تفسير سورة الزخرف

التبيان في تفسير غريب القرآن

تفسير سورة سورة الزخرف من كتاب التبيان في تفسير غريب القرآن
لمؤلفه ابن الهائم . المتوفي سنة 815 هـ

" أم الكتاب " أصله يعني اللوح المحفوظ.
" صفحا " إي إعراضا يقال صفحت عن فلان إذا أعرضت عنه والأصل في ذلك أن توليه صفحة وجهك وصفحة عنقك.
" مقرنين " مطيقين من قولك فلان قرن فلان إذا كان مثله في الشدة.
" وجعلوا له من عباده جزءا " أي نصيبا وقيل إناثا وقيل بنات يقال أجزأت المرأة إذا ولدت أنثى قال الشاعر :
إن أجزأت حرة يوما فلا عجب قد تجزىء الحرة المذكار أحيانا
وجاء في التفسير أن مشركي العرب قالوا إن الملائكة بنات الله عز وجل عما يقول المبطلون.
" أو من ينشأ في الحلية " يربى في الحلي يعني البنات.
" يخرصون " يكذبون بلغة هذيل.
" مقتدون " متبعون - زه -
" براء " مصدر أي بريء وقيل وصف كهيم وهيام.
" من القريتين " يعني مكة والطائف.
" ليتخذ بعضهم بعضا سخريا " يستخدم بعضهم والسخري بكسر السين من الهزء وبالضم من السخرة وهو أن يضطهد ويكلف عملا بلا أجر.
" ومعارج عليها يظهرون " درجات عليها يعلون واحدها معرج ومعراج.
" وزخرفا " الزخرف الذهب ثم جعلوا كل مزين مزخرفا أي ويجعل لهم ذلك ذهبا.
" يعش عن ذكر الرحمن " يظلم بصره عنه كأن عليه غشاوة ويقال عشوت إلى النار أعشو إذا استدللت إليها ببصر ضعيف قال الحطيئة :
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره تجد خير نار عندها خير موقد )
ومن قرأ يعش بفتح الشين أي يعم عنه يقال عشي الرجل يعش فهو أعش إذا لم يبصر بالليل وقيل معنى يعشو عن ذكر الرحمن يعرض عنه - زه -، " نقيض " نسبب وقيل نسلط عليه وقيل غير ذلك.
" لذكر لك ولقومك " أي شرف.
" أكبر من أختها " أي من التي تشبهها أو تؤاخيها.
" مقترنين " اثنين اثنين.
" آسفونا " أغضبونا
" يصدون " يضجون.
" تحبرون " تسرون وتكرمون بلغة قيس عيلان وبني حنيفة.
" وأكواب " أي أباريق لا عرى لها ولا خراطيم واحدها كوب.
" أبرموا أمرا " أحكموه.
" فأنا أول العابدين " إن كنتم تزعمون أن للرحمن ولدا فأنا أول من يعبده على أنه واحد لا ولد له وقيل معناه فأنا أول الأنفين والجاحدين لما قلتم ويقال عبد " إذا أنف من الشيء.
" فاصفح عنهم " أعرض عنهم وأصل الصفح أن تنحرف عن الشيء فتوليه صفحة وجهك أي ناحية وجهك وكذلك الإعراض هو أن تولي الشيء عرضك أي جانبك ولا تقبل عليه.
سورة الزخرف
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الزُّخْرف) من السُّوَر المكية، من مجموعة سُوَر (الحواميم)، افتُتحت ببيان عظمة هذا الكتاب، وقُدْرتِه على البيان والإبلاغ، وجاءت ببشارةِ الأمَّة بعلوِّ قَدْرها ورفعتها، محذِّرةً إياها من زخارفِ هذه الدنيا وزَيْفِها؛ فهي دارُ مَمَرٍّ، لا دارُ مستقرٍّ، وخُتمت السورة بتنزيه الله عز وجل عن الولدِ والشريك؛ لكمالِ اتصافه بصفات الألوهية الحَقَّة.

ترتيبها المصحفي
43
نوعها
مكية
ألفاظها
837
ترتيب نزولها
63
العد المدني الأول
89
العد المدني الأخير
89
العد البصري
89
العد الكوفي
89
العد الشامي
88

* قوله تعالى: {وَلَمَّا ضُرِبَ اْبْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} [الزخرف: 57]:

عن أبي يَحيَى مولَى ابنِ عَقِيلٍ الأنصاريِّ، قال: «قال ابنُ عباسٍ: لقد عَلِمْتُ آيةً مِن القرآنِ ما سألَني عنها رجُلٌ قطُّ، فما أدري أعَلِمَها الناسُ فلم يَسألوا عنها، أم لم يَفطَنوا لها فيَسألوا عنها؟ ثم طَفِقَ يُحدِّثُنا، فلمَّا قامَ، تلاوَمْنا ألَّا نكونَ سأَلْناه عنها، فقلتُ: أنا لها إذا راحَ غدًا، فلما راحَ الغَدَ، قلتُ: يا بنَ عباسٍ، ذكَرْتَ أمسِ أنَّ آيةً مِن القرآنِ لم يَسأَلْك عنها رجُلٌ قطُّ، فلا تَدري أعَلِمَها الناسُ فلم يَسألوا عنها، أم لم يَفطَنوا لها؟ فقلتُ: أخبِرْني عنها، وعن اللَّاتي قرأتَ قبلها، قال: نَعم، إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال لقُرَيشٍ: يا معشرَ قُرَيشٍ، إنَّه ليس أحدٌ يُعبَدُ مِن دُونِ اللهِ فيه خيرٌ، وقد عَلِمتْ قُرَيشٌ أنَّ النَّصارى تعبُدُ عيسى ابنَ مَرْيَمَ، وما تقولُ في مُحمَّدٍ، فقالوا: يا مُحمَّدُ، ألستَ تزعُمُ أنَّ عيسى كان نبيًّا وعبدًا مِن عبادِ اللهِ صالحًا، فلَئِنْ كنتَ صادقًا، فإنَّ آلهتَهم لكما تقولون؟! قال: فأنزَلَ اللهُ عز وجل: {وَلَمَّا ضُرِبَ اْبْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} [الزخرف: 57]، قال: قلتُ: ما {يَصِدُّونَ}؟ قال: يَضِجُّون، {وَإِنَّهُۥ لَعِلْمٞ لِّلسَّاعَةِ} [الزخرف: 61]، قال: هو خروجُ عيسى ابنِ مَرْيَمَ عليه السلام قبلَ يومِ القيامةِ». أخرجه أحمد (٢٩١٨).

*(سورةُ الزُّخْرف):

سُمِّيت (سورةُ الزُّخْرف) بهذا الاسم؛ لمجيء لفظ (الزُّخْرف) في وصفِ الحياة الدنيا في قوله تعالى: {وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَٰبٗا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِـُٔونَ ٣٤ وَزُخْرُفٗاۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَٰعُ اْلْحَيَوٰةِ اْلدُّنْيَاۚ وَاْلْأٓخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 34-35].

1. مكانة القرآن، وعاقبة المستهزئين بالمرسلين (١-٨).

2. إقرار المشركين بربوبية الله تعالى (٩-١٤).

3. ضلال المشركين في العبادة (١٥-٢٥).

4. حِكْمة الله تعالى في اختيار رسله (٢٦-٣٥).

5. حال المُعرِض عن ذكرِ الله، وتسليةُ النبي صلى الله عليه وسلم (٣٦-٤٥).

6. قصة موسى عليه السلام مع فرعون (٤٦-٥٦).

7. قصة عيسى عليه السلام (٥٧-٦٦).

8. عباد الله المؤمنين ونِعَمُ الله عليهم (٦٧-٧٣).

9. الأشقياء الفُجَّار يوم القيامة (٧٤-٨٠).

10. تنزيه الله تعالى عن الولدِ والشريك (٨١-٨٩).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /102).

مقصدُ سورة (الزُّخْرف) هو البِشارة بإعلاء الله لهذه الأمَّة، وتفضيلها على باقي الأُمَم؛ فالأمة الإسلامية هي أعلى الأمم شأنًا ورفعةً، ولتحقيق ذلك لا بد من الارتباط بالآخرة، وتركِ زَيْفِ الدنيا وزُخْرُفها، وعدمِ التعلق بها.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /466).