تفسير سورة الزخرف

جهود الإمام الغزالي في التفسير

تفسير سورة سورة الزخرف من كتاب جهود الإمام الغزالي في التفسير
لمؤلفه أبو حامد الغزالي . المتوفي سنة 505 هـ

٩٧٤- من الكبر والتعزز كان حسدا أكثر الكفار لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ قالوا : كيف يتقدم علينا غلام يتيم، وكيف نطأطىء رؤوسنا ؟ فقالوا :﴿ لولا نزلا هذا القرءان على رجل من القريتين عظيم ﴾١ أي كان لا يثقل علينا أن نتواضع له ونتبعه إذا كان عظيما، وقال تعالى يصف قول قريش :﴿ هؤلاء من الله عليهم من بيننا ﴾٢ كالاستحقار لهم والأنفة منهم. ( الإحياء : ٣/٢٠٥ )
٩٧٥- قالت قريش فيما أخبر الله تعالى عنهم :﴿ لولا هذا القرءان على رجل من القريتين عظيم ﴾ قال قتادة : عظيم القريتين هو الوليد بن المغيرة وأبو مسعود الثقفي، طلبوا من هو أعظم رئاسة من النبي صلى الله عليه وسلم، إذ قالوا غلام يتيم، كيف بعثه الله إلينا ؟ فقال تعالى :﴿ أهم يقسمون رحمت ربك ﴾. ( نفسه : ٣/٣٦٥ )
١ - قال الحافظ العراقي: حديث سبب نزول قوله تعالى: ﴿لولا نزل هذا القرءان على رجل من القريتين عظيم﴾ ذكره ابن إسحاق في السيرة، وإن قائل ذلك الوليد بن المغيرة قال: أينزل على محمد وأترك، وأنا كبير قريش وسيدها، ويترك أبو مسعود بن عمير الثقفي سيد ثقيف فنحن عظماء القريتين فأنزل الله فيما بلغني هذه الآية.
ورواه أبو محمد بن أبي حاتم وابن مردويه في تفسيرهما من حديث ابن عباس، إلا أنهما قالا مسعود بن عمرو وفي رواية لابن مردويه حبيب بن عمير الثقفي وهو ضعيف. ن المغني بهامش الإحياء: ١/٣٦٥..

٢ - الأنعام: ٥٣..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣١:٩٧٤- من الكبر والتعزز كان حسدا أكثر الكفار لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ قالوا : كيف يتقدم علينا غلام يتيم، وكيف نطأطىء رؤوسنا ؟ فقالوا :﴿ لولا نزلا هذا القرءان على رجل من القريتين عظيم ﴾١ أي كان لا يثقل علينا أن نتواضع له ونتبعه إذا كان عظيما، وقال تعالى يصف قول قريش :﴿ هؤلاء من الله عليهم من بيننا ﴾٢ كالاستحقار لهم والأنفة منهم. ( الإحياء : ٣/٢٠٥ )

٩٧٥-
قالت قريش فيما أخبر الله تعالى عنهم :﴿ لولا هذا القرءان على رجل من القريتين عظيم ﴾ قال قتادة : عظيم القريتين هو الوليد بن المغيرة وأبو مسعود الثقفي، طلبوا من هو أعظم رئاسة من النبي صلى الله عليه وسلم، إذ قالوا غلام يتيم، كيف بعثه الله إلينا ؟ فقال تعالى :﴿ أهم يقسمون رحمت ربك ﴾. ( نفسه : ٣/٣٦٥ )
١ - قال الحافظ العراقي: حديث سبب نزول قوله تعالى: ﴿لولا نزل هذا القرءان على رجل من القريتين عظيم﴾ ذكره ابن إسحاق في السيرة، وإن قائل ذلك الوليد بن المغيرة قال: أينزل على محمد وأترك، وأنا كبير قريش وسيدها، ويترك أبو مسعود بن عمير الثقفي سيد ثقيف فنحن عظماء القريتين فأنزل الله فيما بلغني هذه الآية.
ورواه أبو محمد بن أبي حاتم وابن مردويه في تفسيرهما من حديث ابن عباس، إلا أنهما قالا مسعود بن عمرو وفي رواية لابن مردويه حبيب بن عمير الثقفي وهو ضعيف. ن المغني بهامش الإحياء: ١/٣٦٥..

٢ - الأنعام: ٥٣..

﴿ وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين ﴾( ٣٤ )
٩٧٦- عن سعيد بن المسيب أن عمر وأبي بن كعب وأبا هريرة رضي الله عنهم دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله من أعلم الناس ؟ فقال : صلى الله عليه وسلم ( العاقل ) قالوا : أليس من ثمت مروءته وظهرت فصاحته وجادت كفه وعظمت منزلته ؟ فقال صلى الله عليه وسلم :﴿ وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين ﴾ إن العاقل هو المتقي وإن كان في الدنيا حسيسا ذليلا )١. ( نفسه : ١/١٠٢ )
١ - قال الحافظ العراقي: الحديث أخرجه ابن المحبر. ن المغني بهامش الإحياء: ١/١٠٢..
﴿ وما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون ﴾ ( ٥٨ )
٩٧٧- في الحديث :( ما ضل قوم بعد هدي كانوا عليه إلا أوتوا الجدل )١ ثم قرأ ﴿ ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون ﴾. ( الإحياء : ١/٥٣ )
١ - رواه الترمذي من حديث أبي أمامة وقال حسن صحيح. ن. أبواب التفسير: ٥/٥٥-٥٦ حديث رقم: ٣٣٠٦..
﴿ ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ﴾ ( ٨٧ ).
٩٧٨- معناه : إن اعتبرت أحوالهم شهدت بذلك نفوسهم وبواطنهم. ( الإحياء : ١/١٠٣ وميزان العمل : ٣٣٥ )
سورة الزخرف
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الزُّخْرف) من السُّوَر المكية، من مجموعة سُوَر (الحواميم)، افتُتحت ببيان عظمة هذا الكتاب، وقُدْرتِه على البيان والإبلاغ، وجاءت ببشارةِ الأمَّة بعلوِّ قَدْرها ورفعتها، محذِّرةً إياها من زخارفِ هذه الدنيا وزَيْفِها؛ فهي دارُ مَمَرٍّ، لا دارُ مستقرٍّ، وخُتمت السورة بتنزيه الله عز وجل عن الولدِ والشريك؛ لكمالِ اتصافه بصفات الألوهية الحَقَّة.

ترتيبها المصحفي
43
نوعها
مكية
ألفاظها
837
ترتيب نزولها
63
العد المدني الأول
89
العد المدني الأخير
89
العد البصري
89
العد الكوفي
89
العد الشامي
88

* قوله تعالى: {وَلَمَّا ضُرِبَ اْبْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} [الزخرف: 57]:

عن أبي يَحيَى مولَى ابنِ عَقِيلٍ الأنصاريِّ، قال: «قال ابنُ عباسٍ: لقد عَلِمْتُ آيةً مِن القرآنِ ما سألَني عنها رجُلٌ قطُّ، فما أدري أعَلِمَها الناسُ فلم يَسألوا عنها، أم لم يَفطَنوا لها فيَسألوا عنها؟ ثم طَفِقَ يُحدِّثُنا، فلمَّا قامَ، تلاوَمْنا ألَّا نكونَ سأَلْناه عنها، فقلتُ: أنا لها إذا راحَ غدًا، فلما راحَ الغَدَ، قلتُ: يا بنَ عباسٍ، ذكَرْتَ أمسِ أنَّ آيةً مِن القرآنِ لم يَسأَلْك عنها رجُلٌ قطُّ، فلا تَدري أعَلِمَها الناسُ فلم يَسألوا عنها، أم لم يَفطَنوا لها؟ فقلتُ: أخبِرْني عنها، وعن اللَّاتي قرأتَ قبلها، قال: نَعم، إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال لقُرَيشٍ: يا معشرَ قُرَيشٍ، إنَّه ليس أحدٌ يُعبَدُ مِن دُونِ اللهِ فيه خيرٌ، وقد عَلِمتْ قُرَيشٌ أنَّ النَّصارى تعبُدُ عيسى ابنَ مَرْيَمَ، وما تقولُ في مُحمَّدٍ، فقالوا: يا مُحمَّدُ، ألستَ تزعُمُ أنَّ عيسى كان نبيًّا وعبدًا مِن عبادِ اللهِ صالحًا، فلَئِنْ كنتَ صادقًا، فإنَّ آلهتَهم لكما تقولون؟! قال: فأنزَلَ اللهُ عز وجل: {وَلَمَّا ضُرِبَ اْبْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} [الزخرف: 57]، قال: قلتُ: ما {يَصِدُّونَ}؟ قال: يَضِجُّون، {وَإِنَّهُۥ لَعِلْمٞ لِّلسَّاعَةِ} [الزخرف: 61]، قال: هو خروجُ عيسى ابنِ مَرْيَمَ عليه السلام قبلَ يومِ القيامةِ». أخرجه أحمد (٢٩١٨).

*(سورةُ الزُّخْرف):

سُمِّيت (سورةُ الزُّخْرف) بهذا الاسم؛ لمجيء لفظ (الزُّخْرف) في وصفِ الحياة الدنيا في قوله تعالى: {وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَٰبٗا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِـُٔونَ ٣٤ وَزُخْرُفٗاۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَٰعُ اْلْحَيَوٰةِ اْلدُّنْيَاۚ وَاْلْأٓخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 34-35].

1. مكانة القرآن، وعاقبة المستهزئين بالمرسلين (١-٨).

2. إقرار المشركين بربوبية الله تعالى (٩-١٤).

3. ضلال المشركين في العبادة (١٥-٢٥).

4. حِكْمة الله تعالى في اختيار رسله (٢٦-٣٥).

5. حال المُعرِض عن ذكرِ الله، وتسليةُ النبي صلى الله عليه وسلم (٣٦-٤٥).

6. قصة موسى عليه السلام مع فرعون (٤٦-٥٦).

7. قصة عيسى عليه السلام (٥٧-٦٦).

8. عباد الله المؤمنين ونِعَمُ الله عليهم (٦٧-٧٣).

9. الأشقياء الفُجَّار يوم القيامة (٧٤-٨٠).

10. تنزيه الله تعالى عن الولدِ والشريك (٨١-٨٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /102).

مقصدُ سورة (الزُّخْرف) هو البِشارة بإعلاء الله لهذه الأمَّة، وتفضيلها على باقي الأُمَم؛ فالأمة الإسلامية هي أعلى الأمم شأنًا ورفعةً، ولتحقيق ذلك لا بد من الارتباط بالآخرة، وتركِ زَيْفِ الدنيا وزُخْرُفها، وعدمِ التعلق بها.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /466).