تفسير سورة القلم

جهود الإمام الغزالي في التفسير

تفسير سورة سورة القلم من كتاب جهود الإمام الغزالي في التفسير
لمؤلفه أبو حامد الغزالي . المتوفي سنة 505 هـ

﴿ ن والقلم وما يسطرون ﴾( ١ )
١١٧٨- من فضل القلم وشرفه، أن الله تعالى أقسم به فقال عز من قائل :﴿ ن والقلم وما يسطرون ﴾. ( التبر المسبوك في نصيحة الملوك : ٩٣ )
١١٧٩- من شرف الكتابة أن الله سبحانه وتعالى أقسم بها فقال :﴿ ن والقلم وما يسطرون ﴾ فإن : الكتابة نعمة من نعم الله تعالى، ولها مزية حسنة عند ذوي الألباب، لأنها تحفظ ما يتولد عن أفاهم العقلاء، وتقيد ما تصطاده أذهان الحكماء. ( المعارف العقلية : ٧٨ )
﴿ وإنك لعلى خلق عظيم ﴾( ٤ )
١١٨٠- قال الله تعالى لنبيه وحبيبه مثنيا عليه ومظهرا نعمته لديه :﴿ وإنك لعلى خلق عظيم ﴾ وقالت عائشة رضي الله عنها :( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن )١. ( الإحياء : ٣/٥٤ )
١ - أخرجه مسلم في صحيحه..
١١٨١- ﴿ عتل ﴾ قيل : العتل هو الفظ اللسان، الغليظ القلب على أهله. ( نفسه : ٢/٥٠ )
١١٨٢- قال عبد الله بن المبارك١ : الزنيم : ولد الزنا الذي لا يكتم الحديث، وأشار به إلى كل من لم يكتم الحديث ومشى بالنميمة، دل على أنه ولد الزنا، استنباطا من قوله عز وجل :﴿ عتل بعد ذلك زنيم ﴾ والزنيم : هو الدعي. ( نفسه : ٣/١٦٤ )
١ - هو أبو عبد الرحمن بن المبارك بن واضح المروزي، كان قد جمع بين العلم والزهد، تفقه على سفيان الثوري ومالك بن أنس وغيرهم، وروى عنه معمر وابن وهب وغيرهما. توفي سنة ١٨١ هـ. ن صفوة الصفوة: ٤/١٣٤ ووفيات الأعيان: ٣/٣٢ والسير: ٨/٣٧٨..
﴿ فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون ﴾( ٣٠ )
١١٨٣- تخصيصا لقوله تعالى :﴿ هذا يوم لا ينطقون ﴾١
١ - المرسلات: ٣٥..
﴿ يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون ﴾( ٤٢ )
١١٨٤- يكشف الجليل عن ساقه فيسجد الناس تعظيما له وتواضعا، إلا الكفار فإن أصلابهم تعود حديدا فلا يقدرون على السجود، وهو قوله تعالى :﴿ يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون ﴾، وروى البخاري في تفسيره مسندا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( يكشف الله عن ساقه يوم القيامة فيسجد كل مؤمن ومؤمنة )١. ( الدرة الفاخرة في كشف علوم الآخرة ضمن المجموعة رقم ٦ ص : ١٢٦ )
١ - أخرجه البخاري في صحيحه ن. كتاب التفسير حديث رقم : ٤٩١٩..
﴿ سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ﴾( ٤٤ )
١١٨٥- في تفسير قوله تعالى :﴿ سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ﴾ إنهم كلما أحدثوا ذنبا، لهم نعمة ليزيد غرورهم، وقال تعالى :﴿ إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ﴾١ ( الإحياء : ٣/٤٠٥ )
١ - آل عمران: ١٧٨..
﴿ لولا أن تداركم نعمة من ربه لنبد بالعراء وهو مذموم ﴾( ٤٩ )
١١٨٦- قال الحسن : العراء هو يوم القيامة. ونهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقتدي بيونس عليه السلام، وقيل له :﴿ فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم ﴾١. ( نفسه : ٤/٣٦٠ )
١ - القلم: ٤٨. قال الإمام الغزالي: "الانبساط والإذلال يحتمل من بعض العباد دون بعض، فمن انبساط الأنس قول موسى عليه السلام: ﴿إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء﴾(الأعراف: ١٥٥) وقوله في التعليل والاعتذار لما قيل له: ﴿اذهب إلى فرعون﴾ (طه: ٢٤) فقال: ﴿ولهم على ذنب﴾ (الشعراء: ١٤) وقوله: ﴿إني أخاف أن يكذبون ويضيق صدري ولا ينطلق لساني﴾(الشعراء١٢-١٣) وقوله: ﴿إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى﴾(طه: ٤٥)، وهذا من غير موسى عليه السلام من سوء الأدب، لأن الذي أقيم مقام الأنس يلاطف ويحتمل، ولم يحتمل ليونس عليه السلام ما دون هذا لما أقيم مقام القبض والهيبة، فعوقب بالسجن في بطن الحوت، في ظلمات ثلاث" الإحياء: ٤/٣٦٠..
سورة القلم
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (القَلَم) من السُّوَر المكية، وقد جاءت ببيانِ إعجاز هذا الكتاب للكفار، وتأكيدِ صدقِ نبوَّة مُحمَّد صلى الله عليه وسلم، وما جاء به من عندِ الله؛ فلن يستطيع الكفارُ أن يأتوا بمثل هذه الحروف أبدًا، وفي ذلك تسليةٌ للنبي صلى الله عليه وسلم، وتثبيت له، وخُتمت بتخويفِ الكفار من بطشِ الله، وتوصيةِ النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر.

ترتيبها المصحفي
68
نوعها
مكية
ألفاظها
301
ترتيب نزولها
2
العد المدني الأول
52
العد المدني الأخير
52
العد البصري
52
العد الكوفي
52
العد الشامي
52

* سورة (القلم):

سُمِّيت سورة (القلم) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله بـ(القلم).

* سورة {نٓ}:

وسُمِّيت بهذا الاسم؛ لافتتاحها بهذا الحرفِ {نٓ}.

1. بيان رِفْعة قَدْرِ النبي عليه السلام (١-٧).

2. تحقير شأن الكافرين، وذمُّهم (٨-١٦).

3. قصة أصحاب الجنَّة (١٧-٣٣).

4. جزاء المؤمنين، وأسئلة إقناعية للكافرين (٣٤-٤٣).

5. تخويف الكفار من بطشِ الله، وتوصية النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر (٤٤ -٥٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /292).

 تَحدِّي الكفار والمعانِدين بهذا الكتاب، والدلالةُ على عجزِهم عن الإتيان بمثل سُوَرِه، وإبطالُ مطاعنِ المشركين في النبي صلى الله عليه وسلم، وإثباتُ صدقِه، ومن ثم تسليةُ الله له وتثبيته.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /58).