هذه السورة كثيرًا من صفاتِ الكمال لله عزَّ وجلَّ، كما أظهرت قُدْرتَه عزَّ وجلَّ على العقاب؛ فالله غافرُ الذَّنب وقابلُ التَّوب، لكنه شديدُ العقاب، كما جاءت السورةُ على حُجَجِ المشركين وأدحضَتْها، ودعَتْ إلى الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ فالله ناصرٌ دِينَه، ومُعْلٍ كتابَه.

ترتيبها المصحفي
40
نوعها
مكية
ألفاظها
1226
ترتيب نزولها
60
العد المدني الأول
84
العد المدني الأخير
84
العد البصري
82
العد الكوفي
85
العد الشامي
86

* سورة (غافرٍ):

سُمِّيت سورةُ (غافرٍ) بهذا الاسم؛ لورود هذه الصفةِ لله في أوَّل السورة.

1. صفات الله تعالى (١-٣).

2. نشاط المشركين العقليُّ ضد الرسول صلى الله عليه وسلم (٤-٦).

3. إعانة المسلمين للتصدي للمشركين (٧-٩).

4. مصير المشركين، وندَمُهم (١٠-١٢).

5. صفاته تعالى، وإفراده بالعبادة (١٣-١٧).

6. يوم الفصل، وأحوالُ الناس فيه (١٨-٢٢).

7. صور من مسيرة الدعاة (٢٣-٢٧).

8. مؤمن آل فرعون (٢٨-٤٥).

9. حُجَجٌ تدعو إلى الإيمان (٢٨-٢٩).

10. نماذجُ تطبيقية (٣٠-٣٤).

11. حُجَج المشركين الداحضةُ (٣٥- ٣٧).

12. حُجَجٌ تستوجب التوبةَ والإيمان (٣٨-٤٥).

13. ندمُ المشركين على كفرهم، وعذابُهم (٤٥-٥٠).

14. عهدٌ من الله لنصرِ المؤمنين (٥١-٥٥).

15. أسباب تمسُّك المشركين بشِرْكِهم (٥٦-٥٩).

16. توجيه المؤمنين لتوثيق رأيِهم بالسُّنَن الكونية (٦٠- ٦٨).

17. وعيدٌ للمشركين بمصيرهم الأُخْروي (٦٩-٧٧).

18. وعد الرسول بالانتصار له، وضربُ الأمثلة من الواقع (٧٨-٨٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (6 /530).

مقصودُها بيانُ اتصافِ الله عزَّ وجلَّ بالعِزَّة الكاملة والعلمِ الشامل، ومغفرتِه لمن يشاء من عباده؛ فإنه لا يَقدِر على غفران ما يشاء لكل من يشاء إلا كاملُ العِزَّة، ولا يَعلَم جميعَ الذُّنوب ليسمى غافرًا لها إلا بالغُ العلم.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /435).