تفسير سورة الزخرف

تفسير النسائي

تفسير سورة سورة الزخرف من كتاب تفسير النسائي
لمؤلفه النسائي . المتوفي سنة 303 هـ

٤٩٧- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ، قال: حدثنا خالدُ بن مخلدٍ، قال: حدَّثنا سعيد بن السائب، عن عبيد الله بن يزيد الطَّائفيِّ، قال: سألنا ابن عباسٍ، قُلنا: (ما هذانِ الرَّجُلانِ اللَّذَانِ) قال المُشركون فيهما ما قالوا حين نَفِسا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما آتاهُ الله [على الناسِ. قال:] أما عن أهلِ هذه القريةِ - للطائفِ - فجدُّ المُختارِ: مسعود/ بن عمرو، وأما [عن] أهل مكةَ، فجبارٌ من جبابرة قريشٍ - ولم يُسمهِ لنا.
قوله تعالى: ﴿ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ ٱلأَنْفُسُ وَتَلَذُّ ٱلأَعْيُنُ ﴾ [٧١]٤٩٨- أخبرنا عليُّ بن حُجرٍ، قال: أخبرنا عليُّ بن مسهرٍ، عن الأعمشِ، عن ثُمامة بن عُقبة، عن زيد بن أرقم، قال:" جاء رجل من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أتزعمُ أن أهل الجنة يأكلون ويشربون؟. قال: " إي والذي نفسي بيده، إن الرجل منهم ليعطى قُوة مائة رجلٍ في الأكلِ والشُّرب والجماعِ والشهوةِ " فقال الرجلُ: فإن الذي يأكلُ ويشربُ تكون له الحاجةُ، وليس في الجنة أذى. فقال [لهُ] صلى الله عليه وسلم: " حاجةُ أحدهم رشحٌ يفيضُ من جلده، فإذا بطنةُ قد ضَمُرَ " ".
قوله تعالى: ﴿ وَنَادَوْاْ يٰمَالِكُ ﴾ [٧٧]٤٩٩- أخبرنا قُتيبة بن سعيدٍ، قال: حدَّثنا سفيانُ [ح] - وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا سفيان، عن عمرٍو، عن عطاءٍ، عن صفوان بن يعلي، عن أبيه، قال" سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقرأُ على المنبرِ ﴿ وَنَادَوْاْ يٰمَالِكُ ﴾ ".(وقال إسحاق: "... إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ".). ٥٠٠- أخبرنا محمد بن رافعٍ، قال: حدَّثنا حُجين بن المُثنى، قال: حدَّثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن ابن الفضلِ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هُريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لقد رأيتني في الحجر، وقُريشٌ تسألني عن مسرائي، فسألوني عن أشياءَ من بيت المقدسِ لم أُثبتها، فكربتُ كرباً، ما كُربتُ مثلهُ قطُّ. فرفعه الله لي، أنظرُ إليه. فما سألوني عن شيءٍ إلا أتيتهم به، وقد رأيتني في جماعةٍ من الأنبياء، وإذا موسى [صلى الله عليه وسلم] قائمٌ يُصليِّ، فإذا رجلُ ضربٌ، [جعدٌ]، كأنهُ من رجالِ شُنوءَة. وإذا عيسى قائمٌ يُصلي، أقربُ الناسِ به شبهاً: عُروةُ بنُ مسعودٍ الثقفي. وإذا إبراهيم قائمٌ يُصلي، أشبهُ الناسِ به: صاحبكم - يعني نفسهُ (صلى الله عليه وسلم) - فحانتِ الصَّلاةُ، وأممتُهُم، فلما فرغتُ من الصلاةِ، قال لي قائلٌ: يا محمدُ: هذا مالكٌ؛ صاحبُ النَّارِ، فسلِّم عليه. فالتفت إليَّ فبدأني بالسلام ".
سورة الزخرف
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الزُّخْرف) من السُّوَر المكية، من مجموعة سُوَر (الحواميم)، افتُتحت ببيان عظمة هذا الكتاب، وقُدْرتِه على البيان والإبلاغ، وجاءت ببشارةِ الأمَّة بعلوِّ قَدْرها ورفعتها، محذِّرةً إياها من زخارفِ هذه الدنيا وزَيْفِها؛ فهي دارُ مَمَرٍّ، لا دارُ مستقرٍّ، وخُتمت السورة بتنزيه الله عز وجل عن الولدِ والشريك؛ لكمالِ اتصافه بصفات الألوهية الحَقَّة.

ترتيبها المصحفي
43
نوعها
مكية
ألفاظها
837
ترتيب نزولها
63
العد المدني الأول
89
العد المدني الأخير
89
العد البصري
89
العد الكوفي
89
العد الشامي
88

* قوله تعالى: {وَلَمَّا ضُرِبَ اْبْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} [الزخرف: 57]:

عن أبي يَحيَى مولَى ابنِ عَقِيلٍ الأنصاريِّ، قال: «قال ابنُ عباسٍ: لقد عَلِمْتُ آيةً مِن القرآنِ ما سألَني عنها رجُلٌ قطُّ، فما أدري أعَلِمَها الناسُ فلم يَسألوا عنها، أم لم يَفطَنوا لها فيَسألوا عنها؟ ثم طَفِقَ يُحدِّثُنا، فلمَّا قامَ، تلاوَمْنا ألَّا نكونَ سأَلْناه عنها، فقلتُ: أنا لها إذا راحَ غدًا، فلما راحَ الغَدَ، قلتُ: يا بنَ عباسٍ، ذكَرْتَ أمسِ أنَّ آيةً مِن القرآنِ لم يَسأَلْك عنها رجُلٌ قطُّ، فلا تَدري أعَلِمَها الناسُ فلم يَسألوا عنها، أم لم يَفطَنوا لها؟ فقلتُ: أخبِرْني عنها، وعن اللَّاتي قرأتَ قبلها، قال: نَعم، إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال لقُرَيشٍ: يا معشرَ قُرَيشٍ، إنَّه ليس أحدٌ يُعبَدُ مِن دُونِ اللهِ فيه خيرٌ، وقد عَلِمتْ قُرَيشٌ أنَّ النَّصارى تعبُدُ عيسى ابنَ مَرْيَمَ، وما تقولُ في مُحمَّدٍ، فقالوا: يا مُحمَّدُ، ألستَ تزعُمُ أنَّ عيسى كان نبيًّا وعبدًا مِن عبادِ اللهِ صالحًا، فلَئِنْ كنتَ صادقًا، فإنَّ آلهتَهم لكما تقولون؟! قال: فأنزَلَ اللهُ عز وجل: {وَلَمَّا ضُرِبَ اْبْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} [الزخرف: 57]، قال: قلتُ: ما {يَصِدُّونَ}؟ قال: يَضِجُّون، {وَإِنَّهُۥ لَعِلْمٞ لِّلسَّاعَةِ} [الزخرف: 61]، قال: هو خروجُ عيسى ابنِ مَرْيَمَ عليه السلام قبلَ يومِ القيامةِ». أخرجه أحمد (٢٩١٨).

*(سورةُ الزُّخْرف):

سُمِّيت (سورةُ الزُّخْرف) بهذا الاسم؛ لمجيء لفظ (الزُّخْرف) في وصفِ الحياة الدنيا في قوله تعالى: {وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَٰبٗا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِـُٔونَ ٣٤ وَزُخْرُفٗاۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَٰعُ اْلْحَيَوٰةِ اْلدُّنْيَاۚ وَاْلْأٓخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 34-35].

1. مكانة القرآن، وعاقبة المستهزئين بالمرسلين (١-٨).

2. إقرار المشركين بربوبية الله تعالى (٩-١٤).

3. ضلال المشركين في العبادة (١٥-٢٥).

4. حِكْمة الله تعالى في اختيار رسله (٢٦-٣٥).

5. حال المُعرِض عن ذكرِ الله، وتسليةُ النبي صلى الله عليه وسلم (٣٦-٤٥).

6. قصة موسى عليه السلام مع فرعون (٤٦-٥٦).

7. قصة عيسى عليه السلام (٥٧-٦٦).

8. عباد الله المؤمنين ونِعَمُ الله عليهم (٦٧-٧٣).

9. الأشقياء الفُجَّار يوم القيامة (٧٤-٨٠).

10. تنزيه الله تعالى عن الولدِ والشريك (٨١-٨٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /102).

مقصدُ سورة (الزُّخْرف) هو البِشارة بإعلاء الله لهذه الأمَّة، وتفضيلها على باقي الأُمَم؛ فالأمة الإسلامية هي أعلى الأمم شأنًا ورفعةً، ولتحقيق ذلك لا بد من الارتباط بالآخرة، وتركِ زَيْفِ الدنيا وزُخْرُفها، وعدمِ التعلق بها.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /466).