تفسير سورة الزخرف

تفسير الإمام مالك

تفسير سورة سورة الزخرف من كتاب تفسير الإمام مالك
لمؤلفه مالك بن أنس . المتوفي سنة 179 هـ

الآية الأولى : قوله تعالى :﴿ وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم ﴾ [ الزخرف : ٤ ].
٨١٦- ابن جرير : حدثني أبو السائب، قال : ثنا ابن إدريس قال : سمعت مالكا يروي عن عمران، عن عكرمة، ﴿ وإنه في أم الكتاب لدينا ﴾ قال : أم الكتاب القرآن. ١
١ - جامع البيان: م ١٣ ج ٢٥/٤٨. وأخرجه مكي في الهداية: ٦٣/م. خ ح ع تمكروت ٩٧٨٢..
الآية الثانية : قوله تعالى :﴿ وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ﴾ [ الزخرف : ٣١ ].
٨١٧- ابن كثير : قال مالك عن زيد بن أسلم : يعنون الوليد بن المغيرة١ ومسعود بن عمرو الثقفي. ٢
١ - الوليد بن المغيرة: ابن سليمان المعافري أبو العباس المصري عن مشرح بن عاهان وعنه ابن وهب وثقه ابن حبان توفي سنة اثنتين وسبعين ومائة. الخلاصة: ٣٥٨..
٢ - تفسير القرآن العظيم: ٤/١٢٨..
الآية الثالثة : قوله تعالى :﴿ وإنه لذكر لك ولقومك ﴾ [ الزخرف : ٤٤ ].
٨١٨- ابن العربي : قال مالك : هو قول الرجل : حدثني أبي عن أبيه. ١
٨١٩- ابن عبد البر : أنبأنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد القاضي المالكي حدثنا عبد الله بن محمد الهمداني حدثنا عبد الله بن حمران بن وهب الدينوري المالكي حدثنا سعيد بن عمرو بن أبي سلمة عن أبيه عن مالك في قول الله تبارك وتعالى :﴿ وإنه لذكر لك ولقومك ﴾ قال : هو قول الرجل : حدثني أبي عن جدي. ٢
١ - أحكام القرآن لابن العربي: ٤/١٦٨٣. أضاف ابن العربي بعض التوضيحات بعدما أورد رأي مالك فقال: قال مالك: هو قول الرجل حدثني أبي عن أبيه ولم أجد في الإسلام هذه المرتبة إلا ببغداد، فإن بني التميمي بها يقولون حدثني أبي، قال: حدثني أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبذلك شرفت أقدارهم، وعظم الناس شأنهم، وتهممت الخلافة بهم ورأيت بمدينة السلام ابن أبي محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن أبي فرج ابن عبد العزيز بن الجرد بن أسد بن الليث بن سليمان بن أسد بن سفيان بن يزيد بن أكينة بن عبد الله التميمي وكانا يقولان: سمعنا أبانا رزق الله يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت علي بن أبي طالب يقول: وقد سئل عن الحنان المنان، الحنان الذي يقبل على من أعرض عنه، والمنان الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال، والقائل سمعت عليا أكينة بن عبد الله جدهم الأعلى. والأقوال أن يكون المراد بقوله: ﴿إنه لذكر لك ولقومك﴾ يعني القرآن، فعليه ينبني الكلام، وإليه يرجع الضمير": ٤/١٦٨٤..
٢ -جامع بيان العلم وفضله: ٤٨١..
الآية الرابعة : قوله تعالى :﴿ وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها ﴾ [ الزخرف : ٦١ ].
٨٢٠- مكي : روى مالك عن زيد بن أسلم عن أبي هريرة قال : لا تقوم الساعة حتى ينزل عيسى ابن مريم حكما عادلا وإماما مقسطا فيكسر الصليب. ١
ويقتل الخنزير، ويضع الجزية وتضح الحرب أوزارها، وتكون السجدة واحدة لله رب العالمين.
٨٢١- مكي : قال ابن القاسم عن مالك : بينما الناس بباب لد٢ إذ يسمعون الإقامة فتغشاهم غمامة فإذا عيسى ابن مريم قد نزل. ٣
٨٢٢- مكي : ابن وهب عن مالك أنه قال : يموت عيسى في المدينة فيدفن مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر وعمر وقد ترك موضع قبره بينهم. ٤
١ - الهداية ٧٤م خ. ح رقم ٩٧٨٢ وأخرجه ابن ماجة في كتاب الفتح باب ٣٣ حديث ٤٠٧٧-٤٠٧٨ وأخرجه الإمام أحمد ٢/٢٧٢- ٣٩٤-٤٣٧-٤٨٢، وأخرجه البخاري، كتاب البيوع ٣٤ باب ١٠٢ حديث ٢٢٢٢ وأخرجه أبو داود في كتاب الملاحم الباب ١٤ حديث ٤٣٢٤ وأخرجه ابن كثير في تفسيره: ٤/ ١٣٣-١٣٤..
٢ - لُدّ: موضع بالشام. وقيل بفلسطين ومنه حديث الدجال: "فيقتله المسيح بباب لد" النهاية: ٤/٢٤٥. ويراجع الأثر رقم ٣٨٤ مع هامشه من سورة الأنعام..
٣ - الهداية: ٧٤م. خ تمكروت ٩٧٨٢، وأخرجه أحمد: ٢/٢٤٠-٢٧٢-٢٩٠-٥٤٠..
٤ - الهداية: ٧٤م. خ تمكروت ٩٧٨٢. وزاد مكي قائلا: "قال عبد الله بن سلام: نجد في التوراة أن عيسى يدفع مع محمد صلى الله عليه وسلم وكان بعض الصحابة يتوقع نزوله". وقال أبو بكر بن الحسين المراغي في تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة": ونقل أهل السير عن سعيد بن المسيب قال: بقي في البيت موضع قبر في السهوة الشرقية يدفن فيها عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام ويكون قبره الرابع": ١٠٠..
سورة الزخرف
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الزُّخْرف) من السُّوَر المكية، من مجموعة سُوَر (الحواميم)، افتُتحت ببيان عظمة هذا الكتاب، وقُدْرتِه على البيان والإبلاغ، وجاءت ببشارةِ الأمَّة بعلوِّ قَدْرها ورفعتها، محذِّرةً إياها من زخارفِ هذه الدنيا وزَيْفِها؛ فهي دارُ مَمَرٍّ، لا دارُ مستقرٍّ، وخُتمت السورة بتنزيه الله عز وجل عن الولدِ والشريك؛ لكمالِ اتصافه بصفات الألوهية الحَقَّة.

ترتيبها المصحفي
43
نوعها
مكية
ألفاظها
837
ترتيب نزولها
63
العد المدني الأول
89
العد المدني الأخير
89
العد البصري
89
العد الكوفي
89
العد الشامي
88

* قوله تعالى: {وَلَمَّا ضُرِبَ اْبْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} [الزخرف: 57]:

عن أبي يَحيَى مولَى ابنِ عَقِيلٍ الأنصاريِّ، قال: «قال ابنُ عباسٍ: لقد عَلِمْتُ آيةً مِن القرآنِ ما سألَني عنها رجُلٌ قطُّ، فما أدري أعَلِمَها الناسُ فلم يَسألوا عنها، أم لم يَفطَنوا لها فيَسألوا عنها؟ ثم طَفِقَ يُحدِّثُنا، فلمَّا قامَ، تلاوَمْنا ألَّا نكونَ سأَلْناه عنها، فقلتُ: أنا لها إذا راحَ غدًا، فلما راحَ الغَدَ، قلتُ: يا بنَ عباسٍ، ذكَرْتَ أمسِ أنَّ آيةً مِن القرآنِ لم يَسأَلْك عنها رجُلٌ قطُّ، فلا تَدري أعَلِمَها الناسُ فلم يَسألوا عنها، أم لم يَفطَنوا لها؟ فقلتُ: أخبِرْني عنها، وعن اللَّاتي قرأتَ قبلها، قال: نَعم، إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال لقُرَيشٍ: يا معشرَ قُرَيشٍ، إنَّه ليس أحدٌ يُعبَدُ مِن دُونِ اللهِ فيه خيرٌ، وقد عَلِمتْ قُرَيشٌ أنَّ النَّصارى تعبُدُ عيسى ابنَ مَرْيَمَ، وما تقولُ في مُحمَّدٍ، فقالوا: يا مُحمَّدُ، ألستَ تزعُمُ أنَّ عيسى كان نبيًّا وعبدًا مِن عبادِ اللهِ صالحًا، فلَئِنْ كنتَ صادقًا، فإنَّ آلهتَهم لكما تقولون؟! قال: فأنزَلَ اللهُ عز وجل: {وَلَمَّا ضُرِبَ اْبْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} [الزخرف: 57]، قال: قلتُ: ما {يَصِدُّونَ}؟ قال: يَضِجُّون، {وَإِنَّهُۥ لَعِلْمٞ لِّلسَّاعَةِ} [الزخرف: 61]، قال: هو خروجُ عيسى ابنِ مَرْيَمَ عليه السلام قبلَ يومِ القيامةِ». أخرجه أحمد (٢٩١٨).

*(سورةُ الزُّخْرف):

سُمِّيت (سورةُ الزُّخْرف) بهذا الاسم؛ لمجيء لفظ (الزُّخْرف) في وصفِ الحياة الدنيا في قوله تعالى: {وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَٰبٗا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِـُٔونَ ٣٤ وَزُخْرُفٗاۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَٰعُ اْلْحَيَوٰةِ اْلدُّنْيَاۚ وَاْلْأٓخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 34-35].

1. مكانة القرآن، وعاقبة المستهزئين بالمرسلين (١-٨).

2. إقرار المشركين بربوبية الله تعالى (٩-١٤).

3. ضلال المشركين في العبادة (١٥-٢٥).

4. حِكْمة الله تعالى في اختيار رسله (٢٦-٣٥).

5. حال المُعرِض عن ذكرِ الله، وتسليةُ النبي صلى الله عليه وسلم (٣٦-٤٥).

6. قصة موسى عليه السلام مع فرعون (٤٦-٥٦).

7. قصة عيسى عليه السلام (٥٧-٦٦).

8. عباد الله المؤمنين ونِعَمُ الله عليهم (٦٧-٧٣).

9. الأشقياء الفُجَّار يوم القيامة (٧٤-٨٠).

10. تنزيه الله تعالى عن الولدِ والشريك (٨١-٨٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /102).

مقصدُ سورة (الزُّخْرف) هو البِشارة بإعلاء الله لهذه الأمَّة، وتفضيلها على باقي الأُمَم؛ فالأمة الإسلامية هي أعلى الأمم شأنًا ورفعةً، ولتحقيق ذلك لا بد من الارتباط بالآخرة، وتركِ زَيْفِ الدنيا وزُخْرُفها، وعدمِ التعلق بها.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /466).