تفسير سورة القلم

كتاب نزهة القلوب

تفسير سورة سورة القلم من كتاب كتاب نزهة القلوب
لمؤلفه أبى بكر السجستاني .

﴿ نۤ وَٱلْقَلَمِ ﴾ قيل: النون: الحوت، والجمع النينان. وقيل: هو الحوت الذي تحت الأرض. وقيل: النون: الدواة ﴿ يَسْطُرُونَ ﴾: أي يكتبون.
﴿ مَمْنُونٍ ﴾ أي مقطوع.
(مفتون) يعني من الفتنة، كما تقول: ليس له معقول: أي عقل. وقوله تعالى: ﴿ بِأَييِّكُمُ ٱلْمَفْتُونُ ﴾ أي بأيكم الفتنة. ويقال: معناه: أيكم المفتون. والباء زائدة، كقوله: نضرب بالسيف ونرجو بالفرج... أي ونرجو الفرج.
﴿ تُدْهِنُ ﴾: تنافق، والأدهان النفاق وترك المناصحة والصدق وانظر ٨١ من الواقعة.
﴿ هَمَّازٍ ﴾ أي عياب. وأصل الهمز: الغمز. وقيل لبعض العرب: الفأرة تهمز؟ فقال: السنور يهمزها.
﴿ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ ﴾ العتل: الفظ الغليظ، الكافر هاهنا. والعتل: الشديد من كل شيء قال أبو عمر عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: العتل: الجافي عن الموعظة. ﴿ زَنِيمٍ ﴾ أي معلق بالقوم وليس منهم. وقيل: الزنيم: الذي له زنمة من الشر يعرف بها كما تعرف الشاة بزنمتها. ويقال: تيس زنيم إذا كانت له زنمتان وهما الحلمتان المعلقتان في حلقه.
﴿ سَنَسِمُهُ عَلَى ٱلْخُرْطُومِ ﴾ أي سنجعل له سمة أهل النار، أي يسود وجهه، وإن كان الخرطوم وهو الأنف قد خص بالسمة، فإنه في مذهب الوجه، لأن بعض الوجه يؤدى عن بعض.
(صريم): ليل. وصريم: صبح أيضا، لأن كل واحد منهما ينصرم عن صاحبه. وقوله: ﴿ فَأَصْبَحَتْ كَٱلصَّرِيمِ ﴾: أي سوداء محترقة كالليل. ويقال: أصبحت وقد ذهب ما فيها من التمر فكأنه قد صرم: أي قطع وجد.
﴿ حَرْدٍ ﴾ غضب وحقد، وحرد: قصد، وحرد: منع، من قولك: حاردت الناقة إذا لم يكن بها لبن، وحاردت السنة، إذا لم يكن فيها مطر.
﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ ﴾.
إذا اشتد الأمر والحرب قيل: كشف الأمر عن ساقه.
﴿ أُمْلِي لَهُمْ ﴾ أي أطبل لهم المدة وأتركهم ملاوة من الدهر، والملاوة: الحين من الدهر، والملوان: الليل والنهار.
﴿ مَّغْرَمٍ ﴾ انظر ٩٨ من التوبة.
﴿ لَيُزْلِقُونَكَ ﴾ أي يزيلونك، ويقال: يعتانونك أي يصيبونك بعيونهم. وقرئت ليزلقونك: أي ليستئصلونك؛ من قولهم: زلق رأسه وأزلقه إذا حلقه.
سورة القلم
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (القَلَم) من السُّوَر المكية، وقد جاءت ببيانِ إعجاز هذا الكتاب للكفار، وتأكيدِ صدقِ نبوَّة مُحمَّد صلى الله عليه وسلم، وما جاء به من عندِ الله؛ فلن يستطيع الكفارُ أن يأتوا بمثل هذه الحروف أبدًا، وفي ذلك تسليةٌ للنبي صلى الله عليه وسلم، وتثبيت له، وخُتمت بتخويفِ الكفار من بطشِ الله، وتوصيةِ النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر.

ترتيبها المصحفي
68
نوعها
مكية
ألفاظها
301
ترتيب نزولها
2
العد المدني الأول
52
العد المدني الأخير
52
العد البصري
52
العد الكوفي
52
العد الشامي
52

* سورة (القلم):

سُمِّيت سورة (القلم) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله بـ(القلم).

* سورة {نٓ}:

وسُمِّيت بهذا الاسم؛ لافتتاحها بهذا الحرفِ {نٓ}.

1. بيان رِفْعة قَدْرِ النبي عليه السلام (١-٧).

2. تحقير شأن الكافرين، وذمُّهم (٨-١٦).

3. قصة أصحاب الجنَّة (١٧-٣٣).

4. جزاء المؤمنين، وأسئلة إقناعية للكافرين (٣٤-٤٣).

5. تخويف الكفار من بطشِ الله، وتوصية النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر (٤٤ -٥٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /292).

 تَحدِّي الكفار والمعانِدين بهذا الكتاب، والدلالةُ على عجزِهم عن الإتيان بمثل سُوَرِه، وإبطالُ مطاعنِ المشركين في النبي صلى الله عليه وسلم، وإثباتُ صدقِه، ومن ثم تسليةُ الله له وتثبيته.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /58).